غزة ـ منيب سعادة
أكّد الكاتب والمحلل السياسي، أستاذ القانون العام الدكتور رمزي النجار، أن القرار الأميركي بنقل السفارة الأميركية إلى القدس في حال تنفيذه ، سيكون ضربة في صميم عملية السلام ونسفه برمته، ونهاية المبادرة العربية للسلام والمفاوضات وحل الدولتين وتقويض وإنهاء التسوية السياسية، مشيرًا إلى أنّ مثل هذا القرار سيكون تجاوزاً خطيراً للحلول العادلة للقضية الفلسطينية وخاصة أن موضوع القدس ترك للمفاوضات الحل النهائي، وأن نقل السفارة من تل أبيب لمدينة القدس يمثل طعنه للقرارات الشرعية الدولية التي تعتبر القدس أرض محتله، مما يعني أن أميركيا تشجع ترسيخ احتلال القدس وبقائها تحت الاحتلال الإسرائيلي، والخضوع والانصياع إلى مطالب إسرائيل والاعتراف الضمني بأن القدس عاصمة إسرائيل الموحدة، وبالتالي فقدان مصداقيتها كراعي لعملية السلام المفترض فيها الحياد.
واعتبر أن تنفيذ القرار له نتائج سلبية على العرب والمسلمين خاصة وان القدس لها مكانة مقدسة في قلوب العرب، وخطوة نقل السفارة انتكاسة لكل مؤيدي عملية السلام في العالم مما يهدد الأمن والاستقرار العالمي واحتمالية اندلاع انتفاضة جديده من الصعب إخمادها والسيطرة عليها، وأضاف أن قرار نقل السفارة للقدس له تأثير كبير وخطير على المنطقة برمتها المنشغلة بالحروب، مما سيزيد حالة التوتر والعداء إلى إسرائيل وأميركا ، ويفتح المجال إلى المزيد من التطرف الفكري والعقائدي وردود فعل غير مسبوقة.
وأضاف النجار، في مقابلة مع "فلسطين اليوم"، أن المنطقة ستفتقر إلى الأمن والأمان والاستقرار مما يعرض مصالح أميركا للخطر وتبقى إسرائيل حليفتها الاستراتيجي تحت المجهر وصعوبة التنبؤ بالعنف القادم للمنطقة خاصة وان الشعوب العربية تزداد لديها حالة العداء إلى إسرائيل باعتبارها أساس كل المشاكل في المنطقة، وبين أن موقف السلطة الوطنية الفلسطينية كان واضحا بأن القدس الشرقية العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، والرئيس عباس اعلن ذلك تكراراً ومراراً على منبر الأمم المتحدة وخطابه الأخير أمام الجمعية العامة، وبناء على الاتفاقيات الثنائية للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بأن القدس مطروحة على طاولة مفاوضات الحل النهائي، ونقل مقر السفارة الأميركية للقدس يعني المساس بوضعها القانوني، لذلك في حال تنفيذ أميركيا قرار نقل السفارة سيضع السلطة الوطنية أمام اختبار صعب وتحديات كبيره أمام الشعب والفصائل، مما يتطلب إعادة النظر في تحديد طبيعة العلاقة مع أميركيا خاصة أن أميركا ترعي عملية السلام، وهذا يعني فقدان الثقة بها ولم تعد راعي نزيه ومنصف.
وأكد أن السلطة الوطنية الفلسطينية لديها خيارات كثيره للرد على هذه الخطوة منها سحب الاعتراف بإسرائيل، وإعلان حل السلطة وتسليم مفاتيحها إلى إسرائيل، والعودة إلى الكفاح المسلح لمقاومة الاحتلال وإعادة تفعيل منظمة التحرير كممثل وحيد للشعب الفلسطيني والسعي إلى انضمام "حماس" و"الجهاد" إليها وتوحيد الخطاب السياسي الفلسطيني لمواجهة التحديات.