غزة – محمد حبيب
أكد القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كايد الغول أن حل الأزمة الراهنة التي تشهدها المصالحة الفلسطينية يكمن في دعوة الإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية للانعقاد بدعوة من الرئيس محمود عباس من أجل تمكين حكومة التوافق من العمل في قطاع غزة.
وحمل الغول في مقابلة خاصة مع "فلسطين اليوم" مسؤولية هذا الملف للرئيس الفلسطيني محمود عباس، مؤكداً أن التئام الإطار سيحل جميع العقبات على الحكومة.
وأكد "رفض الجبهة الشعبية للمشاركة في أي دعوة لإدارة قطاع غزة بعيداً عن حكومة التوافق الوطني لأنها خطوة ستعزز الانقسام، فضلاً عن أن الجبهة الشعبية هدفها توحيد المؤسسات بشكل ديمقراطي يؤدي الى عدم تحكم أي من الفرقاء بها".
وأوضح الغول أن "المبادرة التي قدمتها الفصائل الفلسطينية للخروج من الأزمة التي أعقبت التفجيرات التي استهدفت منازل قيادات في حركة فتح في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي لم يتم العمل بها بسبب الاشتراطات المسبقة من قبل حركة فتح، التي تشترط الكشف عن القائمين بالتفجيرات قبل البحث في القضايا الأخرى، وفي المقابل لم تكشف حماس عن القائمين بالتفجيرات".
وشدد الغول على "ضرورة استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء هذا الانقسام البغيض الكارثي الذي يدفع شعبنا ثمنه من الأرض والشهداء والمعتقلين والعذابات التي تعاني منها كل الجماهير داخل الوطن والشتات".
وحول تعطيل المجلس التشريعي أوضح الغول أن "جميع ملفات المصالحة معطلة بالكامل وبالتالي تم تعطيل المجلس التشريعي"، موضحاً أنه وبحسب الاتفاق بين الفصيلين "كان من المفترض بعد تشكيل حكومة التوافق الوطني عقد جلسة للمجلس التشريعي، وعقد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير، وتفعيل ملف الانتخابات، وتشكيل لجان المصالحة"، مؤكداً أن "هذه الأمور لم تتم حتى اللحظة".
وأعتبر الغول أن "الحل في الخروج من الأزمة هو الخروج من دائرة البحث الثنائي بين حركتي فتح وحماس ليشمل الكل الوطني"، محملاً مسؤولية تجمد المصالحة إلى غياب الشراكة الحقيقية.
وأعتبر أن "التحرك الشعبي للضغط على طرفي الانقسام (فتح وحماس) من أولى المسؤوليات الوطنية الإلحاحية في ظل هذه الأوضاع الراهنة، لأن تجربة السبع سنوات الماضية أكدت أن المراهنة على حسن النوايا والإستجابة المريحة لطرفي الانقسام لم تؤتِ ثمارها المطلوبة".
وقال الغول إن "الضغط الجماهيري الآن هو الوسيلة المطلوبة والطريق المجرب لكي تفرض الجماهير إرادتها على طرفي الانقسام وإنهاء هذه اللحظة البغيضة من حياة شعبنا".
وأشار إلى أن "استعادة الوحدة تجعل الفلسطينيين قادرين على بناء مؤسساتهم على أسس وحدوية وديمقراطية"، مؤكداً أن "منظمة التحرير مازالت هي الموجه للوحدة الفلسطينية وهي الممثل الشرعي والوحيد، وقائدة النضال الوطني حتى تحرير الوطن والاستقلال والعودة".
وحذر الغول من تصعيد اسرائيلي قادم بسبب التحضير للانتخابات داخل الكيان الصهيوني، مؤكدًا أن سقوط قتلى حزب الله في الجولان العربي السوري هو محاولة من الاحتلال لإظهار قدرته على ضرب المقاومة في العمق.
واعتبر الغول أنّه "من المحتمل أن يقوم خلالها جيش الاحتلال باعتداءات أخرى ليس بالضرورة أن تكون في ذات المكان، بل يُمكن أن تطال سوريا وجنوب لبنان وفلسطين، وغيرها من مناطق الصراع لأن مصلحة حكومة نتنياهو خلال فترة الإعداد للانتخابات أن تَشد الإسرائيليين باتجاه الصراع مع الخارج."