القاهرة – أكرم علي
كشف نائب رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية أحمد معيتيق، عن استعداد بلاده لتصدير النفط إلى مصر في حال طلبت ذلك، خاصة أن حكومة الوفاق رفعت إنتاج النفط الليبي من 125 ألف برميل إلى حوالي 750 ألف خلال الفترة الماضية، معتبرًا أنه إذا كانت هناك أي اتفاقية لمد مصر بالنفط، "فنحن على استعداد لتفعيلها".
وقال معيتيق في تصريحات خاصة إلى "فلسطين اليوم"، إنه لا توجد أي تعليمات بترحيل العمالة المصرية في ليبيا، وإن العمالة المصرية مرحب بها دائما في بلادنا، والشركات الأجنبية العاملة في ليبيا تعتمد على اليد العاملة المصرية والفنية خاصة، ولهم دور مهم جدا وإيجابي، والحديث عن تعرض العمالة المصرية لضغوط داخل ليبيا غير صحيح، ولا نعلم من أين يأتي هذا الحديث، والجميع يتعاملوا مع المصريين معاملة متميزة جدا والعلاقات بين المصريين والليبيين ذات طابع خاص، ولا تجد أي نوع من التفرقة بين الليبيين والمصريين.
وعن اللقاءات التي أجراها في القاهرة، كشف معيتيق أنه التقى رئيس أركان القوات المسلحة الفريق محمد حجازي، وقال "تحدثنا فيها عن محاولة حل الملف الليبي، والدور المصري المميز مع دول الجوار، كما عرضنا كافة التطورات على وزير الخارجية سامح شكري، وكان لقاءً مثمرًا للغاية وداعم لـ"الاتفاق السياسي" والأفكار التي تساهم في إنهاء الانقسام السياسي الجاري، وأرى أن الدور المصري إيجابي أكثر كل يوم، ومصر لها باع طويل في هذا المجال".
وبشأن إمكانية طرح دول الجوار لمبادرات جديدة عن ليبيا، أكد نائب رئيس حكومة الوفاق أن الجزائر مشكورة لها دور فاعل، وهي دولة جارة وتعمل بدبلوماسية مهنية للغاية، وكان لها دور في "الاتفاق السياسي"، واللقاءات التي لا تكون ضمن أجندة ومبادرات واضحة لا تستطيع البناء عليها، وسمعنا عن مبادرات من دول الجوار لحل الأزمة الليبية، ولم تحال إلينا إلى الآن أي مبادرة من دول الجوار، وكله حديث عن لقاءات مرتقبة تفرز مجموعة من الحلول المقترحة، والأجدر بنا أن نجد أجندة واضحة بها رؤية وخطة زمنية وأهداف واضحة.
وفي ما يخص الدور المصري في الأزمة الليبية، قال معيتيق، إنه التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي ولديه وجهة نظر تتحدث عن توحيد المؤسسات الليبية، وكل المؤسسات المصرية تتحدث بنفس المنطق والأسلوب عن بناء مؤسسات موحدة في ليبيا، وهو ما يحتاج إلى وقت، ونعول على مصر ليكون لها دور في بناء هذه المؤسسات، ولا يمكن إبعاد مصر عن بناء مؤسسة عسكرية موحدة في ليبيا، والدبلوماسية لها طرقها، والجيش له طرقه والمؤسسات الأمنية لها طرقها أيضا، ووزير الداخلية الليبي موجود في مصر للتنسيق مع الأجهزة الأمنية، لأن أمن ليبيا هو من أمن مصر والعكس صحيح.
وبخصوص ما أثير من وجود مخططات لتقسيم ليبيا، قال نائب رئيس حكومة الوفاق "لا يهمنا كثيرا من يضع الخطط، ولكننا نؤكد أن الشعب الليبي والحكومة الليبية ترفض أي طرف يتحدث عن نظرية التقسيم، وحكومة الوفاق أرسلت رسائل الطمأنة للجميع والأطراف الدولية الفاعلة وقدرات الشعب الليبي ستجعل هذا الأمر مستحيل".
وبيّن معيتيق أن الوضع في "طرابلس" يتحسن باستمرار، ووجود اشتباكات من وقت لآخر بسبب إعادة الهيكلة الكاملة للدولة، وبصفة عامة كثير من السفارات عادت إلى العاصمة "طرابلس"، وبدأت سفارة إيطاليا في إعادة التأشيرات، وكثير من الدبلوماسيين عادوا إلى "طرابلس"، وهذه مؤسسات دولية لا يمكن الرجوع لمكان بعد تلقي تقارير مفصلة عن تحسن الوضع الأمني. والحالة الأمنية في "طرابلس" أفضل بكثير من مناطق أخرى، وكل المقرات الحكومية تحت سيطرة "حكومة الوفاق"، والوضع الأمني أفضل بكثير من الفترة الماضية، وهناك بعض المشكلات التي تحدث وخرجنا من الصراع العسكري الذي استمر لمدة طويلة.