غزة ـ محمد مرتجى
أكّد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الدكتور رباح مهنا، أن غزة لن تبقى رهينة لجماعات المصالح، داعيًا إلى حراك وطني شامل، وتضافر الجهود لتجنيب وتحييد كل القطاعات الحيوية تجاذبات الانقسام للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأوضح رباح مهنا، في مقابلة خاصّة مع "فلسطين اليوم"، أنّ "طرفي الانقسام في شقي الوطن يستمران في خطواتهما بعيدًا عن المصلحة الوطنية"، مشيرًا إلى أنّ "السلطة الفلسطينية ترتكب جريمة بحق الوطن عندما تعاقب أهالي قطاع غزة بعقاب جماعي غير مقبول" .
وأشار مهنا إلى أنّ الجبهة الشعبية دعت في اجتماعاتها السياسية لحل موضوع الانقسام بجميع تفرّعاته، موضحًا أنّ فعاليات الجبهة لم تكن كافية لإجبار طرفي الانقسام بإنهائه لأنّ قوتهما الجماهيرية كبيرة ومصالحهما الذاتية والشخصية أكبر من المصلحة الوطنية".
وبيّن مهنا أنّه وبحكم عمله كطبيب فهو يعرف مدى التعقيدات البيروقراطية التي تتم في معاملات "التحويلات الطبية" لأهالي قطاع غزة، مشيرًا إلى أنّ "هذه التعقيدات تهدف إلى إعاقة تحويل المرضى الذين هم في حاجة ماسّة إلى العلاج السريع بعيدًا عن هذه الخطوات"، ومنوّهًا إلى أنّه لا جديد بخصوص التحويلات الطبية سوى "الكلام المعسول" دون أي تحرّك جدّي لحل أزمة أهلنا في قطاع غزة بعد وفاة 5 أشخاص خلال 48 ساعة".
وعن أزمة الكهرباء في غزة، بيّن مهنا أنّ "المسلمين عندما يتصعّبوا من موضوع يقولون "الأمل بوجه الله"، لذلك "إن شاء الله في الجنة" نحصل على الكهرباء".
وأفاد مهنا بأنّ "الجبهة الشعبية مع أي إجراء يخفّف من معاناة المواطنين في غزة بشرط ألا يكون على حساب القضية الفلسطينية، كأن لا يكرّس فصل غزة عن الضفة الغربية، ويجب ألا يتوافق مع المشروع الإسرائيلي والأميركي لحل المشكلة وفقة لنظرهما، نحن مع فتح المعبر واإدخال الكهرباء وتسهيل دخول البضائع وفك الحصار".
وبيّن الدكتور رباح مهنا، أنّه "موضع التحالف بين دحلان و"حماس" هو معقّد، حيث أنّ السلطات المصرية أدخلت إلى القطاع نحو مليون لتر من السولار إلى القطاع "وفق الاتفاق" إلا أنّ جدول الكهرباء في غزة لم يتحسّن"، منوّهًا إلى أنّ "أخشى أن يكون هدف الضغط على قطاع غزة حاليًا هو القبول بأي حل دون الحد الأدنى من الثوابت الوطنية"، ومشيرًا إلى أنّ "هذا التحالف ليس وثيقًا وهو تحالف مصالح فقط، بالنسبة للطرفين".
وختم مهنا بأنّ ""حماس" وإسرائيل لا تريدان الحل العسكري في غزة، وهذا لا يعني أنه من الممكن حدوث أية أخطاء على أرض الواقع، لكن من التحليل السياسي الخاص بي فلا يوجد حرب قريبة على قطاع غزة".