مستشار الرئيس الفلسطيني وقاضي قضاة فلسطين الدكتور محمود الهباش

هنأ مستشار الرئيس الفلسطيني وقاضي قضاة فلسطين الدكتور محمود الهباش، مصر قيادةً وشعبًا بافتتاح قناة الخير على حسب وصفه لقناة السويس الجديدة، مبينًا أن مصر في طريقها نحو التنمية والنهضة بعد أن استيقظت من غفلتها طوال الأعوام الأخيرة.

وأكد الهباش في مقابلة خاصة مع "فلسطين اليوم"، أن الشعب المصري كان يستحق منذ عقود طويلة، قائدًا عظيمًا مثل الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلا أن وجوده الآن على رأس أكبر الدول المنطقة خلال الظرف الراهن الذي تمر به المنطقة من تحديات وصعاب على المستوى الإقليمي والدولي أمر مهم للغاية .

وأوضح أن الزيارات الخارجية التي يُجريها الرئيس السيسي إلى دول الخارج، جعلت مصر تستعيد مكانتها لدى المنطقة بعد أن غيبتها جماعة "الأخوان المسلمين" خلال الفترة الأخيرة، مشيدًا بالدور الذي تلعبه مصر منذ فجر التاريخ لصالح فلسطين وقضيتها ولصالح القومية العربية، مبينا قوة وعمق العلاقات التي تجمع بين مصر وفلسطين على مستوى القيادة والشعب.

وشدد على أن بعض الدول الإقليمية والدولية سعت جاهدةً إلى الوقيعة بين مصر وفلسطين خلال الفترة الأخيرة مستغلة الاضطرابات السياسية التي مرت بها البلاد من مطلع عام 2011، إلا أن محاولات البعض انتهت بالفشل، فمصر وفلسطين دولة واحدة وشعب واحدة يحملان نفس الهموم والمصير والطموح، موضحًا أن مصر تقف دائما إلى جانب فلسطين وتمثل عُمقا استراتيجيا لها.

وتابع الهباش "إذا كانت ذاكرة الشعوب تغفل مواقف مصر تجاه فلسطين ، فالتاريخ يشهد ويسجل ما فعلته مصر تجاه القضية الفلسطينية وشعبها ، مبيناً أن ما بذلته مصر وما تبذله للدفاع عن القضية الفلسطينية وتحقيق المطالب المشروعة فى إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف، أمر ثابت ومستقر لدى قادتها ولا يمكن التهاون فيه"، مبينا أن "مصر لا تقوم بذلك لأي أغراض أو مصالح سياسية، وإنما فقط ما تهدف من وراء ذالك هو نصرة الشعب الفلسطيني وتحقيق أهدافه وحقوقه ومطالبه العادلة المشروعة، التي تنتهكها إسرائيل ويتغافل عنها المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية".

وأشار إلى أن زيارته إلى مصر خلال الظرف الراهن ، للقاء عدد من المسؤولين المصريين والعرب، لمناقشة تطورات الأوضاع في المنطقة العربية لاسيما الأوضاع المرتبكة داخل الأراضي الفلسطينية، في ظل الهجمات الغادرة التي تشنها إسرائيل من وقت إلى أخر على المسجد الأقصى.

وبيّن أن "ما تمر به منطقتنا العربية من قتل وتخريب ودمار وتفشى الجماعات المتطرفة ، التي تتخذ من ديننا الإسلامي وسيلة لتحقيق أهدافها ومصالحها وتُجذب بشعاراتها شباب دول المنطقة والتي تحمل في ظاهرها الرحمة وفي باطنها الخراب ، سببها الأساسي ضعف الخطاب الديني لدى دول المنطقة، الأمر الذي دفع شباب المنطقة إلى الانضمام إلى تلك الجماعات المتطرفة وعلى رأسها تنظيم داعش المتطرف".

وذكر أن حالة التنافر والتناحر التي تسود دول المنطقة خلال الظرف الراهن، دافع أساسي لكي يسلك شباب العرب طريق العنف، مطالبًا قادة الدول المنطقة العربية بتجديد صورة الخطاب الديني وتفعيله بصورة مستمرة لمواجهة الأفكار الخارجة والمتشددة عن ديننا الإسلامي ، وفتحت أفق للحوار بين شباب الأمة وزعمائها لمعرفة تطلعاتهم وطموحاتهم والعمل على حل مشكلاتهم ومعوقاتهم ، خلاف ذالك سنجد شبابنا في كنف الجماعات المتطرفة .

وأوضح الهباش أن الجهل وغياب التوجيه والتنشئة الدينية الصحيحة كانت لها نصيب كبير في اتجاه شباب الأمة إلى طريق العنف، مطالبًا الأزهر الشريف بمواجهة تلك الأفكار الخاطئة والهدامة التي تنتهجها الجماعات المتطرفة ومعالجة القصور داخل مؤسساته، والعمل على توضيح صورة ديننا الإسلام الصحيح الوسطي لدى الدول الغربية، فقد ارتبط لدى أذهان الغرب صور القتل والدمار والتخريب التي يرتكبها تنظيم داعش بديننا الإسلامي، وهو أمر يحتاج منا جميعاً وليس الأزهر فقط إلى التكاتف.

ودعا قادة الدول العربية وشعوبها قائلاً "أدعو قادة الدول العربية وشعوبها وعلى رأسهم مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات ، اتخاذ مواقف حازمة وحاسمة تجاه ما يحدث في فلسطين عموماً وفي المسجد الأقصى بصفة خاصة من انتهاكات يومية من جانب المستوطنين اليهود".

