رام الله – علياء بدر
أكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عيسى قراقع، "أن إضراب الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي دخل مرحلة الخطر، نظرًا لتدهور الأوضاع الصحية لعدد منهم، لا سيما في صفوف الأسرى القدامى".
وأشار قراقع، في مقابلة خاصة لـ"فلسطين اليوم"، إلى أنه تم إبلاغهم من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر بزيادة طواقمه العاملة في السجون، نظرًا لتدهور أوضاع الكثير من الأسرى المضربين، حيث نقل العديد منهم إلى العيادات، والمستشفيات، عدا عن الضغوطات التي تمارس بحقهم، منها مصادرة الملح، وإجراء تفتيشات استفزازية لغرفهم.
وحذر قراقع، من أن الإضراب قد دخل في مرحلة حرجة مع وصوله اليوم الخامس عشر في ظل محاولات حثيثة من قبل إدارة سجون الاحتلال ومن ورائها الحكومة الإسرائيلية لوقفه، موضحًا أن إدارة السجون لا تسعى الآن في اتجاه التوصل إلى صيغة تمكن الخروج جماعيًا من الإضراب، منوهًا إلى أن هناك محاولة للتعامل مع المضربين بشكل فردي، تتمثل في إدارة حوار مع لجان الأسرى في السجون المختلفة، مع إبداء استعداد واضح للتجاوب مع بعض المطالب شريطة أن يتم كل ذلك بعيدًا عن مفجر الإضراب، مروان البرغوثي.
وأضاف قراقع، أن ملف الأسرى أصبح على صدارة ملفات الحركة الوطنية الفلسطينية، مشددًا على أن ذلك الإضراب يصعد الأمور في الأراضي الفلسطينية، وهو "أمر مقلق للاحتلال الإسرائيلي، لافتًا إلى التفاعل الشعبي الواسع في الوطن والشتات مع قضية الإضراب من خلال خيم الاعتصام، والمسيرات التضامنية، ومبادرات بعض الأسرى المحررين بالإضراب التضامني مع الأسرى داخل المعتقلات.
وكشف قراقع، أن معركة الأمعاء الخاوية التي يقودها الأسرى أصبحت معركة الشعب الفلسطيني، وبدأت تتسع أكثر وأكثر لتصل إلى دول عالمية، مشيرًا إلى الدعوات للإضراب التجاري الشامل يوم الخميس، وأن يكون الجمعة المقبل يوم غضب جماهيري، محملًا دولة الاحتلال النتائج التي ستحصل.
وتابع قراقع، أن الاحتلال يريد للجميع أن يكونوا في سبات عميق ولا يريد للحركة الأسيرة أن تتصدى لقمع الاحتلال وأخذ حقوقها التي انتزعت منها، والمتمثلة في إعطاء الأسرى حقوقهم التي تقوم إدارة سجون الاحتلال بحرمانهم منها، كحرمانهم من زيارة من أصل زيارتين، وكذلك الاتصال بعائلتهم، والتعليم والانتساب للجامعة الذي تمّ إيقافه بقرار من نتنياهو، والعديد من القضايا المتعلقة بالأسرى.
وبشأن سبب اختيار ذلك التوقيت للقيام بالإضراب، قال قراقع: "إنه يرجع لتغول إسرائيل في قمع وقهر الحركة الأسيرة في محاولة لكسر إرادة الأسري "، مردفًا أن الاحتلال قام بسرقة مجموعة من الحقوق التي أنجزها الأسرى عبر نضالهم المستمر لمواجهة الاحتلال، ما جعلهم يصلون إلى قناعة أن قنوات الحوار قد أوصدت في وجههم وهو الأمر الذي دفعهم إلى اتخاذ ذلك القرار الصعب".
وبخصوص ملف الضغوط الأميركية والإسرائيلية على السلطة في رام الله لوقف مخصصات الأسرى، أعلن قراقع، أن قضية مخصصات الأسرى غير قابلة للنقاش والحوار ضمن أي صيغ أو حلول، مؤكدًا على أن ذلك الشرط يعتبر مرفوضًا، محذرًا من أن موضوع المخصصات المالية هو هدف إسرائيلي بحت يُعني بوصف الأسرى بـ"الإرهابيين" أكثر من أي اعتبار آخر.