اليمن ـ عبد العزيز المعرس
اعتبر الناطق الرسمي باسم جماعه الحوثيين "أنصار الله " في اليمن محمد عبد السلام الحوثي، "أن أداء حكومة الوفاق فاشل بكل المقاييس، ليس بتقديراتنا نحن بل بتقدير الكثيرين، ويكفيها فشلا أنها عجزت في تقديم أي شيء للشعب اليمني لا من حيث الأمن ولا من حيث المستوى المعيشي ولا من حيث الحريات ولا في أي شيء آخر"، ولفت الى أن تقسيم اليمن بالشكل الذي حصل لا يخدم أبناء اليمن ولا يحل القضية الجنوبية، وربما الوقت المقبل يثبت ذلك". وقال في حديث مع "العرب اليوم"، إن فكرة التقسيم بهذا الشكل هي فكرة خارجية، بينما كانت بعض الأطراف بمن فيهم حزب "الإصلاح والمؤتمر الشعبي العام" رافضون لهذه الفكرة، ولكن بعد ضغوط خارجية قبلوا بها وقدموها كرؤية واحدة ومنحهم تقاسم المصالح الداخلية في كيفية القسيم للأقاليم. وأضاف: "نحن طالبنا بتشكيل لجنة تناقش حاجة الشعب للأقاليم تراعي موضوع معالجة القضية الجنوبية وتضمن ألا يكون هناك انفصال". وعلق الحوثي في حديثه لـ"العرب اليوم" على اتهام الحوثيين بالسعي للانقلاب على الرئيس هادي منصور وإسقاط العاصمة، مؤكداً أن"هذه تهويلات بعض الأطراف السياسية التي تخاف من وجود أي طرف سياسي ينافسها على الأرض ولكي تغطي عن عجزها في تقديم أي مشروع ناجح، وظلت تتشبث بالسلطة من قبل الثورة ومن بعدها وتسعى الآن إلى تلفيق مثل هذه الأكاذيب ، ومن يسعى للانقلاب هم أولئك الذين يتنافسون على السلطة حتى على مستوى إدارة أو وظيفة عادية ولذلك يسعون من وراء مثل هذا تخويف الرئيس هادي حتى يقف مع مشاريعهم ضد خصومهم السياسيين وتوريطه في صراع مع الشعب تحت دعاوى كاذبة" . وردًا على سؤال بخصوص اتساع نطاق التدهور الأمني وتزايد حدة الاغتيالات والتفجيرات التي تستهدف أبناء المؤسسة الأمنية والعسكرية في المحافظات اليمنية باستثناء محافظة صعدة التي تخضع لسيطرتهم؟ أجاب الحوثي، أن "الأمر واضح، فالإنفلات الأمني وراءه تواطؤ وتقصير من قبل الاجهزة الأمنية التي إن لم تكن مخترقه لصالح تلك الأطراف التي تستهدف المؤسسة الأمنية، فهي في كل الأحوال متواطئة وسكوتها وعدم ملاحقتها أو التحقيق في كثير من الملفات الأمنية يؤكد أن هذه الأعمال باتت تنفذ كجزء من الصراع السياسي بين أطراف معروفة في السلطة وتدعم تلك العناصر الإجرامية في تدمير الشعب ومؤسساته الوطنية والأمنية ، والأمن الموجود في صعدة وبقية المناطق المجاورة هو بجهود ابناء تلك المناطق الذين وقفوا مع الأجهزة الأمنية في إعانتها في خدمة الناس وتثبيت الأمن، فاللجان الشعبية تقبض من الحشيش المتجه إلى الأراضي السعودية تقريبا بشكل يومي ومكافحة الجريمة أصبح همَّاً مشتركا لكل مواطن، فجماهير هذه المناطق ينطلقون من واقع المسؤولية لحماية أنفسهم وممتلكاتهم" . وبشأن استمرار الحوثيين في التوسع العسكري بعد أن سقطت "حاشد" أهم معقل قبلي في اليمن قال " لا يوجد شيء اسمه توسع عسكري