دمشق-سانا
تجمع ستة عشر فناناً تشكيلياً شاباً من خريجي كلية الفنون الجميلة عام 2014 في صالة الشعب عند ظهر اليوم ليقدموا أعمالاً متنوعة في المواضيع والأساليب والتقنيات ضمن معرض حمل اسم “قمح” كثالث تجربة لهم من هذا النوع بعد تخرجهم لتعريف الناس بهم وبعملهم الفني.1
وقدم كل فنان من المشاركين أعمالا بسويات فنية جيدة عكست رؤية جديدة لمواضيع إنسانية عميقة ولقدرة عالية في التقنيات الصعبة والجديدة خاصة في الغرافيك والحفر ما يبشر بولادة جيل تشكيلي قادر على تطوير الأساليب والرؤى المطروحة على الساحة الفنيةالسورية.
وعن المعرض ورعاية وزارة الثقافة له قال “توفيق الإمام” معاون وزير الثقافة لـ”سانا”.. إن المعرض ضم مجموعة من الأعمال المميزة والجميلة والمتنوعة لعدد من خريجي كلية الفنون الجميلة وكل منهم قدم أسلوبه الخاص وتقنيته وموضوعه الذي اختاره ما أعطى غنى للمعرض مبيناً أن وزارة الثقافة تدعم مادياً ومعنوياً وبكل الإمكانات المتاحة الفنانين الشباب الذين يرفدون الحركة التشكيلية السورية بطاقات ومواهب جديدة وهذا يشكل إضافة مهمة للفن التشكيلي السوري.1
بدوره قال النحات “عماد كسحوت” مدير الفنون الجميلة في وزارة الثقافة.. إن الشباب هم الطاقة التي يجب أن ندعمها بشكل كبير لأن الإبداع يبدأ دائما منهم ومن خلال عملي بتنظيم المعارض والملتقيات لاحظت الأفكار الجميلة والجديدة التي يقدمها الفنانون الشباب مبيناً أن هناك أعمالا مهمة يقدمها المعرض وهذا يعبر عن طاقات سورية شابة ستمثل الوطن في المستقبل بشكل لائق وجميل.1
ويتابع كسحوت.. نحن نعمل على تحفيز طلاب الفنون الجميلة والخريجين الشباب لإقامة معارض وملتقيات لهم ضمن الإمكانات المتاحة ليتمكنوا من تقديم عملهم الإبداعي للناس ومن ثم ينتقلوا للعالمية ليمثلوا سورية خير تمثيل.
أما الدكتور “أحسان العر” رئيس إتحاد التشكيليين السوريين فقال.. إن واجبنا احتضان المواهب الشابة وكوني مدرسا في كلية الفنون الجميلة ولدي إطلاع على عملهم وتجاربهم التي تأتي بمستوى جيد في أغلبها أردنا أن نسلط الضوء على عملهم من خلال هذا المعرض لدعمهم كونهم بذرة الفن التشكيلي السوري في الأيام القادمة.
وتابع رئيس إتحاد التشكيليين.. إن كسر حاجز العرض لأول مرة للفنانين الشباب أمر مهم في بداية طريقهم وهذا ما نحاول تحقيقه من خلال مختلف نشاطاتنا مثل معرض الربيع للتشكيليين الشباب مبيناً أن هذا المعرض جاء ليقدم تجارب شابة مهمة رغم أنهم لم يصبحوا بعد أعضاء في الاتحاد ايماناً بدور الشباب في رفد وتطوير الحركة التشكيلية السورية.
الفنان الشاب “علي العايق” أحد المنظمين للمعرض وخريج قسم الغرافيك قدم ثلاثة أعمال تحكي عن معاناة المرأة من خلال اسلوب تعبيري قوي وسلس في الوقت ذاته بعيداً عن الصدمة للمتلقي وبتقنية الشاشة الحريرية وطباعة اللينينوم والطباعة الحجرية.
وتابع العايق.. نحاول أن نستمر بالعمل وإقامة الفعاليات الفنية رغم الظروف الصعبة وندعو الناس لتحدي المسافة بين بيتهم وصالة العرض ليحضروا ويتعرفوا على نتاجنا كفنانين شباب سوريين نحب بلدنا ونعمل على إستمرار الحياة والثقافة والفن فيه للعبور نحو المستقبل مؤكداً أهمية دعم الجهات المعنية لأي نشاط شبابي في هذه الفترة.
بدوره الفنان الشاب “صبحي ريا” خريج قسم الغرافيك وأحد منظمي المعرض قال.. أردنا من خلال تنظيم هذه المعارض أن نقول أننا موجودون كفنانين شباب رافضين لفكرة الإنتظار والتباكي على الواقع فقمنا بتنظيم معرض لاختصاص الغرافيك بعنوان “صولو” وبعدها قمنا بتنظيم معرض لطلاب السنة الرابعة في قسم الغرافيك بعنوان “حرير خام” واليوم ننظم معرض “قمح”.
وعن تسمية المعرض يوضح “ريا “أن القمح يرمز للخير والعطاء والوطن والأرض والأمل وهم كفنانين شباب أرادوا أن يعبروا عن الأمل الذي بداخلهم من خلال هذا المعرض المتنوع بأعمالهم وأساليبهم وتقنياتهم كحبات قمح في سنبلة واحدة.
وشارك ريا بثلاث أعمال بعنوان “ثلاث سنوات” يحكي فيها عن الأزمة وقال عنها..أردت من خلال هذه اللوحات أن أقدم الجمال من تحت الركام بأسلوب تعبيري يقترب من التجريد بتقنية الشاشةالحريرية والطباعة الحجرية في العمل ذاته وطباعة اللينينيوم في غيره.
