السفير عمرو أبوالعطا

كشف مندوب مصر في الأمم المتحدة السفير عمرو أبوالعطا، أن بلاده شاركت في اعتماد مجلس الأمن خلال عضويتها ١٣٧ قرارا و٤٦ بيانا رئاسيا ونحو ٤٧٠ بيانا صحافيا، مشيرا إلى أن مصر اتخذت المبادرة وقلم الصياغة في عدد من تلك القرارات والبيانات الرئاسية وقادت عملية التفاوض الذي تمخض عن توافق على عدد من تلك الوثائق.

وقال أبوالعطا، خلال حديث له مع "فلسطين اليوم" بعد ختام عضوية مصر في مجلس الأمن، إن بلاده انضمت لعضوية المجلس في توقيت دقيق تموج فيه منطقتا الشرق الأوسط وأفريقيا بالعديد من الصراعات وتمر بمرحلة تحول خطيرة، وإن أنظار الدول الأعضاء في المجلس اتجهت إلى مصر كلاعب إقليمي محوري، إذ كان لآراء ومواقف وفدها في المجلس صدى مسموع في مختلف القضايا الإقليمية، وكان لمبادراتها خلال وبين فترتي رئاستها للمجلس في مايو/ أيَّار ٢٠١٦ وأغسطس/ آب ٢٠١٧ احترامها بين الدول الأعضاء.

وعن إسهامات مصر في المجلس، أكدت أبوالعطا أنها لم تقتصر على القضايا الإقليمية فحسب، بل كان لها في القضايا المواضيعية العامة إسهامات مقدرة، خاصة تلك القضايا المتعلقة بمكافحة التطرف، وحماية المدنيين، والمرأة والأطفال في النزاعات المسلحة، وبناء واستدامة السلم، وحفظ السلام، ومنع الانتشار، والعقوبات وغيرها، كما شاركت مصر في عمليتي اختيار سكرتير عام الأمم المتحدة الجديد أنطونيو جوتيريس وانتخاب خمسة قضاة جدد لمحكمة العدل الدولية.

وبشأن المعارك الدبلوماسية التي خاضتها مصر، قال مندوب مصر إن بلاده عايشت التحولات التي شهدتها الأزمات الليبية والسورية واليمنية، وكان لها في تناول المجلس لتلك الأزمات دور محوري، وكان لمصر موقف مبدئي يضع وحدة أراضي ليبيا في أولوية الأهداف ويبرز للمجتمع الدولي مخاطر استغلال التطرف للفراغ الأمني والسياسي في البلاد لتهديد دول الجوار بل والدول الأوروبية، فضلا عن تداعيات الأزمة على انتشار الجريمة والتطرف في منطقة الساحل الأفريقي، فضلا عن التهديدات الإنسانية والأمنية المرتبطة بظواهر الاتجار بالبشر والمخدرات والسلاح. 

وشدد أبوالعطا على أن المعركة الدبلوماسية الأكبر كانت من نصيب القضية الفلسطينية، إذ قادت مصر جهود اعتماد المجلس للقرار التاريخي بشأن فلسطين والمعروف بالقرار ٢٣٣٤، كما قادت جهود صياغة رد فعل المجلس على القرار الأميركي الأخير بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل والذي نتج عنه عزل الموقف الأميركي بالرغم من نجاح الولايات المتحدة في إعاقة صدور القرار باستخدام حق النقض.

وعن المواجهات داخل مجلس الأمن، قال السفير عمرو أبوالعطا إن مصر واجهت بطبيعة الحال مواقف مغايرة ومناهضة لمواقفها ومصالحها في كل من القضايا المشار إليها، وكان لزاما على الوفد المصري احتواء تلك المواقف بشتى الوسائل الدبلوماسية المتاحة بدءا من الإعداد الجيد للنقاش الموضوعي وتوضيح منطق المواقف المصرية استنادا إلى تجاربها وقربها من القضايا والأزمات محل النظر ومرورا باستخدام التكتيكات التفاوضية المتنوعة وحشد الدعم للمواقف المصرية داخل المجلس وانتهاء باتخاذ مواقف حاسمة ونمط تصويت يعبر عن موقف مصر ومشاغلها. وفي جميع الأحوال، اكتسبت مواقف مصر مصداقية عالية مكنتها من امتلاك مساحة للتحرك والمناورة في مواجهة أي مواقف غير مواتية.​