وزير الثقافة إيهاب بسيسو

افتتح، مساء اليوم الأربعاء، المعرض الاستعادي للفنان التشكيلي سمير سلامة في جاليري "ون" بمدينة رام الله وضم المعرض حوالي 50 لوحة ضمن 150 لوحة سيتم عرضها في أربعة أماكن في مدن رام الله والقدس وبيت لحم، وتعكس مشواره في درعا، وبيروت، وباريس، وعدد آخر من المنافي، وهي المعارض التي تنتظم بدعم من وزارة الثقافة والمتحف الفلسطيني، بجهود عدد من القائمين على الجاليريات، والفنانين، بإشراف الفنان خالد حوراني.

وقال وزير الثقافة إيهاب بسيسو خلال مشاركته في افتتاح العرض: "افتتاح هذا المعرض للفنان سلامة يحمل دلالة ورسالة بالغة الأهمية على صعيد الوفاء والتقدير لأحد فناني فلسطين الكبار، لافتاً إلى أن "وجودنا هنا اليوم في افتتاح هذا المعرض الاستعادي للفنان سمير سلامة يمثل الدور الحقيقي لوزارة الثقافة".

وأضاف "هذه من اللحظات التي أفخر بها خلال عملي في وزارة الثقافة، التي تشاركت مع مؤسسات ثقافية وفنانين فلسطينيين، ومع مؤسسات فنية لتقدير أحد قامات ومؤسسي الفن الفلسطيني المعاصر".

وأشار إلى أن سلامة، وعلى مدار مسيرته الإبداعية، قدم العديد من الأعمال الفنية المميزة، التي وثقت فلسطين، وباتت وثيقة تعكس الحالة الإبداعية الفلسطينية، وشكلت مصدر إلهام للفن الفلسطيني.

وأعرب عن تقديره وشكره للفنان سلامة على كل ما بذله من جهد وقدمه من أعمال فنية، كونه شكل باقتدار أحد أعمدة الفن الفلسطيني على المستوى العالمي، واصلا شكره للفنان خالد حوراني، ولكل من ساهم في تنظيم سلسلة المعارض الاستعادية لأعمال الفنان سمير سلامة.

بدوره، قال الفنان سمير سلامة: "ردت لي الحياة حين وجدت نفسي في فلسطين.. أيها الموت هزمتك الفنون كلها، لم أخضع لمرض السرطان ولم أعطه أي اهتمام، ورفضته باستمرار، لكن القدر أقوى منّا جميعاً، وبالنسبة لي فإن وجودي سيتواصل عبر أعمالي، وهذا ما يهمني، لذا علينا أن نفتخر رغم كل آلامنا كشعب بأننا فلسطينيون".

وأضاف: "مستعد لتقديم أي شيء مقابل محبة فلسطين لي، فكل ما قدمته في حياتي على مستوى العمل السياسي، وإنتاجات (الأفيش) في بيروت، وكل أعمالي جزء يسير أقدمه تعبيراً عن حبي لفلسطين لم يكن يهمني أن أكون فناناً بارزاً، أو (كبيراً كما يقولون)، وكل ما قدمته واجب ليس أكثر، ومحاولة للتعبير عن حب فلسطين وعن نفسي أيضاً من خلال أعمالي".

من جهته، وصف الفنان خالد حوراني المعرض بـ(معرض الوفاء) لفنان بقامة سمير سلامة، في أربع قاعات عرض، لافتاً إلى أن سلامة الذي يعاني من توعك صحي كان باديا عليه في افتتاح المعرض جلوسا وبالاستعانة بجهاز تنفس، كان قد وقع على عدد من لوحاته وهو على سرير الشفاء، وأن الغالبية العظمى للأعمال التي تشارك في سلسلة المعارض الاستعادية تعرض في فلسطين للمرة الأولى.

ولد سمير سلامة عام 1944 في مدينة صفد، وانتقل إثر النكبة مع أسرته إلى مجد الكروم في الجليل، وبعدها إلى بنت جبيل، فبيروت فدمشق، وبدأ الرسم منذ الطفولة، إلى أن دخل كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق، وأقام أول معرض له عام 1963 في المركز الثقافي في درعا، ثم أقام معرضا آخر عام 1966، قبل دخوله الكلية، وأنهى دراسته عام 1972 حيث التحق بدائرة الإعلام الموحد التابع لمنظمة التحرير في بيروت.

ساهم في البوسترات السياسية، وشارك في معارض جماعية في بيروت والعالم، وأسس قسم الفنون التشكيلية في دائرة الإعلام الموحد، وانتقل إلى باريس عام 1975 ليتابع دراسته، واستقر هناك حيث عمل في قسم المطبوعات العربية في مقر اليونسكو.

عاد إلى صفد للمرة الأولى عام 1996، وعين مستشارا في وزارة الثقافة، حتى تقاعد عام 2004.

ويعتبر سلامة من الفنانين الفلسطينيين الذين ابتعدوا عن الموضوعات التي تم تناولها لفترات طويلة، مثل المقاومة والأرض والانتفاضة، وتناولوا عوضاً عن ذلك الموضوع الجمالي.