القاهرة – محمود حساني
أكد قائد القوات البحرية المصرية السابق الرئيس التنفيذي لقناة السويس الجديدة الفريق مهاب مميش، أنَ الشركة المُنظمة لحفل افتتاح قناة السويس الجديدة، انتهت من وضع اللمسات النهائية، وأنها على استعداد لاستقبال المدعوين من أصدقاء الدولة المصرية من رؤساء وزعماء دول العالم، ورجال الأعمال والمستثمرين أصحاب الشركات التجارية العالمية.
وأوضح مميش في مقابلة خاصة مع "فلسطين اليوم" أنَ الرئيس عبد الفتاح السيسي يجري اتصالًا هاتفيًا يوميًا بهيئة القناة للمتابعة والاطمئنان على سير العمل داخل المشروع، وتلبية جميع الاحتياجات، والاستفسار على الأمور العالقة، ويختم مكالمته الهاتفية بتوجيه رسالة تحية وشكر للعمال والعاملين.
وأفاد بأن الرئيس السيسي منذ اليوم الأول لأعمال الحفر وهو يطمئن على العمل داخل القناة الجديدة، ويوجّه الأوامر والتعليمات لمختلف مؤسسات الدولة بإزالة أية عقبات وعراقيل تقف حائلة أمام عمليات حفر القناة الجديدة وتوفير الإمكانيات اللازمة.
وأضاف أن السادس من آب / أغسطس، الذي سيشهد حفل افتتاح القناة الجديدة، سيكون يومًا مشهودًا في تاريخ الملاحة العالمية، وستقف عنده الأجيال المقبلة طويلًا ليكون شاهدًا على عظمة آبائهم وأجدادهم.
وتابع أن هناك اجتماعات تُعقد بصفة دورية مع كل من الجهة الراعية لحفل الافتتاح، وهيئة الاستعلامات في وزارة الخارجية، ووزارتي الدفاع والداخلية اللتين تتوليان عمليات التأمين.
وكشف مميش بعض ملامح حفل الافتتاح، مؤكدًا أنه سيُغلب عليه الطابع المصري الحضاري بدءًا من مراسم استقبال الوفود المُشاركة، مرورًا بإطلاق الرئيس عبد الفتاح السيسي إشارة البدء بعبور أول سفينة داخل المجرى الملاحي الجديد، مؤكدًا أن حفل الافتتاح سيكون مفاجئًا لكل الحضور.
وأشار إلى أن حفل الافتتاح سيشهد فيلمًا تسجيليًا مصورًا عن مراحل سير العمل في القناة منذ اليوم الأول من عام 2014 حتى اليوم الأخير الذي شهد الانتهاء من أعمال الحفر ورفع الكراكات من داخل مشروع القناة.
وذكر أن هيئة قناة السويس ستصطحب عددًا من الوفود المُشاركة في الحفل داخل سفينة مصرية لمسايرة القناة الجديدة على أرض الواقع، وسفينة أخرى تُسمى بـ "المحروسة" تحمل الرئيس السيسي ومختلف فئات الشعب المصري.
ولفت إلى أن هيئة قناة السويس بالتعاون والتنسيق مع مختلف السفارات المصرية في جميع دول العالم، أرسلت آلاف الدعوات لمختلف الشركات العالمية البحرية، وأكدوا جميعهم على الحضور، مضيفًا أن عشرات المؤسسات الإعلامية في الدول الغربية تم التعاقد معها لبث وقائع حفل الافتتاح مباشرًا لجميع دول العالم.
وأبرز أن هيئة قناة السويس أرسلت آلاف الدعوات إلى شباب مصر من جميع محافظات الجمهورية، لكي يروا بأعينهم عظمة ما صنعه آبائهم خلال القرن الحالي ليتخذوا منهم قدوة ومثالًا على السعي والعمل والانجاز.
وكشف مميش أنَ وفدًا رفيع المستوى من رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية والدفاع والداخلية يزورون بصفة يومية محافظة السويس بناء على تكليف من رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي للاطمئنان على الحالة الأمنية وإجهاض محاولات التخويف والترويع التي تحاول بعض العناصر المتطرفة افتعالها.