وهذه من العبارات التي يسعى الخصم إلى ترويجها ولتبرير الإقبال الشعبي على مسيرة "أنصار الله" بعد أن أخفقت في تقديم أي نفع للشعب بأنه توسع عسكري وما حصل في حوث هو معروف لدى الجميع حيث واجه أبناء المنطقة عدوان مباشر وغطرسة متفاقمة من قبل أولاد الأحمر وبمشاركة عناصر تكفيرية من داخل اليمن وخارجه ، وما يؤكد هذا هو الإقبال الشعبي والالتفاف الجماهيري في حاشد ضد أولاد الأحمر" . وعن طبيعة الصراع الحالي بينهم وبين "الاخوان حزب الاصلاح" بعد أن كانوا حلفًا بالأمس وفي خيمة واحدة قال " نتمنى ألا يكون هناك صراع بيننا وبين أحد بما فيهم الإخوة في حزب الإصلاح والمشكلة هي من جانبهم هم الذين تخندقوا لمواجهتنا فيما لا يوجد بيننا وبينهم أي مشكلة فحاولوا سابقا وعبر عناصرهم في حجة مديرية مستبأ بفتح جبهة عسكرية لمواجهتنا وظلت لأشهر وكذلك فعلوا في الجوف ومن ثم حاولوا استغلال التكفيريين وتقديم الدعم المادي والعسكري والسياسي والإعلامي واستغلال ما بأيديهم من مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية وبعد أن فشلوا وضحوا بتلك العناصر بدأوا يرفعون شعار الدفاع عن الجمهورية في مديرية حوث وبعد أن فشلوا بدأوا يتحدثون عن الدفاع عن صنعاء وهكذا وهو ما يوضح أن المشكلة من جانبهم هو عدم الاعتراف بالأخر أو القبول به أبدا ويقدمون هذه العناوين الزائفة لاستهدافنا من خلالها لأنها لم تتوقف عند حد وشراكتنا بالأمس في الثورة الشعبية السلمية كانت مع جميع أبناء الوطن وكنا في طليعة هذه الثورة ومن انطلق فيما بعد للوقوف معها أو الانضمام إليها رحبنا به أيضا" . ونفى الحوثي صحة التقاء زعيم الحوثيين بالسفير السعودي في صنعاء قائلا " لا يوجد أي لقاء كما ورد في السؤال وعلاقتنا مع جميع أبناء أمتنا العربية والإسلامية إيجابية ونسعى أن تكون كذلك" . وعلل الحوثي أسباب تحول الشيخ القبلي حسين الأحمر من وسيط الى طرف في النزاع قائلا " الأسباب تعود إليه هو ، فنحن بعد أن منحناه ثقتنا كوسيط بالرغم من مواقفه من قبل وساطته وخلالها من دعم عسكري تحت غطاء لجان رقابة ، ومن بعد نكث بهذه الثقة واستغل وساطته في تحريض التكفيريين في دماج وكتاف وهو ما يعني أنه لم يكن جادا عندما عرض علينا وساطته لدى التكفيريين بكل كان الهدف منها هو إستغلال أمر ما لدى المملكة العربية السعودية وبعض الجهات الأخرى كي يحظى بالدعم والإسناد ماليا وسياسيا ولذلك هو من خسر في النهاية لأننا حاولنا جاهدين أن نجعل له دور إيجابي في إحلال السلام وأن نثبت أننا لا نسعى إلى أن يكون بيننا وبين أحد عداوة أو قطيعة ولكنه أساء بهذه الثقة واتضح ما كان يخطط له من قبل عندما قام في الأخير باستقدام التكفيريين وقطع الطريق على صعدة في حوث واختطاف أبناء صعده وشن حرب شاملة على خيوان وحرف سفيان ومحافظة صعده" . وعن سبب تفجير مقاتلي "أنصار" الله بعد الانتصار في حاشد منزل آل الأحمر قال " الموضوع واضح