غزة – محمد حبيب
أكد نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة "فتح" في غزة فايز أبو عيطة، سعي حركته الدائم لإنهاء الانقسام الفلسطيني، مشيرًا إلى تواصل حركته مع القطريين، لإنجاز المصالحة الفلسطينية، والتي تأتي امتدادًا للقاءات التي جرت العام الماضي، بين حركتي حماس وفتح في الدوحة.
وكشف أبو عيطة في تصريحات خاصة إلى "فلسطين اليوم"، وجود نقاط خلافية ما زالت عالقة، فيما أرسلت مجموعة من المقترحات، وقامت حركة فتح بالرد عليها فقط، مشيرًا إلى أن زيارة الرئيس عباس الأخيرة لقطر، لم يكن هدفها الأساسي هذا الموضوع، ولم يجر أي نقاش جديد. وقال أبو عيطة "أكد لنا الأشقاء في قطر أنهم أرسلوا أفكارنا بشأن المقترحات التي قدموها؛ إلى حركة حماس، ولكن حماس حتى اللحظة لم ترسل ردها، معربًا عن أمله في أن تجيب حماس أن ترسل موقفها حتى تتم خطوات عملية".
وعن اللجنة التي تم تشكيلها من قبل حركة حماس لإدارة غزة، اعتبر أبو عيطة أنها خطوة تؤكد أن "حماس لا تريد إنهاء الانقسام بل تسعى إلى تعميقه"، مضيفًا "حماس ذهبت لجزء من المجلس التشريعي بطريقة لا تشكل أي شرعية للمجلس التشريعي، وأخذت موافقة المجلس على هذه اللجنة، وكأنهم حكومة مستقلة.
وحذر أبو عيطة من إعلان "حماس" عن تشكيل لجنة لإدارة غزة في ظل حديث عن دولة في القطاع، وأن ذلك جاء عبر جلسة عقدتها كتلة حماس البرلمانية في مسعى لإضافة صبغة شرعية على هذه اللجنة، رغم أن المجلس التشريعي معطل منذ وقوع الانقسام"، مشيرًا إلى "اغراءات" تقدمها اسرائيل لترسيخ فصل القطاع عن الضفة الغربية عبر الإعلان عن مشاريع لإقامة ميناء ومطار في القطاع، إضافة إلى الحديث عن توفير فرض عمل لسكان القطاع داخل الخطر الأخضر".
وقال أبو عيطة "هذه المرة لن نسكت ولا بد من اتخاذ خطوات عملية لمجابهة هذا التحرك السلبي الخطير، الذي قامت به حماس من خلال إعلانها عن لجنة إدارية لإدارة شؤون قطاع غزة". واعتبر أبو عيطة، أن الواقع الذي تشهده الساحة الفلسطينية في ظل استمرار الانقسام بين قطاع غزة، والضفة الغربية يغري إسرائيل للتنصل من حل الدولتين، وخلق واقع لإقامة دولة في غزة.
وتابع أبو عيطة أن "واقع الانقسام الفلسطيني يشجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وحكومته المتطرفة، على إعدام ونسف حل الدولتين والعمل من أجل اقامة كيان في قطاع غزة منفصل عن الضفة الغربية التي تتعرض لهجمة استيطانية كبيرة، وأن كان هذا الأمر مرفوض من قبل المجتمع الدولي، ويتعارض مع قرارات الشرعية الدولية التي أقرت إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران/يونيو عام 1967".
وطالب أبو عيطة حركة "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة، أن تتنبه جيدًا لمثل هذه المخططات الإسرائيلية، التي يجب أن نواجهها بوحدة الموقف الفلسطيني، مطالبًا اياها بأن تتقدم بخطى واثقة تجاه تشكيل حكومة وحدة وطنية، وصولًا إلى إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وللمجلس الوطني الفلسطيني، ولا يغري حركة حماس أن تستمر في سيطراتها على قطاع غزة ". وأضاف أبو عيطة" في ظل الواقع الصعب لسكان قطاع غزة واستمرار منع حكومة الوفاق الوطني من القيام بمهامها في القطاع، يجب التقدم نحو تشكيل حكومة وحدة وطنية يقف من خلالها الجميع أما مسؤولياته، خاصة وأن حكومة الوحدة ستكون ممثلة لكافة الفصائل ومطلوب من الجميع القيام بدوره".
وبيّن أبو عيطة جاهزية حركة فتح لتشكيل حكومة وحدة وطنية، بمشاركة جميع الفصائل، لتخفيف معاناة شعنبا في غزة، ولإفشال كل المشاريع التي تخدم الرؤية الإسرائيلية لفصل غزة عن الضفة الغربية التي تشهد المعركة الحقيقة مع الاحتلال.