المهاجم الجزائري رفيق جبور

يأمل المهاجم الجزائري رفيق جبور المتنقل في عدة دوريات اوروبية خلال مسيرته والملقب بـ"الارهابي" من قبل جماهير ناديه ان يقود ابويل نيقوسيا القبرصي الى تحقيق نتيجة طيبة امام ضيفه باريس سان جرمان الفرنسي غدا الثلاثاء في دوري ابطال اوروبا لكرة القدم.

أظهر جبور القادم الى نيقوسيا الصيف المنصرم بسرعة سبب لقبه الغريب "الارهابي" الذي حصل عليه خلال فترة احترافه في اليونان. لم يتأخر بهز الشباك في 6 الجاري في الدوري المحلي واحتفل به على طريقة "القصف" المعهودة.

لكن فضلا عن لقبه المسيء للبعض، فان جبور (30 عاما) تعرض لهجمات عنصرية خلال احترافه في فرنسا خلال بداياته، فقال في مقابلة مع وكالة فرانس برس: "لا اكترث كثيرا لهذا الامر. انا ارهب خطوط الدفاع، ونظرا لجذوري يبرز هذا الكوكتيل. نحن اصحاب عروض ولا ينبغي ان نأخذ الامور كثيرا على محمل الجد".

واصر اللاعب: "في اليونان الناس تحترمك كثيرا، لذا لا افسر هذا اللقب بناحية سلبية".

منذ ترك اللاعب المولود في مدينة غرونوبل فرنسا قبل عشر سنوات، جال في بلجيكا، تركيا، انكلترا، قبرص وخصوصا اليونان حيث حمل الوان خمسة اندية بين 2005 و2013.

يقول اللاعب الجزائري-الفرنسي: "اليونان غيرت حياتي بالكامل. لقد منحني هذا البلد الكثير وانا ادين له. كنت اقول سابقا باني فرنسي-جزائري لكن الان اميل اكثر للقول باني يوناني-جزائري".

تعرف جبور في مشواره الغني الى لغات وعادات مختلفة، لكن بدايته الاحترافية في فرنسا لم تكن مشجعة: "شعرت بالعنصرية في مركز التكوين (اوكسير). بعض القريبين منا نادوا بفرنسا متعددة الثقافات لكن في النهاية كانوا يصوتون للجبهة الوطنية. شعرت مثل كثيرين بما هو ضد المغاربة في فرنسا".

بعمر العشرين قام "بمخاطرة كبيرة" ورحل الى بلجيكا: "كنت مجروحا قليلا. وصلت الى لا لوفيير وتعرض شقيقي لغيبوبة لمدة 8 اشهر فكانت الامور معقدة".

استيقظ شقيقه متأثرا بتبعات ما بعد المرض، فتابع جبور عملية النفي المبكر: "اعادت اليونان لي فرح الحياة. بعد الصورة السلبية التي رسمتها عن فرنسا وغيبوبة اخي، رأيت النور هناك حتى قبل ان العب دورا كرويا بارزا".

اكتشف كأس اوروبا مع بانيونيوس (2007-2008): "اخرجنا سوشو الفرنسي من الدوري الاوروبي وسجلت في مرمى بوردو. كان الموسم الذي انطلقت فيه مسيرتي الحقيقية"، وفتح له باب المنتخب الجزائري الذي خاض معه مونديال 2010 في جنوب افريقيا.

بعدها حمل جبور الوان الاندية الثقيلة في اليونان على غرار ايك اثينا ثم اولمبياكوس فتوج مع الاخير باللقب ثلاث مرات واحرز لقب الهداف عام 2013.

بعدها انتقل جبور الى سيفاسبور التركي ثم نوتنغهام فوريست الانكلييزي لكنه لم يعش نجاحا مماثلا.

في الصيف الماضي، عاد الى الاجواء اليونانية بانتقاله الى ابويل نيقوسيا القبرصي واكتشف دوري ابطال اوروبا مجددا الذي منحه "احاسيس لا توصف"، على غرار التسجيل في مرمى ارسنال الانكليزي، اللعب في ملعب "كامب نو"، الفوز في ارض مرسيليا الفرنسي او حتى سماع موسيقى المسابقة قبل المباراة: "يمكنك الاستماع اليها مئة مرة وتصبح كالطفل".

لم يتم اتسدعاء جبور الى مونديال 2014 الذي بلغت فيه الجزائر الدور الثاني لاول مرة في تاريخها وخرجت بشق النفس امام المانيا البطلة، لذا ليس متفائلا كثير لمستقبله مع "محاربي الصحراء": "لا زلت جاهزا للعب مع المنتخب لكنه هناك بعض اللاعبين الشبان يملكون مستقبلا كبيرا. انا لاعب مزعج لاني لم ادخل يوميا في الصفقات والمؤامرات داخل المنتخب وفي بعض الاماكن، فدفعت الثمن غاليا".

وختم اللاعب الذي يعتبره البعض مشاكسا: "كما قلت دوما، افضل العيش 10 سنوات كالاسد بدلا من سنة مثل الخروف".