القاهرة - أ ش أ
فيما بدت مصر كلها كتلة من الضوء تعبر عن ضياء فرحة قلوب المصريين بافتتاح قناة السويس الجديدة في لحظة سيتوقف امامها التاريخ طويلا فان هذا الضوء المصري قدر له ان يكون في قلب احتفالات العالم "بالعام الدولي للضوء" .
وكانت الأمم المتحدة قد اعلنت ان عام 2015 هو العام الدولي للضوء فيما شاءت الأقدار السعيدة ان يحتفل المصريون بهذا العام بمهرجانات الأضواء التي تزامنت مع احتفالاتهم بمناسبة افتتاح قناة السويس الجديدة.
والخيوط الممتدة من الأضواء الملونة سواء في ميدان التحرير او بقية ميادين وساحات مصر وعلى امتداد محافظاتها ونيلها الخالد كانت تترجم حقيقة عبر عنها الفضاء الالكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي في هاشتاج "مصر بتفرح" الذي تصدر "تويتر" بنحو 214 الف تغريدة و"فيس بوك" بنحو ربع مليون تدوينة اثناء حفل الافتتاح الرسمي لقناة السويس الجديدة.
والوان قوس قزح التي عانقت صفحة النيل اثناء الاحتفالات بافتتاح قناة السويس قد تعيد للأذهان قصة الضوء في اصل الحياة بقدر ماتشكل التقنيات الضوئية الآن احد سبل تحسين نوعية الحياة وعاملا لاغنى عنه في الاتصالات عبر شبكة الانترنت ودمج العوامل الثقافية والاقتصادية والاجتماعية في المجتمع الانساني المعولم بينما يتوقع البعض ان يكون القرن ال21 هو قرن الضوئيات كما كان القرن ال20 قرن الالكترونيات.
ومثل هذه الاحتفالات التاريخية قد تثير الاسئلة المسحورة بالضوء والتي تصطك احيانا بالحيرة وهي تحاول ان تقبض على اللحظة مثل سؤال :"الصورة كون ام الكون صورة؟!..ولعلها اسئلة مطروحة في سياق الاحتفال بالعام الدولي للضوء الذي تشارك فيه عدة اتحادات علمية دولية جنبا الى جنب مع المجلس الدولي للعلوم وبرنامج اليونسكو الدولي الأساسي للعلوم .
فالانسان وحده-كما يقول الصوفي الكبير محيي الدين بن عربي فاز بالصورة الكاملة التي منحها له خالقه المصور الأعظم وبهذه الصورة صحت له الخلافة في الكون..اما في مجال المعرفة فيذهب ابن عربي الى ان للذات الواحدة صورا بعدد الرائين والأنوار وعوالم الوجود.
اولئن كان الأديب والكاتب اللبناني الأصل امين معلوف صاحب رواية "حدائق النور" يحث الانسان المعاصر على البحث عن "المادة المنيرة" في كل فكرة ففتنة الضوء تلعب دورا كبيرا في عالم التصوير وهو مايتجلى في كتاب جديد عن فن التصوير الفوتوغرافي صدر بعنوان :"فتنة الضوء" لروجر واستون وهيلين رابابورت ويتناول بصورة عميقة ومستفيضة مولد هذا الفن والصراعات بين رواده.
يتبع.