الدكتور مخيمر أبو سعدة

 أكّد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في قطاع غزة، الدكتور مخيمر أبو سعدة، أنّ الأوضاع الحالية في غزة هي تاريخية بمعنى الكلمة، الإجراءات التي يتخذها واتّخذها الرئيس محمود عباس والحكومة في رام الله على مدار الأشهر الـ "4" الماضية من خصم رواتب الموظفين، تقليص التحويلات الطبية، تقليص كمية الكهرباء وقضية دفع الموظّفين إلى التقاعد المبكر، أدّت إلى أوضاع كارثية، وتهديد الرئيس عباس باستمرار اتخاذ إجراءاته ضد "حماس"، هو في نهاية الأمر عقاب جماعي إلى أكثر من 2 مليون مواطن في القطاع، ستكون الأوضاع أكثر مأساوية بارتفاع الفقر والبطالة، وستزداد الضغوط الحياتية على المواطنين، مشيرًا إلى أنّه "سنتحدث عن منطقة منكوبة بكل معنى الكلمة، إذا ما أقدم الرئيس على إجراءات جديدة تجاه "حماس" وغزة في المرحلة المقبلة".

وأضاف الدكتور مخيمر أبو سعدة، في مقابلة خاصّة مع "فلسطين اليوم"، أنّه لا يوجد حل قريب، فتصريحات "حماس" أو "فتح"، تؤكد أنّ كل طرف متمسّك بمواقفه، الرئيس عباس يطالب بحل اللجنة الإدارية في غزة، و"حماس" تقول إنّها جاهزة لحلها بشرط أن يكون هناك تزامن في التراجع عن الإجراءات، يشكل عام خاصة بعد الحديث عن وجود مبادرة مصرية وقبول "حماس" بها، وتنكر "فتح" لوجود أي مبادرة مصرية أصلًا، هذا يؤكّد أنّ ملف المصالحة معطّل، وذاهب إلى طريق مسدود، مستبعدًا أن يكون هناك أي انفراج في هذا الملف.

وأشار الدكتور أبو سعدة، أنّه مناقشة عقد المجلس الوطني في رام الله وبدون توافق فلسطيني، سيعمّق الأزمة الداخلية بين "فتح و "حماس"، سيعمق من حالة عدم الثقة والتحريض بين الطرفين، موضحًا أنّه قد يكون هناك إجراءات أخرى يقدم عليها الرئيس خلال المرحلة المقبلة، لمعاقبة "حماس"  في غزة وهذا لن يكون في صالح إنهاء الانقسام وحالة التراشق المتبادلة في الوقت الحالي.

من جانب آخر، بيّن أبو سعدة أنّ الإعلام الإسرائيلي يتحدّث عن إمكانية أن يسعى نتنياهو للخروج أزمته الداخلية وأزمة الفساد والتحقيقات الموجّهة ضدّه، بحرب مع غزة أو مع لبنان، مضيفًا "كفلسطينيين يجب ألا نعطي المبرر إلى نتنياهو لشن حرب على قطاع غزة، نتنياهو يريد أي مبرر أمام الرأي العام الإسرائيلي، والدولي، لشن العدوان على قطاع غزة، وبالتالي عدم إعطاء نتنياهو هذا المبرّر لن يسمح له بإعلان الحرب، لأن الرأي العام والصحافة في إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي أمام شن عدوان على غزة بدون ذريعة أو مبرّر لهذا العدوان".