غزة _ محمد مرتجى
أكّد رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، النائب جمال الخضري، أنّ قطاع غزة كان يعاني أصلًا من أزمة انقطاع التيار الكهربائي، منذ سنوات "في جدول 8 ساعات"، والأزمة الجديدة بعد التقليص الإسرائيلي لعدد من الخطوط فاقم من الأزمة في القطاع، وأصل الأزمة يعود إلى الحصار بشكل عام، مشيرًا إلى أنّه "خلال سنوات الحصار الـ 10 كان هناك زيادة كبيرة في عدد السكان بما يوازي نصف مليون مواطن تقريبًا، وكان يجب توفير لهم زيادة في الخدمات، المرافق العامة، المستشفيات، المدارس، وفي كل مناحي الحياة، وهذا لم يحدث، وأثّر الحصار على جميع المقدرات التي كانت موجودة قبل الحصار واستهدفتها بشكل كبير مما قلل من كفائتها بشكل كبير، إضافة إلى 3 حروب شنّت على غزة دمّرت العديد من المقدرات في القطاع".
وأوضح جمال الخضري، في مقابلة خاصّة مع "فلسطين اليوم"، أنّ الحصار الإسرائيلي هو السبب المباشر لكل ما يجري في غزة، والاحتلال كان من البداية يقف سدًا أمام أي امكانية لتطوير أو ايجاد حلول للقطاع، حيث كان من ضمن الحلول المطروحة، السفينة التركية قبالة شواطئ غزة، وتزويد المحطة بالغاز الصناعي لتشغيلها بأسعار أقل وفاعلية أكثر، وحقول النفط في بحر قطاع غزة التي رفضت اسرائيل الاستفادة منها"، مبيّنًا أنّ الوقود المصري الذي دخل أخيرًا إلى القطاع غطى التخفيض الحاصل من الجانب الإسرائيلي لذلك لم يشعر المواطن بأي تحسّن في الجدول"، ومشيرًا إلى أنّ الأزمة تعصف بكل شيء في قطاع غزة وخاصة القطاع الصحي، الذي يعمل بمعجزة، وأثّر أيضا على المياه وتوقّف معالجة الصرف الصحي، والبلديات المحلية بشكل خطير جدًا.
وبيّن الخضري، أنّ "تأخّر الإعمار له وجهين، الوجه الأول، نقص التمويل والتزام المانحين بتعهداتهم التي التزموا فيها بمؤتمر الإعمار في القاهرة، والوجه الآخر، هو تقييد اسرائيل لدخول مواد البناء إلى قطاع غزة بشكل كامل، باستثناء معادلة معينة وضمن كميات محددة تضمن استخدامها لإعادة الإعمار الذي مازال مستمرًا منذ 3 سنوات، وبالتالي عملية تشرّد هذه العائلات، وعدم إمكانية أن تعيش حياتها طبيعية في المساكن هذا أمر يزيد المعاناة الموجودة ويفاقمها أكتر، زيادة على المعاناة التي يعانيها كل مواطن يعيش في ظل هذا الحصار الخانق القاتل، اليوم نشعر بالحصار وآثار انقسام، ما زاد الطين بلّة، لا بد من وجود حل جذري وسريع ينهي كل هذه الحالة، أعتقد أن التوحّد الفلسطيني وإنهاء الانقسام هذا ضرورة ملحّة يجب أن تتم في أسرع وقت ممكن، لأن هذا سيزيل الكثير من الآلام والمعاناة، نحتاج إلى دعم عربي ودولي لإنهاء كل هذه الأزمة التي نعيشها".
وعن تحالف "حماس دحلان" وإمكانية تخفيف الأزمة في غزة، أوضح أنّ "هذا ممكن ، بكل معنى للكلمة، اليوم غزة في وضع كارثي بمعنى الكلمة، يحتاج إلى المخلصين، يحتاج إلى كل الناس التي يتواجد عندها إمكانية في أن تساعد وتدعم، المآساة كبيرة وتحتاج إلى جهود الكثير ولا نستثني أحد، الجميع مطالب أن يقدم حلولًا، غزة تحتاج إلى فتح المعابر، ووجود ممر بحري، والممر الآمن، والمطار، كل هذا يساهم في إنهاء المعاناة، اليوم أي شيء في إطار تخفيف المعاناة مهم جدا ولكن يبنى عليه".
وأفاد الخضري بأنّ الاحتلال الفلسطيني يستهدف الجميع، ونحن الفلسطينيون لا يوجد أحد أفضل من الآخر، لا الضفة أحسن من غزة ولا العكس، الكل يعاني معاناة شديدة ،اليوم غزة تعاني من الحصار والأزمة المتزايدة، والضفة تعاني من الاستيطان، وجدار الفصل العنصري، وتعاني من تأويل القدس وحفريات المسجد الأقصى واقتحامات المسجد بشكل يومي، تعاني من حزام أمني اسرائيلي استيطاني يعزل القدس بشكل كامل عن محيطها في الضفة الغربية، وأصبح الأهالي يعانون من التنقل بين المحافظات بشكل كبير، الاحتلال الاسرائيلي يقوم باستهداف واضح للضفة الغربية والقدس، ضمن الاستيطان وسلب الأراضي واستهداف الناس، وهذا مخطط اسرائيلي موجود يحاول إلغاء أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، إسرائيل تعلن بشكل واضح أنها تهوّد القدس.
وأشار الخضري إلى أنّه "في ظل الانقسام الموجود،الكل مهدّد والكل على محك، القضية الفلسطينية اليوم في ظروف أكثر من صعبة والاحتلال الاسرائيلي مدعوم من الولايات المتحدة الأميركية يقوم بكل ما يريد اليوم بدون أي حكيم وبدون أي قريب، ويضع شروطه قبل التفاوض، وهذا أيضا في ظل وضع عربي ودولي معقد، كل هذا له أثر سلبي على القضية، النقطة الهامة والتي ستكون البداية والتي يتنبه لها الجميع دون أي حسابات هنا او هناك، الذهاب إلى وحدة فلسطينية عبرشراكة حقيقية، لا تستثني أحد، ووحدة وطنية حتى نستطيع العمل برؤيا وطنية لمواصلة العمل وتقديم الأفضل، والانطلاق نحو المشروعات الأخرى"