بيت لحم - فلسطين اليوم
انطلقت في بيت لحم اليوم الثلاثاء، فعاليات مؤتمر بيت المقدس الإسلامي الدولي السادس، بعنوان 'دعم القدس وتعزيز صمود المقدسيين- الدور والواجب'، برعاية الرئيس محمود عباس.
ويشارك في المؤتمر رئيس الشؤون الدينية التركي محمد قورماز، وقاضي القضاة الأردني الشيخ حمد هليل، ووزير الأوقاف والمقدسات الإسلامية الأردني الشيخ هايل داوود، ومفتي جمهورية مصر العربية السابق الشيخ علي جمعة، وغيرهم من الشخصيات العربية والدولية، التي دعتها الوزارة للمشاركة في أعمال المؤتمر التي من المقرر أن تستمر فعالياته لثلاثة أيام.
ورحب وزير الأوقاف الشيخ يوسف ادعيس بالحضور، قائلا 'فلسطين اليوم سعيدة، وهي مبتهجة من خلال استضافتكم في كنف من أكناف بيت المقدس، على بعد قبضة يد، أو نبضة قلب من القدس الشريف عاصمة الدولة الفلسطينية'.
وقال ادعيس: 'احتفالنا بذكرى المولد النبوي الشريف في هذا المكان، ما هو إلا تكريس لرؤية فلسطينية أبدية، وهي أن هذه البلاد هي بلاد التعددية والأخوة بين الأديان، والعلاقة بين المسلمين والمسيحيين هي علاقة الجسد الواحد نباهي بها العالم، والتي رسمتها العهدة العمرية.
وأضاف أن 'فلسطين رقم صعب بكل مكوناتها، ونسيجها الديني، والتراثي الإسلامي والمسيحي على حد سواء، فنحن ندافع عن كنيسة القيامة، كما هو دفاعنا عن المسجد الأقصى المبارك دون تمييز أو تفريق'.
وقال، 'ما جاء في دعوة الرئيس محمود عباس بثبات المسيحيين على أرض فلسطين وعدم هجرتهم، هي إشارة واضحة بأن فلسطين دون المسيحيين ليست التي نريد، الوطن المحتضن لسائر الأطياف، فوجودنا هنا من وجودهم، ووجودهم هنا من وجودنا، جسد واحد وحقوق وواجبات واحدة'.
وأشار ادعيس إلى أن حادثة الإسراء والمعراج بما تحمله من المعاني رسمت لنا مستقبلا وفتحت لنا آفاقا، وحددت لنا مسارا لكيفية التعاطي مع الصراع الحالي، وعنصر الإرهاب في العالم الذي يمعن في انتهاكاته وجرائمه ضد أبناء شعبنا المظلوم منذ احتلال أرضه وتشرده في بقاع الأرض، وإلزامه قسرا بالمنافي ومخيمات اللجوء.
وأكد أن هذا الاحتلال يحاول مسح وطمس الطابع الحضاري والثقافي والروحي للمدينة المقدسة، من خلال مواجهة شاملة مع الإنسان، والحجر، والشجر، وأماكن العبادة، والمواقع التاريخية، والاعتداءات اليومية المتكررة على المسجد الأقصى المبارك، وفرض سياسة التقسيم الزماني والمكاني، ومنع المصلين من الوصول إليه، وكذلك منع المسيحيين من الوصول إلى كنيسة القيامة، وغيرها من الأماكن الدينية.
وأوضح أن 'دولة فلسطين ممثلة بقيادتها الحكيمة ووزارة الأوقاف تدرك حجم الخطر الذي تتعرض له المدينة، من خلال هذا الظلم، وعليه فقد أخذت عهدا على نفسها بمواجهة هذا الاحتلال، وفق منطلقات حضارية وثقافية وتاريخية'.
وأشار إلى أن 'هذه الهجمة الشرسة التي تتعرض لها القدس تقتضي منا جميعا عربا ومسلمين ومسيحيين وقفة جادة للتصدي لها، منوها إلى أن الوزارة ارتأت في هذا العام أن يكون مؤتمر بيت المقدس الإسلامي الدولي السادس تحت عنوان 'دعم القدس وتعزيز صمود المقدسيين– الدور والواجب'.
وأضاف، 'نحن معنيون بتعزيز صمود مدينة القدس، بالشراكة مع جميع إخواننا من العالمين العربي والإسلامي والأحرار من العالم كله، لأننا على يقين بأن صمود هذه المدينة، والدفاع عن إرثها الحضاري والثقافي والتعددي، لا يكونان إلا بتعزيز صمود رأس الحربة الأولى، ألا وهو المواطن المقدسي'.