أن منزل الأحمر كان ثكنة عسكرية بالكامل وكان القتال بجواره وقد قام أولاد الأحمر بملئه بالمتفجرات الكبيرة في براميل وعبوات أخرى وقاموا بإحراقه أيضا ونحن بعد إنتهاء أي مشكلة نتوقف تماما عن القيام بأي عمل من ذلك ويشهد بهذا ان هناك منازل حتى لأولاد الأحمر في مناطق مجاورة لم نستهدفها" . وبين الحوثي السبب وراء رفض التوقيع على مشروع الأقاليم وتقسيم اليمن" نعتبر أن تقسيم اليمن بذلك الشكل لا يخدم أبناء اليمن ولا يحل القضية الجنوبيه وربما الوقت القادم يثبت ذلك لأن فكرة التقسيم بهذا الشكل هي فكرة خارجية كانت بعض الأطراف بما فيهم حزب الإصلاح والمؤتمر الشعبي العام رافضين لهذه الفكرة ثم بعد ضغوط خارجية قبلوا بها وقدموها كرؤية واحدة ومنحهم تقاسم المصالح الداخلية في كيفية القسيم للأقاليم ونحن طالبنا بتشكيل لجنة تناقش حاجة الشعب للأقاليم تراعي موضوع معالجة القضية الجنوبية وتضمن ألا يكون هناك انفصال وتناقش كافة الخيارات ولكن كان المراد من لجنة الأقاليم أن تكون يافطة لتبرير هذا المشروع الخطير لأنها لم تقرأ بشكل جماعي أي مشروع ولم تسجل أي نقاط في أي محضر وكان الوقت المعد لها مختصرا جدا وتم الإعلان عن الأقاليم حتى قبل تشكيل اللجنة ونحن بدورنا رفضنا التوقيع كواجب وطني لأن القبول به بذلك الشكل يمثل خطأ تاريخيا ولعلكم سمعتم كثيرا ما كان يقال أننا نسعى إلى تقسيم اليمن وانفصال الجنوب فتبين اليوم أن أولئك الذين شنوا علينا هذا الكلام هم من سعى للتقسيم وبأسوأ أشكاله" . وبخصوص موافقة الحوثيين التوقيع على اتفاقية الأقاليم مقابل ادرجهم في الحكومة واعطائكم حقائق وزارية قال " ليست المسألة مقايضة الموضوع يحتاج نظر فهو موقف تاريخي سيترتب عليه الكثير من الإشكالات إذا لم يعالج بطريقة صحيحة فمشكلة الأقاليم ليست مشكلة خاصة بل هي مشكلة ومسألة وطنية بالدرجة الأولى" . ونفى الحوثي ما تردد بشأن أن الرئيس السابق دعمهم بالمال والسلاح من مخازن الحرس الجمهوري سابقاً مقابل القيام بالحرب بالوكالة مع آل الأحمر قائلا " هذا كلام غير صحيح أبدا يأتي في إطار التغطية على مشاركة مباشرة وواضحة بشكل علني ومعروف للألوية العسكرية في صعده وعمران والجوف مع العناصر التكفيرية وميليشيات حزب الإصلاح بل تم دعم جبهة حوث بأربع دبابات من قطع الحرس الجمهوري وهذا الكلام يقال في إطار المكايدة السياسية وتبرير الفشل الذريع الذي تمنى به تلك العناصر" . وتحدث الحوثي عن علاقتهم بحزب "المؤتمر الشعبي العام" بعد أن عمد عدد من كوادره إلى الانضمام إليهم " علاقتنا مع بعض كوادر حزب المؤتمر جيده ونحن نعتقد أن مشكلة المؤتمر الشعبي العام ليست في كوادره وجماهيره ، والكثير من كوادر المؤتمر الشعبي العام تعرضوا للإقصاء والتهمش أكثرهم في جرم ليسوا شركاء فيه وإنما بسبب انتمائهم لحزب المؤتمر الشعبي العام". وعلق الحوثي على تهجير السلفين من دماج باتفاقية موقعة من الطرفين على