المحلل السياسي الدكتور ناجي شراب

أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر المحلل السياسي الدكتور ناجي شراب، أنَّ فوز الكتلة الإسلامية الذراع الطلابي لحركة "حماس" في انتخابات مجلس طلبة جامعة "بيرزيت" له ايجابيات ودلالات سياسية أبرزها أنَّ الجامعة لديها فكر ورؤية واضحة وتعبر عن كل الاتجاهات السياسية.

وأوضح شراب في حديث مع "فلسطين اليوم" أنَّ الفارق بين فوز الكتلة الإسلامية وكتلة ياسر عرفات من 26 مقعدًا إلى 17 مقعدًا، كبير وله دلالات كثيرة، مبرزًا أنَّ فوز الكتلة الإسلامية يترتب عليه بعض الأمور منها ايجابي في صالح حركة "حماس" تأكيدًا لوجود قاعدة شعبية في الضفة.

وأضاف: "هذه القاعدة الشعبية ليست قاصرة فقط على من ينتمي للحركة، ما يعني أنَّ هناك ما يزيد عن 50% أو60% من الجامعة ينتمون انتماءا كاملاً لحماس"، مضيفًا "أعتقد أنَّ الذين أدلوا بأصواتهم ينتمون إلى حماس وتوجهات سياسية أخرى ومنا لا شك فيه أنّه يعكس مصداقية الحركة وما لها من تأثير كبير في أي انتخابات عامة قد يتم عقدها؛ لأن الشريحة الشبابية كبيرة وليست قليلة وقد يكون لها تأثير ولكن لا يمكن البناء بشكل كلي على هذه النتيجة".

وتابع شراب: "لا يمكن القول أنَّ هذه النتيجة ستكون نفسها في حال إجراء انتخابات عامة، إذ يمكن النظر لهذه النتيجة من منظور آخر يتعلق بأداء حركة "فتح" والخلافات التي لازالت تعيش فيها"، مشيرًا إلى أنَّ الأداء الأمني للسلطة غلبت عليه النزعة الأمنية وقد يكون أحد الأسباب لفوز الكتلة الإسلامية في الانتخابات.

واستطرد: "علينا أن ننظر إلى نتائج هذا التصويت من منظور أداء حركة فتح والسلطة باعتبارهما وجهان لعملة واحدة، ومن خلالهما يمكن تفسير نتيجة الانتخابات"، وبيَّن أنَّ تلويح حركة "حماس" بالنصر بناء على هذه النتائج بسبب أن الحركة تحتاج مثل هذه النتيجة".

وأبرز شراب أنَّ التعادل الذي حدث في جامعة الخليل يعتبر انتصارًا لحركة "فتح"؛ لأنَّ "حماس" تحظى بنصيب الأسد من الشعبية في الخليل، مؤكدًا أنَّ "حماس" تواجه مصاعب اقتصادية وتراجعًا في شعبيتها؛ لذلك تريد أن توظف هذا الانتصار في الضفة الغربية لإثبات وجودها.

وشدَّد على أنَّ تصريح خالد مشعل بأنَّ حركته مستعدة للانتخابات الرئاسية والتشريعية، مرتبط بوجود أسرى إسرائيليين تدرك "حماس" بأنَّهم سيكون لهم مردود سياسي كبير مقارنة بصفقة شاليط، موضحًا "بالتالي حماس ذاهبة إلى عقد صفقة سياسية شاملة تتضمن هدنة لمدة خمسة أعوام مع الاحتلال على الأقل".

واعتبر أنَّ هذه الهدنة سترتبط بموضوع الإفراج عن الأسرى ويمكن أن يكون هناك اتفاق سياسي أوسع يشمل إنشاء ميناء ومطار ورفع الحصار، محذرًا من أنَّ هذه الصفقة تدفع باتجاه كينونة مستقلة لـ"حماس" في غزة.