محصول القمح

رفع مجلس قروي المالح في حملته الوطنية لتوفير بذور للقرى المهمشة في الأغوار الشمالية، تحت شعار "من يتبرع بكيلو من القمح سيحمي دونم من الاستيطان".

وأكد رئيس مجلس محلي منطقة المالح والمضارب البدوية في الأغوار الشمالية عارف دراغمة أن هذه الحملة قائمة منذ سبعة شهور، ولكن إلى الآن لم يقدم غرام واحد  لهؤلاء المزارعين، مطالبًا الجهات الرسمية والشعبية بكافة أشكالها لدعم صمود أهالي الأغوار، مضيفا أن تفاعل هذه الجهات بحد ذاته خجولًا.

وأشار دراغمة في حديث إلى "فلسطين اليوم" أنه في السنوات الأخيرة تكبد المزارعين خسائر كبيرة وحرق للمحاصيل، ما دفع البعض إلى الابتعاد والعزوف عن الزراعة وهجر البعض الآخر أراضيهم، وخلال العام الفائت فقط دمر الاحتلال أربعة آلاف دونم زراعي، وهي الأراضي القريبة من مستوطنة مسيكوت، في منطقة الأغوار الشمالية والمالح تحيط بها 7 مستعمرات و6 معسكرات تدريب إسرائيلية،وهي بذلك  تهدد بقاء العائلات التي تعتمد على الزراعة وتربية الحيوانات في معيشتهم.

وأضاف دراغمة أن الأغوار هي السلة الغذائية الفلسطينية إلا أن هذه السلة بدأت تتهاوى، وعلى الكل الفلسطيني أفرادًا ومؤسسات وأحزاب أن  تُعيرها اهتمامها، وتدعم صمود سكانها، فتهويدها له أثر واضح على الزراعة والتي بدورها أساس الحياة في أي مجتمع.

وأضاف أننا "أعلنا عن مكان تبرع بالبذور في مقر مجلس قري المالح في الحمامات، وبعثنا برسائل هنا وهناك نطلب ونرجو ونناشد الكل الفلسطيني بضرورة المشاركة والتبرع، لم نحدد أماكن في مختلف مناطق الضفة، ولكن أعلنا عن أرقام للتواصل" 0599478244/ 0569478244 "، ومن يريد المساعدة نؤمن له مكانًا لاستلام البذور منه".

وأوضح دراغمة أن سكان الأغوار الشمالية يصل عددهم إلى 450 عائلة، موزعين على 13 قرية، من القرى المهجرة عام1967، وقد عاد إليها أهلها بعد وقت، لكن الاحتلال يُصر على السيطرة عليها رغم أن أهلها يحملون أوراق رسمية "طابو" تثبت ملكيتهم لهذه الأراضي، مضيفًا أن الاحتلال سلم 400 عائلة من أصل 450 إخطارات هدم مساكنهم.

وأشار دراغمة إلى أن إخطارات الهدم هذه لم تنفذ كلها إنما يتم تمديدها بشكل مستمر، لكن هذا لا يعني إلغاءها، فالاحتلال هدم عام 2013ما يقارب 750منشأة.

وأوضح أن الاحتلال لا يعترف بهؤلاء السكان، ففي بطاقاتهم الشخصية لا ينسبون إلى أماكن سكنهم.

وفيما يتعلق بأطفال المضارب، يلجئون إلى مدارس القرى المجاورة مثل تياسير وعين البيضا، ويصلون إليها في حافلتين مخصصتين لذلك، بعد أن كانوا في السنوات الماضية يصلون إليها باستخدام الدواب، وتبعد مسافة 10 كيلو مترات.

ودعا دراغمة إلى زيادة الاهتمام بالمضارب امتدادا للكرامة الفلسطينية، داعيًا إلى عدم التهرب من تحمل المسؤولية أو إلقاءها على الآخر، فالمضارب بحاجة إلى بنية تحتية تدعم وتثبت المواطنين في أراضيهم.

وشدد على ضرورة إقامة تكتل من نقابة المحاميين، لدعم القضايا المرفوعة في المحاكم الإسرائيلية ضد الاعتداءات المتكررة والمستمرة.