أطفـال يصـــورون معاناتهم

افتتح مساء أمس الأحد، في معصرة الزيتون القديمة في مدينة الخليل معرض صور لـ 35 طفل يوثق حياتهم اليومية على مدار شهرين، في صور التقطوها لما يروه مفرحا وحزينا في هذه المدينة التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين.
ويتيح المعرض الفرصة لزواره لمشاهدة المدينة من زوايا عدة عبر 48 صورة تم اختيارها من بين مئات الصور التقطتها كاميرات أطفال تتراوح أعمارهم بين 8 و15 عاما قدمتها لهم بعثة التواجد الدولي المؤقت في المدينة ليرووا قصصهم حول المدينة.

وذكر نائب رئيس البعثة ستيفانوا نينشينوا " إن المشروع يعطينا الفرصة الفريدة للتعرف على ما يراه الأطفال في حياتهم اليومية في مدينة الخليل، خصوصا الأطفال في منطقة H2، كما ويشكل الأطفال جزء مهم جدا في المجتمع وإنه لمن الهام لنا الاستماع له".
وتابع "أن المعرض جزء من مشاركتنا في النشاطات المجتمعية المحلية التي نحاول من خلالها الاسهام في تحسين ظروف حياة المواطنين في البلدة القديمة".

وأكد مدير عام لجنة إعمار الخليل عماد حمدان "أن اسم المشروع يصف الحالة التي يعيشها أطفال المدينة، فقد قامت البعثة بالتعاون مع لجنة إعمال الخليل بتوزيع كاميرات على الأطفال في نقاط التماس من أجل توثيق الحياة اليومية لما يشاهدونه في هذه المدينة العريقة."
ويظهر عدد من الصور واقع البلدة القديمة المقسم بين الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين الذين يعيش ما يقارب من 500 منهم بين ما يزيد عن 50 ألف فلسطيني هم سكان البلدة القديمة، واختار الطفل أسامه أن ينقل هذا التقسيم عبر صورة التقطها من سطح منزل لجدار يقسم ساحة منزل إلى قسمين أحدهما للفلسطينيين والآخر للمستوطنين.

وينعكس الوضع العام السياسي على بعض الصور التي تظهر الحواجز العسكرية الإسرائيلية في البلدة القديمة، التي يحتاج الفلسطينيون إلى المرور عبرها عند الانتقال من مكان إلى آخر، إلا أنها تقدم أيضا صورا تبعث على الأمل والتفاؤل لأطفال صغار يلهون على دراجاتهم في أزقة البلدة القديمة، وأخرى لأطفال يلعبون بالدمى غير مكترثين بما تعيشه المدينة من صعوبات سياسية واقتصادية واجتماعية.

وترى إحدى المشاركات في المعرض دعاء دعنا" إن الصور التي التقطها تعبر عن كل شيء أشعر به في المدينة، انا صورت ما أحب، شجر وطيور، كما قمت بتصوير ما أكره من اغلاقات واحتلال في المدينة".