خروجهم إلا أن الحجوري قال إنه تم تهجيرهم كان اجباريًا فقال " الحجوري بنفسه وضح في وثيقته التي كتبها بخط يده أنه خرج بناء على فتوى شرعية وتكليف إلهي وقال أيضا أنه سيخرج ومن أراد من طلابه ووضح هذا مرارا حتى في توضيحه للأخ عبد القادر هلال في رسالة وضح فيها أنه لم يحصل عليه أي تهديد إذا لم يخرج من دماج سيتم ضربه بالطيران ولهذا فخروج الحجوري ومن معه من العناصر التكفيرية كان وراءه قرار ممن دعم الحجوري وورطه في تلك الحرب التي رفض فيها الإستجابة لصوت العقل وعدم تصديق تلك الأطراف التي أرادت منه أن يكون راس حربه لمشاريعهم السياسية . وعن صحة ما تردد أن القشيبي يعمل على تجهيز وتشكيل جيش من القبائل والعسكرين لمقاتلتكم فقال " لقد حرك القشيبي كل عناصره وألويته من أفراد الجيش لقتالنا في حوث وغيرها من المناطق وهناك إدراك واضح وقرار من قبل الكثير من القيادات العسكرية في عمران والتي تتبع القشيبي رفضها المشاركة في أي حرب مع أي طرف سياسي لمصلحة حزبيه او سياسية وقد تورط القشيبي حتى الآن في دعمه والذي ما زال للتحريض على الحرب ضدنا وقد سمعنا جميعا محافظ عمران وهو يقول سيسلم دبابة وعشر وعشرين لمن أراد قتالنا وهو ما يؤكد أن المشاركة للقتال ضدنا تمت أصلا بدعم عسكري من قيادات تتبع علي محسن الأحمر ولهذا فأي محاولات بعد هذا ستكون فاشلة خاصة وأن أبناء منطقة عمران يرفضون الإنجرار وراء مثل هذه الدعوات ولديهم تجربة مع هذه العناصر حيث يتحملون كل المتاعب في سبيل لا شيء وإنما خدمة مشاريع حزبية وسياسية ضيقة" . و تمنى الحوثي يكون مستقبل الوطن كل الوطن الرخاء والأمن والاستقرار قائلا "سنعمل مع بقية الشركاء في الوطن إلى أن يكون هناك مستقبل زاهر ، وتجاهل الرئيس هادي لمطالبنا أمر نستغربه ، ربما يعود ذلك إلى الضغط الذي يتلقاه من تلك القوى التي تقاتلنا في الميدان حيث ترفض أي شراكة وطنيه وتسعى جاهدة إلى الضغط على هادي بكل الوسائل لتجاهل مطالب الكثيرين من أبناء الشعب ليس نحن فقط بل أيضا مطالب أبناء الجنوب ولا نستبعد أن يكون هناك ضغط خارجي أيضا" . واستنكر الحوثي التقارير التي تقول بأن الحوثيين يمتلكون سلاحا مايوازي سلاح نصف الجيش اليمني قائلا " أين هي هذه التقارير التي تقول أننا نمتلك سلاح نصف دولة وعلى ماذا إستندت ؟ وهذه مبالغات وكلام غير دقيق من حيث المبدأ وما نمتلكه هو ما يمتلكه الشعب اليمني وهو ما يمتلكه من واجهنا أيضا في حوث وكتاف وحجة والجوف وهو ما يمتلكه من واجه الدولة في وسط صنعاء وأرحب وغيرها من المناطق الأخرى" . وفي الختام قال الحوثي "أداء حكومة الوفاق فاشل بكل المقاييس ليس بتقديراتنا نحن بل بتقدير الكثيرين ويكفيها فشلا أنها عجزت في تقديم أي شيء للشعب اليمني لا من حيث الأمن ولا من حيث المستوى المعيشي ولا من حيث الحريات ولا في أي شيء آخر ورسالتنا عبركم شكرنا الجزيل لجهودكم الطيبة في تقديم كافة الرؤى والمواقف" .