رئيس بلدية بيت لحم فيرا بابون

مع اقتراب حلول عيد الميلاد المجيد تزخر الأجواء بمختلف الدعوات التي تطلقها الألسنة ابتهالًا إلى الله؛ راجية تحقيق الأماني الطيبة خلال العام الجديد، وهنا في فلسطين وتحديدًا في بلدية بيت لحم، تلخّصت رغبات رئيس البلدية، فيرا بابون، للعام المقبل في "إقرار العدالة".

وأضافت بابون: "أنا لا أريد في عيد الميلاد إلا العدالة، والضمير "أنا" يعود على فلسطين"، وبهذه الكلمات بدأت حديثها مع "فلسطين اليوم"، مؤكدة أنَّ "بيت لحم التي تصدِّر السلام للعالم ما زالت تعيش تحت الحصار، ومن يحاصر بيت لحم يحاصر رسالتها، وهذه مفارقة يجب الوقوف عندها جيدًا؛ فبيت لحم فلسطينية ورسالتها عالمية".

وأشارت بابون إلى أنَّ العالم مازال لا يعطي ما يكفي لمدينة بيت لحم، التي لا تعتقد أنَّ من يعيش فيها داخل حصار مستمر يمكن أنَّ يكون قادرًا على العيش بسلام، ورغم كل ذلك فأطفال بيت لحم اليوم يصلّون من أجل العراق، وسورية، ولبنان، ومصر ومن أجل كل العالم، رغم أنهم ما زالوا يعيشون في قلب المعاناة.

وأكملت رئيس البلدية: "عقدت المحكمة العليا الإسرائيلية الأحد الماضي جلسة بشأن استكمال الجدار في بيت لحم، لاسيما في منطقة كريمزان في بيت جالا، وهذا يعني أننا ما زلنا نعاني من أجل العيش بأمن وأمان وسلام، رغم أنَّ هذه المنطقة تعتبر المنفّذ الوحيد للتوسُّع في بيت لحم"، مشيرة إلى أنَّ الوقوف بصمت تجاه الجدار هو خطيئة عظمى؛ لأن الجدار يقضي على آخر منافذ مدينة السلام".

وبشأن الاستعداد للأعياد المجيدة، ذكرت بابون: "الفعاليات ستبدأ السبت، الموافق 6-12-2014، أما ذروتها فستكون بإضاءة شجرة الميلاد في ساحة كنيسة المهد في السادسة مساءً، بحضور شخصيات رسمية محلية وعالمية؛ أبرزها رئيس الوزراء الفلسطيني د.رامي الحمدالله، وسيسبق ذلك مؤتمر صحافي في الرابعة مساءً في قاعة "فينا" في البلدية، عن رسالة السلام لهذا العام، وجدول فعاليات الأعياد".

وأضافت: "وهناك مسيرة للأطفال ستكون من دوار العمل الكاثوليكي في بيت لحم وصولًا إلى ساحة كنيسة المهد، السبت، في الثالثة مساءً، كما أنَّ سوق الميلاد في ساحة كنيسة المهد سيستمر أيام الجمعة والسبت والأحد بالتعاون بين البلدية ومركز السلام، وسينتقل سوق الميلاد لتصبح الشراكة بين البلدية ومؤسسة "هولي لاند ترست" إلى شارع النجمة، الحاصل على شهادة التراث العالمي "اليونسكو" في الفترة من 20وحتى 24\12\2014، لإحياء هذا السوق واجتذاب الزوار، وهي مبادرة جديدة من البلدية لتسليط الضوء على هذا الإرث الفلسطيني العالمي".

أما بشأن الترتيبات الفنية والداعمين، أكدت بابون: "هناك دعم من قِبل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية للبلديات الثلاث؛ بيت لحم، وبيت ساحور، وبيت جالا، وسيكون حصة بيت لحم 70 ألف دولار أميركي، كما أنَّ مؤسسة تطوير بيت لحم أنهت إعادة ترتيب وتزيين ساحة كنيسة المهد، وبنك فلسطين كان له ترتيبات فنية في الصوت والإضاءة للمنصّة، التي ستنصب في الساحة، والسلطة الوطنية الفلسطينية دعمت البلدية ماديًا لتزيين الشوارع والترتيبات الأخرى، كما قدمت مؤسسات كثيرة وأفراد ومجموعات الدعم بأشكاله كافة"، ومنوهة إلى أنَّ بلدية بيت لحم في طور التجهيزات النهائية لاستقبال الأعياد المجيدة".

وأنهت بابون حديثها: "هناك احتفالات دينية وثقافية متنوعة ستنظم في مختلف الأماكن داخل بيت لحم، وهذه رسالة للعالم: يجب أنَّ تكون قلوبنا صافية داخليًا حتى تكون صافية خارجيًا، وما زال الاحتلال الإسرائيلي يضغط علينا كي لا نحتفل ونعيش، ولكننا سنعيش بسلام وسنصدِّر السلام للعالم".