غزة- حنان شبات
أكد القيادي في حركة "فتح" سفيان أبو زايدة، أنه لا جديد على مستوى مصالحة الحركة داخليًا، مشددًا على أنَّ المصالحة الداخلية في حركة "فتح"، أفضل طريقة لاستعادة شعبية الحركة ومصداقيتها؛ كي تعود إلى وضعها الجماهيري وتحقق آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني.
وأعرب أبو زايدة في حديث مع "فلسطين اليوم"، عن أسفه الشديد بسبب التشتت الحاصل في الحركة، قائلًا: "الكثير من أبناء وكوادر فتح يتمنون أن يروا اليوم الذي تتحقق فيه المصالحة الفتحاوية"، نافيًا ما تناقلته بعض وسائل الإعلام المحلية والعربية، عن وجود اتصالات ووساطات عالية المستوى عربية وإقليمية بهذا الشأن.
وأوضح أنَّ "مدير الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم تقدم بمبادرة ذاتية قبل شهرين من أجل إنهاء الانقسام الفتحاوي لما له من آثار سلبية تنعكس ليس فقط على الشأن الفلسطيني، بل أيضا على الوضع الأمني اللبناني".
وأضاف: "اللواء إبراهيم لم يكن يقصد أن يزج بنفسه في خلاف فتحاوي داخلي؛ لكنه وبحكم اطلاعه على تفاصيل ما يجري في المخيمات الفلسطينية وانعكاس ما يجري هناك على الوضع اللبناني، أدرك أنَّ هناك ضرورة لتوحيد الموقف الفلسطيني، وبخاصة الشأن الفتحاوي على الساحة اللبنانية".
وتابع: "من هذا المنطلق طلب اللواء إبراهيم إيصال رسالة من خلال السفير الفلسطيني في بيروت للرئيس عباس بضرورة إنهاء الخلاف الداخلي من أجل مصلحة فلسطين ولبنان على حدٍ سواء، والسفير أوصل الرسالة سريعًا، ما قاد إلى عقد لقاء في عمان بين الرئيس عباس واللواء اللبناني؛ ولأن اللقاء كان في عمان تم وضع الجانب الأردني في صورة ما يجري".
وتمنى أبو زايدة أن تنتهي الخلافات داخل حركة "فتح"؛ لتستعيد وحدتها وقوتها، في مواجهة التحديات المفروضة عليها، موضحًا بشأن زيارات الوفود الأوروبية إلى قطاع غزة، أنَّ هذه الوفود تحمل أهداف مختلفة سواء إنسانية أو سياسية، "منها من يريد أن يصل إلى مخارج سياسية ومنها من يريد أن يساهم في فك الحصار ومنها من يريد مساعدة إسرائيل في عودة الجنود المفقودين والتوصل إلى تهدئة".
واستدرك: "هذه الزيارات بما تحمله من أهداف مختلفة لقطاع غزة، أمر مهم في ظل المعاناة التي يعيشها سكان القطاع من فقر وبطالة وتأخر إعادة الإعمار"، مناشدًا جميع الأطراف الدولية لممارسة الضغط الجاد على حكومة الاحتلال لرفع الحصار والبدء في إعادة الإعمار حتى لا تزداد الأمور سوءًا في غزة.
وحذر أبو زايدة من خطورة ترسيخ فكرة فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة لما فيها من مساس بالثوابت الشرعية الفلسطينية، مشددًا على أن الضفة وغزة والقدس الشرقية المكونات الأساسية للدولة الفلسطينية.
وحول الأزمة المالية التي تمر بها حركة "فتح"، بيَّن أنّ "فتح تعاني من مشكلة مالية خانقة باعتبارها جزءًا من الشعب الفلسطيني الذي يعاني هو أيضا من مشكلات مالية خانقة"، مؤكدًا أنَّ الأزمة المالية في الفترة الأخيرة أكثر شدة من أي وقت مضى".
ولفت إلى أنَّ الأزمات المالية التي تعاني منها "فتح" لا تختلف عن بقية الفصائل الفلسطينية، إذ أنَّها مرهونة ومرتبطة بشكل أساسي بالتغيرات والصراعات الإقليمية، خصوصًا التي تدور في الدول العربية المجاورة.
وأشاد أبو زايدة بالدور المصري في تخفيف معاناة أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مثمنًا إقدام الجانب المصري على فتح معبر رفح لسفر العالقين في الجانبين بالرغم من الأوضاع الأمنية الصعبة خصوصًا في سيناء.