وأردف أنَ الرئيس عبد الفتاح السيسي حريص على أن يكون حفل الافتتاح يحمل بين طياته عددًا من الرسائل والتوجيهات، لدول المُحبة لمصر وشعبها، وأخرى للدول المُعادية لها، منها على سبيل المثال لا الحصر أنَ مصر عادت مجددًا إلى خريطة الساحة السياسية والاقتصادية الدولية بعد غيابها لعقود طويلة، ثانيًا إنَ مصر وشعبها قادرون على استكمال مسيرة آبائهم وأجدادهم في صناعة الأمجاد، ثالثاً إنَ مصر بمشروعها الجديدة ستفرض نفسها بقوة على الدول التي تتحكم في صناعة القرارات المصيرية داخل المنطقة في ظل المتغيرات السياسية الراهنة على الساحة الإقليمية والدولية، وبالتالي سيُضاف إلى قوة مصر الخارجية سلاح جديد وهو مشروع القناة الجديدة يمكنها من خلاله التأثير والضغط على الدول الإقليمية.
وأوضح أن حفل افتتاح القناة الجديدة لن يُكلف الموازنة العامة للدولة المصرية شيئًا كما يُردد بعض المغرضين وأعداء النجاح، وإنما سيتم تمويله من الحساب الخاص بقناة السويس الجديدة الذي يحمل رقم "6/8/2015"، موضحًا أنَ هيئة قناة السويس تلقت ملايين التبرعات من أبناء الشعب المصري في الداخل والخارج وعدد كبير من رجال الأعمال المصريين والعرب في الإمارات والسعودية، وهي رسالة أخرى في حد ذاتها أنّ مصر والدول العربية يد واحدة .
وكشف الفريق مهاب مميش، عن مراحل وكواليس سير العمل داخل القناة الجديدة منذ اليوم الأول الذي أعطى فيه الرئيس عبدالفتاح السيسي إشارة البدء بحفر القناة في العام الماضي حتى اليوم الأخير بانتهاء أعمال الحفر، مؤكدًا أنَ الدراسات الهندسية التي أعدتها الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة أوصت أنَ المدة الزمنية التي يستغرقها مشروع حفر القناة الجديدة يحتاج ما لا يقل عن 3 إلى 5 أعوام، إلا أنّ تعليمات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتقصير الفترة الزمنية للمشروع من ثلاثة أعوام إلا عام واحد، كانت تحديًا لجميع العاملين في هيئة قناة السويس، وأنهم اتفقوا جميعًا على أنهم في حالة حرب لا بديل فيها غير النجاح.
وأضاف: "نحن بعد عام واحد من العهد الذي قاطعناه على أنفسنا أمام المصريين نجحنا وانتصرنا وتفوقنا على أنفسنا في الانتهاء من ذالك التحدي خلال عام واحد".
وتابع: "جميع الشركات والعمال المصريين العاملين في المشروع استلهمنا عزيمة وإرادة آبائنا وأجدادنا الذين خاضوا حرب أكتوبر المجيدة".
واستكمل: "إنها أيضًا رسالة أخرى سنحرض أثناء الاحتفال على توجيهها إلى العالم أجمع بأننا بإرادة وعزيمة المصريين أنجزنا ما يحتاج إنجازه إلى أعوام، وأنَ مصر وشعبها قادرون على وضع بلادهم في مصاف الدول المتقدمة خلال الأعوام العشرة المُقبلة".
وأكد أنَ التكلفة الإجمالية للمشروع تبلغ 65 مليار جنيه، وأنَ تمويل المشروع كان ضمن العواقب التي واجهتها هيئة القناة لاسيما مع الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة التي كانت تمر بها البلاد خلال الأعوام الثلاثة الماضية، إلا أنَ الاقتراح الذي أوصى به خبراء الاقتصاد من أبناء مصر بطرح شهادات استثمار مشروع القناة على المصريين أثبت فاعلية عالية في جمع الأموال التي يحتاجها المشروع في أقل فترة ممكنة، مفيدًا "إنها في حد ذاتها رسالة خامسة سنحرص أثناء الاحتفال على توجيهها إلى الحضور أنَ مشروع حفر القناة من إسهامات المصريين وبأيادي مصرية خالصة دون أن نحتاج إلى قروض وتمويلات من البنوك الدولية خلاف المشاريع الأخرى العملاقة التي شهدها عدد من الدول والتي اضطرت حينها إلى استلاف تكلفة مشروعاتها من البنك الدولي، الأمر الذي عاد عليها بالسلب ووضعها تحت سيطرة وتحكم الدول الغربية".