وحذر الدول العربية وشعوبها أن التراخي في اتخاذ قرارات هامة لاسيما في المواقف المصيرية سيؤدي إلى تمادي الطرف الأخر في انتهاج تلك الطرق الغير مشروعة والمخالفة لأحكام ومعايير القانون الدولي واتفاقيات الأمم المتحدة .

وشدد على أهمية أن تصنع الدول العربية وشعوبها قرارها من تلقاء نفسها ولا تنتظر أن يتحرك المجتمع الدولي أو الأمم المتحدة لاتخاذ مواقف حاسمة تجاه انتهاكات إسرائيل ، مبيناً أن ما تفعله إسرائيل يوميًا داخل الأراضي الفلسطينية بعلم وإيعاز من الأمم المتحدة ذاتها، وهي على علم ويقين أن الدول العربية لن تتحرك بل ستكتفي بالشجب والإدانة.

ونوّه بأن إسرائيل تُخطط خلال الظرف الراهن إلى تفعيل خطة التقسيم الزماني للمسجد الأقصى ، مستغلة ما تمر به المنطقة ودولها من حروب خارجية ونزاعات داخلية ، لذا فإن إسرائيل على يقين لن يلتفت إليها أحد ، فالدول العربية الآن تمر بأصعب أوقاتها هو أمر يصب في صالح مخطط الكيان الصهيوني .

ولفت الهبّاش إلى إسرائيل تسعى جاهدةً إلى تأجيج الأوضاع في المنطقة العربية وإحداث نزاعات داخلية بين أبناء الشعب الواحد ، وهو ما نراه جليا في اليمن وسوريا والعراق وليبيا .

وزاد "أدعو جامعة الدول العربية لبحث انتهاكات إسرائيل تجاه مسجد الأقصى ، فهناك محاولات حثيثة لدى الجانب الإسرائيلي للاقتطاع جزء من المسجد الأقصى وتحويله لمعبد يهودي، على غرار ما حدث في المسجد الإبراهيمي من قبل، فهو مقسم بالقوة بين المسلمين واليهود".

وأتهم مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية ، حركة "حماس" الفلسطينية ، فيما يحدث داخل الأراضي الفلسطينية ، مشددًا على أنها شريك أساسي فيما تتعرض له القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى، مناشدًا "عقلاء حماس" على حد وصفه، التخلص من قادتها الذين يرفعون الشعارات الزائفة في مواجهة إسرائيل ، وخلف الأبواب المغلقة يتجالسون مع الجانب الإسرائيلي ويبحثون سبُل تنفيذ الدور المنوط لهم .

وأكد أن أية مفاوضات أو مباحثات تجريها بعض الفصائل المحسوبة على الشعب الفلسطيني مع العدو المحتل إسرائيل، خارج إطار منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لسلطة الفلسطينية والمفوض له في الحديث بالشأن الفلسطيني يندرج في دائرة الخيانة والعمالة، مبينًا أن هذه المفاوضات لا تعبر سوى عن نفسه وفصيله الذي يتزعمه، ولا تعبر عن الشعب الفلسطيني في مجمله الذي خول منظمة التحرير الفلسطينية لتعبير عن آرائه والدفاع عن حقوقه ومصالحه.

وأشار إلى أن القضية الفلسطينية أمام برنامجين، برنامج منظمة التحرير الفلسطينية وبرنامج الحلول المؤقتة ودويلة غزة الذي يقوده إسماعيل هنية على حد قوله، الذي يجعل من القدس خارج دائرة الحسابات ، مبينًا أن المفاوضات السرية التي تُجريها حركة "حماس" بالتعاون والتنسيق مع عدد من الدول الإقليمية لا تعبر سوى عن نفسها.

ورأى أن هناك "مؤامرة" تُحاك تجاه القضية الفلسطينية بدعم عربي ودولي تقوده المخابرات الإسرائيلية، لجعل غزة دولة مستقلة عن فلسطين بمساعدة حركة "حماس" .

وأثنى مستشار الرئيس الفلسطيني وقاضي قضاة فلسطين الدكتور محمود الهباش ، على المبادرة التي أعلنتها كلاً من قادة مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات حول إنشاء قوة عربية مشتركة ، تكون درعًا وحصنًا لشعوب المنطقي في مواجهة ما يُحاك لها من مؤامرات ومُخططات تسعى في المقام الأول إلى تفتيتها وتقسيمها .

وأبرز الهباش أن القرار الحكيم الذي أتخذه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بتوجيه ضربات قاصمة لمعاقل "الحوثيين" في اليمن عبر عاصفة "الحزم" حمايةً لدول المنطقة في المقام الأول من تفشى الخطر الشيعي ودفاعًا عن شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في المقام الثاني، وأوقف ما كان يُحاك تجاه اليمن ومن بعدها السعودية بإيعاز ودعم من إيران، مبينًا أن ما حدث في سورية وليبيا والعراق إذا تم الالتفات إليها مبكرًا لما كان هذا ما وصل إليه حال سورية وليبيا.

ودعا الدول العربية وقادتها أن يتناسوا خلفاتهم ومصالحهم الشخصية الضيقة خلال الظرف الراهن، وأن يكونوا على وعى وعلى قدر للمسؤولية تجاه ما تمر به المنطقة العربية، وذكر أن المنطقة العربية تتعرض لأزمات كبيرة وشديدة القسوة، وتمر باختبار صعب ومصيري نتيجته متوقفة على قادتها أولاً وشعوبها، وأن التوحد والتكاتف هو سبيلها للإنقاذ خلاف ذالك قد تدخل في نفق مظلم لا يعلم مداه إلا الله.

وأختتم الهباش حديثه، داعيًا الله أن ينصر الأمة العربية والإسلامية على ما يُحاك لها ، مُقدما خالص تعازيه لشهداء "عاصفة الحزم" من أبناء الإمارات والسعودية.