الدكتور واصف عريقات

أكّد اللواء المتقاعد، الخبير الفلسطيني في الشؤون العسكرية، الدكتور واصف عريقات، أنّ جميع المؤشرات الحالية تبيّن أنّ إسرائيل تستخدم القضية الفلسطينية كجسر للعبور إلى الدول العربية، وأساس الحل الذي تطالب به إسرائيل أمني، بحكم ذاتي منقوص، مشيرًا إلى أنّ "نتنياهو صرّح بأنّ الجيش الإسرائيلي سيكون مسؤولًا من النهر وحتى البحر، ولن يفرّط في لك، وما يعرب بيهودا والسامرة وأهميتها بالنسبة لهم، وتزايد أعداد المستوطنات وعدم إزاحتها أو الانتقاص من حقوقها، هذه جميعها مؤشرات بأن الحل المعروض مبني على أساس أمني وستبقى السيطرة الإسرائيلية".

وأوضح واصف عريقات، في مقابلة خاصّة مع "فلسطين اليوم"، أنّ الرد الفلسطيني بالتأكيد مرفوض فهذا الحل لا يلبي أدنى طموح المواطن الفلسطيني، وبالتالي لا تستطيع السلطة أن توافق عليه أو القبول فيه، مشيرًا إلى أنّ الحل في ذهن إسرائيل يكمن في حكم ذاتي مع الابقاء على السيطرة الأمنية والإدارية لإسرائيل، والفلسطينيين فقط عنوان من أجل تجسير العلاقات مع الدول العربية"، مناشدًا الدول العربية بقراءة التقدير الاستراتيجي الصادر عن "هرتسيليا" عام 2016-2017 الذي يبيّن أن الحل هو خداع العرب بحل يتضمن حكمًا ذاتيًا وبقاء مستوطنات الضفة الغربية، ويحصل الفلسطينيون على "إقامة مؤقتة" فقط"، والعديد من الإسرائيليين يتحدّثون الآن عن إهمال القضية الفلسطينية، لأنهم يعتقدون بأن العرب يحتاجون إلى إسرائيل دون القضية الفلسطينية، لأنهم يوجدون عدوًا غير العدو الإسرائيلي، للاحتياج إلى إسرائيل".

وأشار عريقات إلى أنّه هناك مطالب مصرية من أجل تأمين الحدود، فهم بحاجة إلى ضمانات على حدودهم، فهم يعتقدون أن الحدود غير آمنة طالما لا يوجد توافق فلسطيني فلسطيني، مبيّنًا أنّه من مصلحة الشعبين أن يكون هناك تفاهم وتنسيق أمني، ونوايا صادقة لعدم استخدام الحدود إلا لقضايا المجتمعين الفلسطيني والاسرائيلي.

وبيّن عريقات، أنّه "لا يوجد مصلحة فلسطينية بأن تكون الحدود غير منضبطة، بل المصلحة تكمن في ضبطها وتأمينها، لأن الفلسطيني معني بأن تكون الحدود آمنة، ففلتان الحدود يشكل خطرًا على قطاع غزة قبل أن يشكل خطرًا على المصريين فالإرهاب لا حدود له ولا دين له".

وأفاد عريقات بأن الإجراءات الإسرائيلية على حدود قطاع غزة هي معيقة وليست مانعة للمقاومة، وإسرائيل تعرف ذلك، فهي لن تمنع أي مقاوم من تنفيذ أي عملية، والحرب الحديثة لا تعتمد عل الجدران فهناك تكنولوجيا حديثة وصواريخ مطورة، وتهدف إسرائيل من بناء الجدار العازل على  حدود القطاع إلى طمأنة مواطنيها في مستوطنات الغلاف ليس إلا".

وختم الدكتور عريقات، بأن إسرائيل دائمًا وأبدًا تريد حربًا مع كل الدول العربية ودول الجوار وقطاع غزة، هي تريد دائمًا أن تكون ذراعها طويلة وأن تكون شرطي المنطقة، ولكن هناك فرق بين قدرتها ورغبتها، فرغبتها حاليا لا يمكن ترجمتها على أرض الواقع، هناك فواتير غالية الثمن والقيادة الإسرائيلية غير قادرة على دفعها، نتنياهو يتطلّع إلى التطبيع مع العرب حاليًا".