زاغرب ـ وفا
شارك وفد المجلس الوطني الفلسطيني، ممثلا بزهير صندوقة عضو المجلس وبصفته نائبا لرئيس لجنة الطاقة والبيئة والمياه التابعة للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، في اجتماع اللجنة الذي عقد في العاصمة الكرواتية زاغرب على مدار يومين متتاليين، وافتتحه رئيس البرلمان الكرواتي.
واستعرض رئيس اللجنة شتيفان شينناخ، نتائج العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مؤكدا ضرورة التعاون بعد سقوط الآلاف من الضحايا والدمار الكبير الذي لحق بالبنية التحتية هناك، وقال : نحن مع فلسطين في مساعدتها للتخفيف من معاناة الآلاف الذين فقدوا منازلهم وأصبحوا بلا مأوى.
وأعرب عن أمله في تحقيق السلام، وأن تتوقف إسرائيل عن احتلالها للأراضي الفلسطينية، مبديا تعاطفه وأعضاء اللجنة مع الشعب الفلسطيني، وداعيا إلى بذل المزيد من الجهود لحل القضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة إلى جانب دولة إسرائيل.
وفي هذه الإطار، استعرض زهير صندوقة بالأرقام ما تعرض له قطاع غزة ونتائج الحرب العدوانية الإسرائيلية، مؤكدا أن ما قام به الاحتلال يعتبر جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وأشار صندوقة إلى أن أكثر من مليون و700 ألف فلسطيني يعاونون من نقص شديد في مياه الشرب، داعيا اللجنة إلى دعم بناء محطة تحلية للمياه المنوي إقامتها في قطاع غزة بالسرعة الممكنة نظرا لحاجة السكان الماسة لذلك، وطالب اللجنة بالعمل من خلال الجمعية البرلمانية التي تضم 280 عضوا من 44 برلمانا من برلمانات الاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي وتركيا وإسرائيل وبرلمانات الدول العربية المطلة على البحر الأبيض المتوسط إلى جانب الأردن وموريتانيا، بالعمل على ضمان ألا تقوم إسرائيل بتدمير هذه المحطة مستقبلا، كما فعلت أثناء الحرب على غزة بتدمير محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع.
وشدد على أن كل المشاريع التي تطرحها اللجنة في قطاعات الطاقة والمياه والبيئة معرضة للخطر بسبب استمرار الاحتلال الإسرائيلي، وأنه لا يمكن أن تكون تنمية مستدامة في فلسطين دون رحيل الاحتلال عن أرضنا وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس.
وحول البند الثاني على جدول أعمال اللجنة وهو التحديات التي تواجه السياحة في منطقة الأورومتوسطي ومستقبل ذلك القطاع المهم، تساءل صندوقة: كيف يمكن لنا أن نستثمر في السياحة وإسرائيل دولة الاحتلال تتحكم في كل شيء بدءا من الحدود الخارجية لفلسطين حيث تعرقل وصول السائحين وتمنعهم في أغلب الأحيان من الدخول لفلسطين، مرورا بسرقتها للتراث الثقافي والسياحي والديني الفلسطيني، وكذلك شن حملة متعددة الأوجه لطمس الهوية الفلسطينية، وخلق هوية وتراث يهوديين مزيفين، وتغيير أسماء القرى والمناطق والآثار الفلسطينية وسرقة الموروث الفلسطيني من طعام ورقصات وألعاب وحتى الملابس، وغير ذلك من الإجراءات التي تعيق وتمنع تطوير قطاع السياحة الفلسطيني؟ داعيا اللجنة إلى بذل جهودها من أجل التغلب على تلك العقبات ودعم قطاع السياحة الفلسطينية وتطويره.
وأكد صندوقة أن كل تلك التحديات أمام قطاع السياحة السبب الرئيسي فيها هو الاحتلال، فهو يهيمن على كل شيء بدءًا من المنافذ والمعابر وحتى المرافق السياحية والشوارع، ما يعيق أي جهد فلسطيني في مجال التنمية السياحية، فضلا عن حملات إعلامية وسياحية تدعمها مستويات سياسية إسرائيلية، وكل ذلك يعتبر تحديا غير طبيعي أمام قطاع السياحة الفلسطيني.
وأوضح لأعضاء اللجنة أيضا أن مؤسسات دولة فلسطين تحت الاحتلال لا تستطيع التصرف بأي آثار أو مواقع تاريخية في مناطق مصنفة (ج) وهي خاضعة بالكامل لسيطرة الاحتلال الذي يسعى جاهدا للاستحواذ عليها وترويجها في الخارج باسمه، وكذلك تأثير الاستيطان والمستوطنات ومعسكرات جيش الاحتلال، والطرق الاستيطانية والعسكرية، التي تسيطر على ما نسبته 63% من مساحة أراضي دولة فلسطين.
وقال صندوقة: في ظل هذه التحديات كيف يمكن الترويج والاستفادة القصوى من السياحة داخل فلسطين؟ لا بد أولا من مساعدة الشعب الفلسطيني على التخلص من هذا الاحتلال الذي هو آخر احتلال في العالم.
وبحثت اللجنة في العديد من القضايا لتي تخص الهندسة والفرص أمام الطاقة المتجدّدة وفعالية الطاقة، حيث قدم مارتن تريبيزبورغ، وهو مهندس وبروفيسور في البناء المستدام في جامعة الموارد الطبيعية وعلوم الحياة في فيينا، وديتر مور من شركة 'إيرتكس سولار' عرضا شاملا لهذا الموضوع.
كما ناقشت اللجنة آخر التطورات حول المدن الإيكولوجية (الصديقة للبيئة) في منطقة البحر الأبيض المتوسط، حيث قدمت الأمينة العامة لمشروع المدن الإيكولوجية ريما طربيه، شرحا حول آخر التطورات المتعلقة بتلك المدن، كما تم التوقيع على انضمام فيس وكوميزا الكرواتيتين إلى مشروع المدن الإيكولوجية.
واستعرض خبير الطاقة دوبرافكو بيليتش مشاريع في مجال فعالية الطاقة أثناء زيارة اللجنة إلى بلدة لودبرغ في كرواتيا، خاصة مجالات الطاقة الشمسية الخضراء وخطط عمل الطاقة المستدامة، إلى جانب استعراضه للمشاريع المنفّذة والمخططة لفعالية الطاقة في مجال البناء والإنارة العامة، وقدم مستشار في معهد الطاقة الكرواتي عرضا للمشروع المشترك في المدينة تحت عنوان 'مدينة الطاقة الذكية'.