مصطفى البرغوثي

أكد الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي أن بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية ومصادرة آلاف الدونمات في الضفة الغربية في القدس من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي هي بمثابة الرد على المجتمع الدولي والمحاولة  الفرنسية لاستئناف ما يسمى بـ"جهود السلام."

وأشار البرغوثي في مقابلة خاصة مع "فلسطين اليوم" إلى أن إعلان الاحتلال بناء 1690 وحدة استيطانية في قلنديا، ومصادرة آلاف الدونمات في وسط الضفة وشمالها - استكمال للمشروع الذي بدأه الاحتلال عام 1994 القاضي بتقسيم الضفة الغربية وتحويلها إلى "كنتونات"، وعزل مدينة القدس وفصلها عن باقي الضفة الغربية"، موضحاً أن المخطط الإسرائيلي لزيادة عدد المستعمرين في الضفة الغربية إلى مليون يمثل تأكيدا إضافيا أن إسرائيل تريد تكرار عمليات التهويد التي جرت في أراضي 1948 في الضفة المحتلة."

وأكد أن إجراءات الاحتلال الإسرائيلي القمعية لن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني الذي بدأ انتفاضة شعبية ثالثة ضد الاحتلال تترافق مع تصاعد غير مسبوق لحركة المقاطعة و فرض العقوبات، و تجدد ملامح العزلة الدولية لسياسة إسرائيل. وأشار إلى أن الاحتلال لن يرتدع إلا بتبني الاستراتيجية البديلة التي تهدف لتغيير ميزان القوى لصالح كفاح الشعب الفلسطيني التي تقوم على تصعيد الانتفاضة والمقاومة الشعبية، وتوسيع حركة المقاطعة وفرض العقوبات على إسرائيل، والإسراع في إتمام المصالحة وترسيخ الوحدة الوطنية."

وأكد البرغوثي أن الاحتلال الأطول في التاريخ الحديث يرتكب أبشع الجرائم ضد حقوق الإنسان ويكرس منظومة تمييز عنصري ضد الشعب الفلسطيني ويعمل بشكل منهجي على تدمير إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة . وشدد على أن "من واجب محكمة الجنايات الدولية الإسراع بمحاكمة إسرائيل ومسؤوليها على جرائم الحرب التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني بما فيه الاستيطان كجريمة حرب، ومخالفتها كل القوانين والمواثيق الدولية. ودعا جميع أبناء الشعب الفلسطيني لتصعيد النضال والمقاومة الشعبية ضد الاستيطان وجدار الفصل العنصري ومصادرة الأراضي، إضافة إلى تطبيق جميع قرارات المجلس المركزي التي اتخذها في اجتماعه الأخير بما فيها وقف التنسيق الأمني، ودعم ومساندة حركة المقاطعة وفرض العقوبات على إسرائيل لعزلها كما جرى مع نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.

وأكد البرغوثي أن إسرائيل واهمة إن ظنت أن الشعب الفلسطيني سينكسر بفعل إجراءاتها القمعية ، كما أنه واهم من يظن أن الفلسطينيين الذين جبلوا بالتطلع للحرية سيخضعون للذل والاستكانة ، مؤكدا أن الانتفاضة الشعبية أكدت أنه لا مستقبل إلا إلى من خلال النضال ضد الاحتلال من أجل التحرير . وأضاف أن الاحتلال يعترف بفشله في قمع الانتفاضة الشعبية رغم عمليات القتل والقمع الوحشي والإعدام الميداني، ورغم العقوبات الجماعية التي تمارس يوميا، وشدد على أن الجمع بين المقاومة الشعبية وحملة المقاطعة وفرض العقوبات ضد الاحتلال الإسرائيلي يمثل استراتيجية ناجحة يجب تعزيزها بإنهاء الانقسام وتوحيد الصف الوطني من أجل تحقيق الأهداف الوطنية المنشودة.