الفقع الإيراني

رغم نسبة الطلب الكبيرة على الفقع (الكمأة) المستورد، ويصل من مختلف الدول، ومن أهمها العراق والمغرب وليبيا، مقارنة بالفقع (الكمأة) المحلي الذي لم يحن موسمه بعد، إلا أن المتجوّل في أسواق الخضروات والفواكه، أو جوانب الطرقات الرئيسة والفرعية، لم يرى الفقع (الكمأة) الإيراني معروضاً للبيع منذ عام.

عوامل رئيسة هي التي كدّست الفقع (الكمأة) الإيراني قبل الدخول به من طريق منافذ المملكة، وأغنت عن استقباله طيلة عام كامل، كشفها مدير إدارة المحاجر للثروة الحيوانية والزراعية في وزارة الزراعة بالمنطقة الشرقية المهندس خليل إبراهيم الجاسم لـ"الوطن"، وهي: امتناع التجار عن شرائه، وارتفاع أسعاره، وضعف جودته مقارنة بدول أخرى.

ويوضح الجاسم أن أغلب أنواع الفقع (الكمأة) الموجود حاليا في الأسواق ليس محليا بل مستوردا. وأرجع السبب في ذلك إلى أن موسم المحلي لم يحن بعد، ويلي سقوط الأمطار بغزارة. وأكد أنهم يقومون بالكشف عليه قبل دخوله إلى المنافذ للتأكد من خلوّه من أي فيروسات ضارة جراء تلوّث التربة.

وذكر أن هناك 5 دول مهمة يأتي منها الفقع وهي: المغرب والجزائر وقطر وليبيا والعراق، مبينا أن المعلومات المتداولة عن وجود مناطق بها تربة ملوثة جراء الصراعات والحروب تؤثر سلبيا على مكونات الفقع (الكمأة) وترسل للمملكة غير صحيحة.

ورفع مدير إدارة محاجر الشرقية، يده من مسؤولية ملاحقة المتجولين مفترشي الشوارع من أجل بيع الفقع (الكمأة). وذكر أن ذلك مسؤولية البلديات، التي بدورها تقوم بمنع تقديمها بما قد يتسبب في مشاكل صحيّة للمشترين. وأكد أن دورهم يقتصر على الفحص والتأكد من سلامة الفقع (الكمأة) حسب الاشتراطات، أو إعادتها إلى المصدر الذي جاءت منه.

في حين تكون أسعار الفقع عادية في بعض المناطق، إلا أن الأمر يختلف في شمال المملكة، إذ شهدت أسواق المدن الرئيسة هناك عرض الفطر بأسعار بلغت 1000 ريال لكل 5 كيلوغرامات.
إلى ذلك، شهدت الطرق المؤدية إلى شمال المملكة ومنها طريق حائل الجوف وطريق حائل رفحاء حركة مرورية عالية منذ بدء إجازة منتصف العام، حيث كثر هواة البحث عن الفقع في هذه المناطق، فيما يبحث عنه البعض من أجل المال.

ويؤكد خبير البادية فراج الفهيد أن فطر الفقع ينبت في باطن الأرض بدون جذور أو سيقان، وذلك بعد هطول الأمطار في كل خريف، ويحتاج لفترة من الزمن تبلغ 70 يوما، مشيرا إلى أن هذا النوع من الفطر يستتر تحت التربة وعندما ينضج ينتفخ وينفقع من الأرض ويهم بالخروج.

وأضاف: يمكن معرفة الأماكن التي ينتشر فيها من خلال وجود نبات الرقروق أو الجريد. وأنواع الفقع ثلاثة أشهرها "الزبيدي" ويتميز بلونه الأبيض وحجمه الكبير ولديه رائحة مميزة، ويمتاز أيضا بنظافته من التراب والطين، وهناك أيضا "الغلاسي" ولونه قريب من لون التربة وهو أفضل الأنواع من حيث التماسك والطعم، و"الجبأ" وهو أول ما يخرج من أنواع الفقع