القاهرة- أكرم علي
كشف رئيس مكتب الرعاية الإيرانية في القاهرة ناصر كنعاني أن القدس وفلسطين تحظى بمكانة عالية وموقع متميز لدى جماهير المسلمين، وإنها مرت على مر الزمن محط أنظار الجميع ومأسر القلوب العاشقة لقدسية المكان الشريف، فنمت فيها الحضارات المختلفة والأديان المتعاقبة، وتلقفتها أيضًا على مر الزمن أيادي الشر ودعاة السوء.
وأوضح كنعاني في حديث إلى "فلسطين اليوم" أنه مر على تلك الأرض سنوات عجاف ذاقت فيها فلسطين وأهلها غصة الاحتلال جراء احتلال غاشم آثم أثيم، أوقعها فيه تهور وعدوان، ووعود مِن مَن لا يملك لمن لا يستحق قديمًا وحديثًا، وأشار رئيس مكتب المصالح الإيرانية إلى أنه مر تسعة وثلاثون عامًا على إطلاق اليوم العالمي للقدس كشاهدٍ على إعلان وحدة وتماسك المسلمين والشعوب الحرة في العالم ضد الصهيونية؛ ذات المؤامرات والنهج السيء المتزايد ضد فلسطين أرضًا وشعبًا.
واعتبر أن ما وصفه بمؤامرة نقل السفارة الأميركية إلى القدس الشريف، والمحاولات المستمية التي تسعى واشنطن من خلالها لمنح الشرعية للنظام الصهيوني غير الشرعي فيما يسمى بصفقة القرن هو من أخطر الاعتداءات الواقعة على بيت المقدس أولى قبلتيْ المسلمين، وشدد كنعاني على أن اعتبار القدس عاصمة للنظام الصهيوني يعد نقضًا تاماً لكافة قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن وقرارات الاتحاد الأروبي وقرارات منظمة التعاون الإسلامي بهذا الخصوص، وإن الحقيقة المرة والمخيفة، ولكنها ليست كل الحقيقة لأن مشروع الصهيوني أوسع من السيطرة على أراضي فلسطين.
وأشار ناصر كنعاني إلى أن الصهيونية ليست فقط مشروعًا ضد فلسطين والقبلة الأولى للمسلمين ولكن المشروع الصهيوني هو مشروع متشابك لإخضاع كل الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية والعسكرية في كافة الدول الإسلامية. إن الصهيونية مشروع للهيمنة على زمام العالم العربي والإسلامي واستضعاف الأمة العربية والإسلامية، وحول نزاع الشيعة والسنة قال كنعاني إن الشعوب الإسلامية وكل من أحب الوطن ثقافته وأصالته وجذوره وتاريخه يعلمون أن نزاع الشيعة والسنة إنما هي فتنة صهيونية لإضعاف العالم الإسلامي أكثر من أي وقت مضى وتصب في إطار تأمين وحماية النظام الصهيوني، وإن الدول والشعوب الإسلامية والنخب الدينية والسياسية والثقافية يعلمون أن الإيرانفوبيا وخلق العداوة بين إيران والعرب والشعوب الإسلامية هي مخطط خطير لانشقاق الأمة الإسلامية الواحدة وتبديل الصديق بالعدو.
وأكد كنعاني أن السعي الحثيث للنظام الصهيوني لإيجاد محور ضد إيران في المنطقة لن يعود بالنفع على أي دولة بالمنطقة وإذا نجح فيه سيقوي شوكة النظام الصهيوني في المنطقة أكثر مما مضى، وأن النظام الصهيوني ليس حليفًا حقيقيًا أو صادقًا لأي دولة في العالم العربي أو الإسلامي بل هدفه الأساسي تمزيق كافة الدول الإسلامية والعربية بالتدريج.وأوضح كنعاني أن إيران تبسط يد الصداقة والسلام لكافة الدول العربية والإسلامية، وخاصة جمهورية مصر العربية كأهم وأكثر الدول الإسلامية تأثيرًا، وأن هذه الصداقة تصب في مصلحة جميع الدول العربية والإسلامية، ورغم كل العداوات والضغوط لم ولن تتوانى إيران ولو ذرة واحدة في الدفاع عن الشعب الفلسطيني، وقضيته المؤلمة وحقه المشروع، وتطلعاته وآماله في حياة حرة كريمة آمنة.
وأكد القائم بالأعمال أن إصرار إيران في الحفاظ على قدراتها الدفاعية ليس بهدف تهديد دول المنطقة، وإنما لإتاحة المجال للدول العربية والاسلامية للحصول على حقها في الاستقلال الدفاعي والعسكري ضد توسعات النظام الصهيوني، كما أنها رصيد للعالم الإسلامي في مواجهة قوى الاستكبار، وأن أميركا تحت تأثير النظام الصهيوني قامت بالانسحاب من الاتفاق النووي المصدق من مجلس الأمن الدولي، وأشار إلى أن هذا الإجراء إلى أن أميركا تنظر إلى قضايا المنطقة من نافذة مصالح النظام الصهيوني وفي سعيها الشامل لمحاربة ومكافحة المشروع النووي السلمي الإيراني فإنها تغمض عينها عن الصواريخ النووية للنظام الصهيوني الرافض للانضمام إلى معاهدة الحد من صناعة وانتشار الأسلحة النووية.