رام الله - وفا
انطلق، مساء الأربعاء، النسخة الثانية من مهرجان بينالي قلنديا الدولي، في كل من مدينتي البيرة وغزة تزامنا، ومشاركة فنانين من حيفا وفلسطينيي الشتات.
ويعتبر مهرجان قلنديا الدولي، أكبر تظاهرة في الفنون البصرية في فلسطين، تنظمها 13 مؤسسة ثقافية فلسطينية، وتستمر فعالياته حتى 15 تشرين الثاني المقبل.
ويشمل المهرجان فعاليات ثقافية وفنية وعروض بصرية، ومعارض وقراءات ولقاءات وجولات ميدانية، وتمتد فعالياته إلى 16 قرية ومدينة ومخيم في رام الله، والقدس، وغزة، وحيفا، والخليل، وبيت لحم، وطولكرم، وغيرها من المدن والقرى الفلسطينية، وذلك بمشاركة أكثر من 100 فنان من 23 دولة.
وتخلل حفل الإطلاق الإعلان عن افتتاح معرض 'غزة 87' لمجموعتي 'التقاء' و'شبابيك' للفن المعاصر في قطاع غزة، الذي يقدم أعمالاً فنية لـ10 فنانين من غزة، ويستمر حتى منتصف الشهر المقبل، ويسلط الضوء على موضوع الانتفاضة الأولى، ويتطرق المعرض إلى تفاصيل الحياة اليومية في غزة وتوثيق الحياة أثناء الانتفاضة.
وتخلّل الحفل عرض موسيقي مباشر من غزة لفرقة تخت شرقي، من مدرسة غزة للموسيقى التابعة لمعهد ادوارد سعيد من غزة، إضافة إلى عرض فقرة موسيقية بمشاركة فرقة حبيب شحادة من حيفا.
وتم خلال حفل الإطلاق استعراض مجموعة من الأعمال الفنية التي تتخذ من غزة محورا لها، وتشمل عمل 'تخطيطات أخيرة' للفنانة مجدل نتيل.
وقال رئيس بلدية البيرة فوزي عابد، 'يأتي افتتاح فعاليات قلنديا الدولي إعلانا وتأكيدا صارما على إصرار شعبنا بمختلف أطيافه وفئاته على التأكيد بالقول والفن وبالصورة، أننا باقون وصامدون هنا حتى إقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف مهما كانت التضحيات ومهما بلغت التحديات'.
وأضاف أن سجل الأحداث التاريخية بقالبها الفني الصوري هو من الأعمال المميزة والمؤثرة في مسيرة النضال الفلسطيني، وستشكل أعماله وانطلاقته رسالة للأجيال الحالية والمقبلة، وستبعث فيهما الحياة وترسخ فيهما الهمة والعراقة لقضيتهم التي استشهد وضحى وناضل من أجلها الملايين دفاعا عن أرضهم لقناعتهم بحقهم بها وبالوجود والعيش فيها، لأن الثقافة والفن في تاريخ مسيرة الثورة الفلسطينية أصبحت جزءا من النضال والتحرر.
بدوره، شدد رئيس بلدية رام الله موسى حديد على أهمية مشاركة البلدية في هذا المشروع الاستثنائي والهام، خاصة أنه تجتمع من خلاله مؤسسات مؤثرة في المشهد الثقافي الفلسطيني.
وأوضح أن بلدية رام الله ركزت من خلال برنامجها في قلنديا الدولي على فتح أرشيفها التاريخي أمام الفنانين والمبدعين، وأنه أصبح بإمكان الجمهور مشاهدة هذا الأرشيف، من خلال التدخلات الفنية التي اتخذته محورَ استلهامها.
وأضاف أن معرض البلدية تحت عنوان 'خارج الأرشيف' أحيا المواد الأرشيفية واكتشافها وإعادة إنتاج تاريخ المدينة، وطرح نصوص غائبة وتشكيل روايات جديدة، مبينا أن الأعمال المشاركة هي (رقصة الطيف- لفيرا تماري ويزيد عناني، وفي ذكرى- لإملي جاسر، وأرشيف رام الله – أحلام شبلي، ووثائق 'ي'– إياد عيسى).
من جانبها، قالت فداء توما في كلمة اللجنة المنظمة للمهرجان، إن قلنديا الدولي هو مبادرة لتجميع الطاقات والموارد ونسج علاقات متماسكة، تمتد على جغرافيا فلسطين التاريخية في محاولة لوصل ما فرضه الاحتلال وقطعته السياسية.
وحول اختيار موضوع الأرشيف كقيمة لقلنديا الدولي هذا العام؛ أوضحت توما 'في هذه الروايات والسرديات الجديدة، لن تكون الأرشيفات مستودعاً للمعرفة، بل أداة تساعدنا على تشكيل فهمنا للماضي والحاضر والمستقبل المشترك كما يتم تجسيده في ممارسات الحياة اليومية، عبر تناول المشهد الفلسطيني في سلسلة من المعارض، وأعمال الأداء، واللقاءات والنقاشات والتدخلات، وسنكون جزءا من حركة يتم فيها فتح موضوع الأرشيفات وإثارة الأسئلة حولها، وتغدو محتوياتها ومضامينها مرة أخرى تجربة معاشة ومثارا للجدل'.
من ناحيته، تحدث رئيس مجلس أمناء مؤسسة عبد المحسن القطان، رئيس لجنة مشروع المتحف الفلسطيني في مجلس أمناء مؤسسة التعاون، عمر القطان، عن أهمية قيمة تظاهرة قلنديا الدولي لهذا العام، التي تتناول موضوعة )الأرشيف حياة ومشاركة).
وشدد على الخصوصية التي يكتسبها هذا الموضوع في السياق الفلسطيني، حيث تتناثر الأرشيفات الفلسطينية في مختلف بقاع الأرض، في فلسطين التاريخية والشتات، والكثير منها يتم فقدانه، نتيجة لغياب مؤسسات سيادية، كالمكتبات الوطنية والمتاحف وغيرها، إلى جانب قدرة الاحتلال للوصول إلى هذه المصادر ومصادرتها أو تدميرها.