وشاركت الفنانة الشابة “راما السمان” خريجة الغرافيك وأحد منظمي المعرض بثلاثة أعمال أحدها بتقنية المونيتيب بطبعة وحيدة على الزجاج ومن ثم بتقنيات مختلفة رسم مباشرعلى الورق واللوحتان الأخريان بتقنية الطباعة الحجرية وقدمت في هذه اللوحات موضوع المايسترو بأسلوب تعبيري يعكس الإحساس بالموسيقا وبالأشخاص.
وبينت أنها مع زملائها أرادوا أن يكونوا موجودين على الساحة الفنية السورية لذلك قدموا أفضل ما عندهم ليعرض للناس بعد أن تمكنوا من الحصول على دعم الجهات العارضة للأعمال.
وشاركت الفنانة الشابة “هبة ابراهيم” بثلاث لوحات واحدة بتقنية الفحم وإثنتان من مشروع تخرجها وهي كلها عن موضوع يعبر عن الإنسان ومشاعره وأحاسيسه وكيف تنعكس من خلال جسده العاري في تكوينات متعددة.
وقالت “ابراهيم” خريجة قسم التصوير..إن هذه مشاركتي الثالثة في معرض من هذا النوع مع زملائي من خريجي دفعتي ونحن أردنا أن نقوم بعمل جماعي بعد التخرج يعبر عنا وعن طموحنا ويقدم أعمالنا للناس.
الفنانة “ابراهيم” التي تعمل حالياً كمصممة غرافيك تعبر عن تفاوءلها بالمستقبل وأوضحت أنه لا يمكن للفنانين الشباب أن يكونوا معزولين عن واقعهم فأي موضوع يقدمونه لا بد أن يعكس إحساسهم بالألم والحزن مبينة أنه رغم التعب الذي خلفته الأزمة إلا أن الشباب مصرون على الأمل والفرح من خلال العمل والاستمرار بالإنتاج في مختلف المجالات.1
“بيلسان دياب” خريجة قسم النحت شاركت بعملين نحتيين بحجم كبير لأنثى ورجل عاريين بخامة البوليستر أرادت منهما إيصال فكرة عن بقاء الإنسان وتطوره من الداخل للخارج وقالت..لا أشعر أبداً بأنني ظلمت بتخرجي في ظل هذه الظروف الصعبة بل أشعر برغبة كبيرة لتقديم الأفكار التي بداخلي والعمل أكثر للقيام بدوري كفنانة لأوثق الواقع بعملي وأقدم صورة حضارية عن بلدي للعالم.
وتابعت “دياب”.. نحن كفنانين شباب لدينا طاقة كبيرة جداً على العمل رغم قلة الإمكانات المتوافرة لنا لذلك نحن نسعى لفتح الأبواب وعدم الإنتظار من خلال خلق الفرص للقيام بفعاليات جماعية تعبر عنا وتعرف الناس على عملنا الفني.
وشاركت “دينا عيد” خريجة قسم الغرافيك بثلاثة أعمال بتقنيات طباعة اللينينيوم والطباعة المعدنية والطباعة المعدنية والحجرية وبأسلوب تعبيري واقعي يعكس حالات المرأة الشرقية المتمردة بجسد عار ضمن فضائها الخاص.
وعن موضوعها قالت “عيد”.. إن الأنثى هي محور أساسي في الحياة وهي ما زالت تعاني من قيود عديدة في المجتمع وستبقى هي بطلة أغلب أعمالنا كفنانين حتى تتخلص من هذه القيود مبينة أنها كفنانة أنثى تعبر عن نفسها بطريقة أو بأخرى من خلال أعمالها.
الشابة “ايلاف سليمان” خريجة غرافيك قدمت ثلاثة اعمال بتقنيات الطباعة المعدنية والحجرية وطباعة الماكيت وعن هذه التقنية الخاصة قالت..إن هذه التقنية تمكن من الإستفادة من عدة خامات مثل الأقمشة والأسلاك المعدنية لتستخدم في الطباعة في تقارب مع الكولاج .
وأشارت “سليمان” إلى أنها تمكنت من العمل بعد التخرج في مجال التصميم الاعلاني لافتة إلى أن على الشباب أن لا ينظر لنصف الكوب الفارغ فرغم كل الصعوبات ما زالت هناك إمكانية لإقامة مثل هذا المعرض وتلقي الدعم من عدة جهات.1
وقدم الفنان الشاب “باسل زغيب” خريج غرافيك ثلاثة أعمال هي جزء من مشروع تخرجه الذي يحكي عن انطباع الحلم أو الرؤية الإنسانية بأسلوب تعبيري واقعي يجمع بين عناصره الظل والنور مع مسحات سوريالية لبعض الأعمال.
اما الفنانة الشابة “زينة تعتوع” فشاركت بعملين تصوير قدمت من خلالهما رؤيتها لعزلة المرأة في هذا الوقت والضغوط الكبيرة التي تتحملها أياً كان مكانها كأم أو أخت أو حبيبة أو غير ذلك مبينة أنها اشتغلت بتقنية قريبة للاسكتش القائمة على الإختزال في الخطوط والألوان مستخدمة ألوان حبر الجوز والباستيل والأكريليك والكولاج في أحدها.
وشاركت الفنانة “تعتوع” بعدة نشاطات جماعية بعد تخرجها وتعتبر أن الفعاليات الشبابية التي تقام هي محاولة لإثبات قدرة الشباب على العمل وبأنهم موجودون ولن يلغيهم أي شيء رغم كل الصعاب لافتة إلى أن المشاركين في المعرض يجمعهم الحلم والأمل والتفاوءل وهذا ما يميزه ويعطيه روح الشباب.
المعرض يستمر لمدة أسبوع في صالة الشعب بدمشق.