غزة – حنان شبات
أكد الناطق باسم وزارة الداخلية في غزة إياد البزم، أنَّ الوزارة والجهات الأمنية المختصة تنظر إلى موضوع تسلل المواطنين عبر السلك الفاصل إلى الأراضي المحتلة عام 48، بمنتهى الأهمية.
وأوضح البزم في حديث مع "فلسطين اليوم" أنَّ "هذا الأمر لم يرتقِ لأن يصبح ظاهرة في قطاع غزة وهو لا يزال أمر محدود بشكل كبير جدًا ومتعلق ببعض الحالات الفردية"، مضيفًا: "نحن نتابع هذا الأمر باهتمام لأننا نعتبر أن أي مواطن يتوجه إلى تلك المناطق هو يشكل خطرًا بداية على حياته؛ لأن الاحتلال النار على بعضهم ويعتقل البعض الآخر".
وبيَّن أنَّ قوات الأمن الوطني الفلسطيني المنتشرة على الحدود منعت الكثير من حالات التسلل، مشددًا على أنه تم في الأشهر الأخيرة تشديد الإجراءات الأمنية المفروضة على الحدود، قائلًا: "تمت زيادة نقاط المراقبة على طول الحدود الشرقية وخصوصًا المنطقة الوسطى وجحر الديك ودير البلح التي تكثر فيها عمليات التسلل؛ لاسيما أنَّ هذه المناطق متداخلة في بعضها وتنتشر فيها الأراضي الزراعية المحاذية للسلك الفاصل".
وأضاف: "نحن حاولنا الحد لدرجة كبيرة من هذا الأمر الموجود؛ لكن ما زالت هناك حالات تحدث من فترة إلى أخرى من سكان المناطق الحدودية"، مشيرًا إلى أنَّ "الداخلية" أعدّت دراسة حول هذا الموضوع تبيَّن أنَّ معظم الحالات هي من صغار السن والمراهقين من ذوي التحصيل العلمي المتدني، لافتًا إلى أنَّهم يأملون بأنَّ التسلل إلى الأرض المحتلة قد يوفر لهم ظروفًا أفضل من الواقع الذي يعيشونه في غزة.
وتابع: "سرعان ما يتبيَّن عكس ذلك لهؤلاء المتسللين، بعد أن يتم إلقاء القبض عليهم من قبل قوات الاحتلال أو إصابتهم واعتقالهم"، مشيرًا إلى أنَّ بعضهم اعتقل لأعوام طويلة لدى الاحتلال، فضلًا عن الخطورة أيضًا التي تواجه المتسللين، خصوصًا السقوط في وحل التخابر".
واعتبر البزم أنَّ "هذا أمر خطير جدًا وهناك بعض الحالات التي يحاول الاحتلال أن يستخدمها في هذا الموضوع والآن الاحتلال الإسرائيلي في ظل عمل الأجهزة الأمنية هنا في قطاع غزة يسعى دائما إلى تجديد وسائل التخابر في المجتمع وفتح منافذ جديدة".
واسترسل: "الاحتلال يحاول أن يستغل الحدود في الإسقاط، خصوصًا عندما يكونون شبابًا صغارًا في السن ويكون مستواهم التعليمي متدنيًا، إذ يسهل إسقاطهم والتأثير عليهم في هذا الموضوع وبالتالي نحن نتعامل مع هذا الأمر بأهمية بالغة".
ووجه البزم رسالة إلى كل الشباب الذين يحاولون أن يتسللوا إلى الأراضي المحتلة، مشيرًا إلى أنَّ "الاحتلال لن يوفر لكم ظروفًا أفضل بل ستجدون مرارة وصعوبة كبيرة إما من خلال الاعتقال أو من خلال الإصابة أو الإسقاط في وحدة تخابر، وفي النهاية سيكون جلب العار له ولأسرته في أن يتعاون مع المحتل ضد مجتمعه وضد شعبه.
وكشف أنَّ "الداخلية" تنظر بعين الشبهة لكل من يحاول التسلل عبر الحدود و أي إنسان يتوجه إلى تلك المناطق، محذرًا من أنَّه "يعرض نفسه للمسائلة حتى لو اعتقلته الأجهزة الأمنية، وهذا أمر نحن كأجهزة أمنية نتعامل معه بأهمية كبيرة ومن يجري اعتقالهم أيضا يجري محاسبتهم وفق القانون لاقترابهم من مناطق ممنوع الاقتراب منها وتعريض حياتهم وحياة أبناء شعبهم للخطر".
ونوَّه البزم بأنَّ العمل الاستخباري بالنسبة إلى الاحتلال الإسرائيلي يمثل عنصرًا مهمًا؛ لذلك يحاول الاحتلال تشجيع بعض الشباب صغار السن من أجل الهروب باتجاه الحدود ومن ثم إسقاطهم، قائلًا: "الاحتلال الآن لأنه غير موجود في قطاع غزة يحاول من خلال المعابر مثل معبر بيت حانون (ايرز) أو من خلال البحر أو من خلال الحدود تجنيد بعض الفلسطينيين من أجل إيجاد منافذ استخباري هنا في قطاع غزة".
وأشار إلى أنَّ "الداخلية" تأخذ في الاعتبار الحالات التي يجري ابتزازها للتخابر على معبر بيت حانون، مؤكدًا رصد الكثير من الحالات التي ساومها الاحتلال سواء كانوا تجارًا أو طلبة أو مرضى، مشدّدًا على الاحتلال حاول وما زال يحاول أن يستخدم المعبر للابتزاز في حاجات الناس من أجل إسقاطه والأجهزة الأمنية تتابع هذا الموضوع باهتمام.
وطالب البزم بضرورة فتح معبر رفح؛ لأنه المنفذ الآمن والوحيد لقطاع غزة ولا يعرض أبناء الشعب الفلسطيني لخطر الابتزاز أو التخابر، مشيرًا إلى أنَّ معظم حالات التسلل تكون بدافع سوء الوضع الاقتصادي.
وشدَّد على أنَّ "الموضوع محدود ونحن ننظر إلى خطورته لما فيه تعريض حياة هؤلاء الشباب للخطر وفي الوقت نفسه هو لا يعتبر ظاهرة في المجتمع الفلسطيني، لاسيما أنَّه مقتصر على شرائح محددة وفي مناطق حدودية أيضًا من سكان المناطق الحدودية".
وتابع: "نحن لدينا صعوبة إلى حد ما بسبب أنَّ القوات الأمنية تحمل السلاح على الحدود وتكون على مقربة من الاحتلال وهم أصلًا يعرضون حياتهم للخطر من قبل الاحتلال الإسرائيلي، والذي لا يربطنا به أي تنسيق ونحن نتابع بشكل دوري في هذا الموضوع ونحن نأمل بأن الظروف في قطاع غزة تتغير نحو الأفضل حتى نتخلص من كثير من المشاكل".