غزة – حنان شبات
صرَّح المختص بالشأن الإسرائيلي والمحلل السياسي أكرم عطا الله، بأنَّ تكوين المجتمع الإسرائيلي هو تكوين عنصري يعتبر جزءًا من الثقافة الأيدلوجية الإسرائيلية، موضحًا: "منذ تأسيس إسرائيل كان الكل يدرك أزمة الانصهار في المجتمع الإسرائيلي، فضلًا أزمة تأسيس الجيش الإسرائيلي".
وأوضح عطالله في مقابلة مع "فلسطين اليوم "، أنَّ "هذا الجيش سيكون بوتقة الصراع بالنسبة إلى الاحتلال الإسرائيلي الآن بعد كل هذه الأعوام، نرى إسرائيل شرقيين وغربيين وروس وأثيوبين وعرب بمعنى أنَّ الطوائف ما زالت تظهر، وأخيرًا تعرض جندي إثيوبي للعنصرية وبدأت القصة عندما تعرض لاعتداء من قبل شرطيين إسرائيليين وبالتالي هذا فتح كل الأزمة السابقة بالنسبة للأثيوبيين وأعاد للتاريخ الظلم الذي تتعرض له هذه الطائفة بسبب لونها فقط".
وأكد أنَّ "الجالية الأثيوبية كان لهم في السابق نائب يمثلهم في الكنيست وهو حيم ايساليم ثم تم إقصاؤه عن التمثيل ولم يعد أحد يطلب أصواتهم التي تعتبر أصلًا تحصيل حاصل وكانت هناك قضية أنَّ الإثيوبيين تبرعوا بالدم، فاكتشف فيما بعد أنَّ وزارة الصحة الإسرائيلية تلقي دمهم في المجاري وفضحت هذه القضية باعتبار أنَّه من الممنوع أن يتلوث الدم اليهودي بالدم الإثيوبي على الرغم من أنَّ الدم واحد ولكن هذه هي ثقافة إسرائيل العنصرية".
وبيَّن أنَّ "قضية الاعتداء على الشرطي فجَّر ما تعانيه هذه الطائفة من المنع في تسجيلهم بالمدارس أو في رياض الأطفال والوضع الاقتصادي السيء لهم، بالإضافة؛ لأنَّ نسبة السجناء السود تزيد عن نسبة اليهود الطبيعيين في السجون بنسبة 1 و2% السود أعلى من هذا الرقم بكثير وبالتالي خرجت هذه الطوائف احتجاجها على ما حدث".
وشدَّد على أنَّ "حجم القوة التي تم استخدامها ضد هذه الطائفة يقول إنَّ إسرائيل لا تستخدم هذه القوة إلا ضد العرب وضد السود يعني لو كان هناك مظاهرات لغير هؤلاء لما كانت كل هذه القوة لما كان كل هذه الإصابات ولما استخدمت هذه الأنواع من القنابل الصوتية والغاز والضرب في الشارع".
وتابع: "هذا ما يحدث في إسرائيل وكان هناك تظاهرات الخيام في إسرائيل ومع ذلك الشرطة الإسرائيلية حافظت على هدوء هذه التظاهرات؛ لأنهم كانوا شيكناز هم الذين تظاهروا ومن الطبقة الوسطى الإسرائيلية؛ لكن مفتش عام الشرطة يحام لندالينو يحاول أن يشد على أيدي الشرطة الذين قمعوا تظاهرات الأثيوبيين".
وأشار عطالله إلى أنَّ تدارك نتنياهو للأمر ودعوة قادة السود الأثيوبيين للحوار في مكتبه يمكن من خلال ما يقدمه نتنياهو من التسهيلات والتحسينات على حياتهم أن ينهي هذه القضية مؤقتا؛ ولكن هذا لا يعني أنَّ التعامل سيكون أفضل لماذا؟ لأنَّ المسألة ليست مسألة قرارات ومؤسسات هي جزء من سيكولوجية اليهودي اتجاه الآخرين".
ونوَّه بأنَّ "السود في إسرائيل يعيشون في مناطق الفقر ونسبة الفقر بينهم هي الأعلى في إسرائيل، والمشكلة بالنسبة إلى إسرائيل تكمٌن أنَّه بالرغم من أنَّ هجرة الأثيوبيين إلى إسرائيل، بدأت في عام 1981، 1982،1983 في عملية سميت بعملية موسى؛ ولكن الجيل الذي احتج الآن هو الجيل الذي ولد في إسرائيل هذه هي المشكلة بالنسبة إلى إسرائيل".
واستطرد: "ليس الجيل الذي أتى هو جيل انتقل من مستوى حياة في إثيوبيا إلى مستوى حياة أفضل في إسرائيل من ناحية حياة وأراضي خنع استسلم واعتبر أنها دولة لديها ضمان اجتماعي إلى حد ما وقبل بالتعايش ولم يهتم بأن يكون مواطن درجة ثالثة أو رابعة في هذه الدولة باعتباره كان مهاجرًا من أثيوبيا كما يقبل أي مهاجر من دولة عربية إلى دولة أروبية يقبل أن يعيش مواطن درجة ثانية أو ثالثة ولكن نجد أن الجيل الثاني هو الذي يخرج للمظاهرات وهو الذي ينتفض ويحرق ويكسر ويعتدي على الشرطة هذا يعني انه شعور الجيل الأول لم يستطع الجيل الثاني أن يتقبله".
واعتبر عطالله أنه سيتم امتصاص هذه الأزمة مؤقتا وسيتم إجراء بعض التحسينات على حياتهم وعلى مدارسهم، ربما تشكل لجنة متابعة التي ستزور هذه التجمعات والمدارس ورياض الأطفال وغيرها سيكون في إطار عزل السود وليس دمج الأثيوبيين في المجتمع الإسرائيلي وهذا لن يفتح عليهم أن يكونوا جزءًا من المدارس في إسرائيل ويكون هناك مساواة كاملة بينهم وبين الإسرائيليين؛ ولكن ستكون في إطار عزل وإطار فيتو على السود لتحسين مدارسهم وأسواقهم ومناطقهم من بنية تحتية في المناطق التي يسكتونها وغيرها".
وتطرق عطالله في حديثه عن كلام أحد أشهر الشعراء اليهود قبل أن تنشأ دولة "إسرائيل" ويسمى "احما يبياليك" حين سألوه "لماذا أنت تكره اليهود العرب؟ قال لأنهم يذكرونني باليهود الشرقيين وهذا جزء أيضًا من اليهودية المغلقة".
وأشار إلى أنَّ كل ما هو خارج عن الشخصية النمطية اليهودية التي هي نتاج اليهود الشرقيين والغربيين والروس التي جاءت لإسرائيل لا يتم التعامل معه كما الأثيوبي.
واستدرك: "شخصية اليهودي في هذا الروسي هي شخصية أقرب تصور عن اليهودي وهوي الذي يتصف بالشقار والعيون الملونة وبالتالي اندمج الروسي، وأصبح جزءًا من السياسة الإسرائيلية؛ لكن لماذا لم يندمج العربي وحتى اليهودي الشرقي ولم يندمج الإثيوبي؛ لأن هناك تصور بالشخصية النمطية وكل ما هو موجود مختلف عن هذه الشخصية النمطية يتم التعامل معه بدونية هو واقع إسرائيل وهذا مستند لنصوص توراتية دينية لا تقبل الآخر وفي السياسة كل شيء متغير لكن في الأيدلوجي كل شيء ثابت".