وأشار إلى إنّ تكاتف ووحدة المصريين قادرة على إحباط المخططات والمؤامرات التي تُحاك داخل المنطقة ، وأن مصر والمصريين واعون يما يحدث داخل المنطقة من مساعٍ لتقسيم الدول وجرها داخل حروب أهلية متابعًا "سنحرض أيضًا أثناء حفل الافتتاح على توجيه للحضور أنّ مصر بمسلميها ومسيحيها سيقفون حجرة عثرة أمام ما يسعى إليه البعض، وسيحولون مساعي الهدم إلى مساعٍ بناءة".
وذكر أن التاريخ مستقبلًا سيسجل للأجيال المقبلة رسالة شكر وتحية وتقدير لآبائهم الذين تركوا لهم تراثًا استراتيجيًا يعيشون من خلاله ويتحكمون بواسطته فيما يُحاك لهم خارجيًا من جانب البعض.
وأفاد مميش بأن أعمال الحفر داخل مشروع القناة كانت طوال 24 ساعة دون راحة عبر آلاف الكراكات التابعة لشركات مصرية وإماراتية وأجنبية، مؤكدًا أن هيئة قناة السويس واجهت عددًا من المشاكل والصعوبات أثناء عمليات الحفر من بينها صعوبة رفع الرمال المُشبعة بالمياه، إلا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي استطاع خلال زياراته الخارجية إلى عقد صفقات مع شركات الكراكات العالمية، موضحًا "نجحنا بالفعل خلال فترة وجيزة من تسليم تلك الكراكات ورفع ما لا يقل عن 270 مليون متر مكعب من الرمال المُشبعة بالمياه".
وأبرز أنَ قناة السويس الجديدة، تبدأ من العلامة الكيلو متر 61 حتى علامة الكيلو متر 95، ويبلغ طولها 72 كيلو متر، ويصل عمقها 66 قدمًا، وهو ما يسمح بعبور السفن التجارية العملاقة داخل المجرى الملاحي في فترة زمنية تتراوح مابين من 9 إلى 11 ساعة يوميًا، الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة دخل الدولة المصرية من عائدات القناة القديمة والجديدة إلى 280 مليار دولار خلال الأعوام العشرة المُقبلة، وهو ما سيعود بالنفع على المصريين وسيشعرون بتغير اقتصادي ملموس على حياتهم الاقتصادية، ولاسيما أبناء محافظات القناة، الذين سيشكلون مصدر جذب للعمالة من مختلف محافظات الجمهورية.
وبيّن أنّ القوات المسلحة حريصة كل الحرص على أن يجني كل مواطن مصري ثمار هذا المشروع العظيم وأن يحصل على نصيبه من عائدات المشروع في صورة زيادة المرتبات والأجور، وإيجاد آلاف فرص العمل للشباب المتعطل، والنهوض بالمرافق الحيوية كالتعليم والصحة والأمن والنقل والغذاء، مؤكدًا أنّ حفر قناة السويس الجديدة أحد المشاريع الاقتصادية القومية خلال العقد الحالي الذي سيحول بدوره مصر إلى دولة متقدمة.
ونوّه إلى أنّ مشروع قناة السويس الجديدة لن يكون الأول والأخير، بل هو واحد من المشاريع التنموية التي يتضمنها البرنامج الانتخابي للرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدًا أنّه بعد الانتهاء من حفل الافتتاح لن تتوقف الأعمال داخل القناة الجديدة، بل ستستمر بإنجاز عدد من المشاريع الفرعية التابعة للقناة كمشروع الاستزراع السمكي وتدشين مدينة الإسماعلية الجديدة وعدد من الموانئ والمناطق الصناعية الجديدة حتى تصبح قناة السويس إقليميًا اقتصاديًا ذا طابع خاص.
وأكد مميش أن الرئيس عبد الفتاح السيسي سيُعلن في 6 آب / أغسطس، عن عدد من المشاريع والتكليفات الجديدة التي ستنفذها هيئة قناة السويس بالتعاون والتنسيق مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، والتي سيبدأ في تنفيذها في اليوم للإعلان عنها.
واختتم الفريق مهاب مميش حديثه لـ "فلسطين اليوم"، بتوجيه رسالة شكر إلى الشعب المصري والعربي أولًا وإلى قيادته السياسية الحكيمة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وإلى أبناء القوات المسلحة والشرطة الذين ضحوا كثيرًا من أجل إعلاء كلمة هذا الوطن وإلى كل عامل مصري ساهم في المشروع سواء ماليًا أو معنويًا.