الضفة الغربية - فالح طه
أكد وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني يوسف دعيس أن الاقتحامات المتكررة لقطعان المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك تنذر بعواقب خطيرة وهي بمثابة صب للزيت على النار. وأضاف في مقابلة لـ"فلسطين اليوم" "يهدف المستوطنون من خلف هذه الاقتحامات إلى وضع موطئ قدم لها في محاولة لفرض نظام التقسيم الزماني والمكاني على غرار ما حدث في الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل". وأضاف " لن يحصل تقسيم زماني ومكاني مهما حاول المستوطنون الذين يتمتعون بدعم ورعاية من حكومة الاحتلال التي تؤمن الأجواء لهم وتوفر الحماية من خلال مساندة قوات الشرطة لهم خلال عمليات الاقتحامات وفتح الأبواب في وجوههم".
وأشار دعيس إلى خطورة الاقتحامات والأعمال الاستفزازية التي تقوم بها مجموعات المستوطنين، إضافة إلى إقامتهم صلوات تلمودية في باحات المسجد الأقصى المبارك الذي يعد مسجدا إسلاميا خالصا للمسلمين وحدهم ولا أحقية لأحد غيرهم فيه. وشدد على ضرورة اتخاذ موقف عربي وإسلامي ودولي حازم إزاء اقتحامات المستوطنين والاعتداءات المستديمة على الحرم القدسي الشريف في وقت يحاول فيه الاحتلال التفرد به في ظل انشغال العرب والمسلمين حول العالم بأزماتهم الداخلية.
وأوضح أن اتصالات دائمة ومستمرة تجريها القيادة الفلسطينية مع منظمة التعاون الإسلامي والدول العربية والإسلامية لوضعها في صورة تطورات الأوضاع في المسجد الأقصى واتساع رقعة الاعتداءات عليه وتكرر الاقتحامات بشكل شبه يومي. وقال: اكتفاء المجتمع الدولي بالإدانة والاستنكار تستغله حكومة الاحتلال والمستوطنين لتمرير مشاريعهم في المسجد الأقصى المبارك الذي باتت تحاصره الأخطار من كل حدب وصوب. وأضاف" ما يجري من تصعيد في الحرم القدسي الشريف يندرج في إطار اختبار ردات الفعل العربية والإسلامية والدولية لتمرير مشاريع مبيتة يجري العمل عليها منذ أعوام".
وتابع: سيدافع الفلسطينيون عن المسجد الأقصى بصدروهم العارية وهم في خط الدفاع الأول عنه، لكن على الدول العربية الالتفات إلى المسجد الأقصى واتخاذ ما يجري من تصعيد على محمل الجدد في ظل مشاريع الاحتلال التي تترصد الحرم القدسي الشريف الذي يعد بوابة الأرض إلى السماء.