الدكتور رمضان بركه

أكد الدكتور رمضان بركه الكاتب والمحلل السياسي والباحث في القضايا السيكو استراتيجية، بأن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الإعلان عن القدس عاصمة لإسرائيل، قرار غير محسوب العواقب ولم يراع فيه الحق التاريخي الديني والمقدس للفلسطينيين والمسلمين اجمع.

وأضاف بركة في تصريحات خاصة إلى "فلسطين اليوم"، أن القرار  يشير إلى أن الرئيس الأميركي ترامب غير واعي بالقضايا التاريخية والسياسية وليس لديه اطلاع على قرارات الشرعية الدولية، وأيضا يجهل طبيعة الشعب الفلسطيني وصلابته أمام حقه في أرضه والدفاع عن مقدساته. وتابع بركة، أن المتتبع للغة جسد ترامب لحظة إعلانه عن القرار وسماته المتهورة والاندفاعية والانفعالية وعنجهيته تبين للمتفحص بأنه في حالة غياب عن الوعي ومدفوع تحت تأثير ضغوط وكأنه مكبل بتاريخه الموسوم بالفضائح الجنسية ومغامراته الشهوانية وفساده المالي والاتجار بالبشر، لذلك هو أسير للرغبات اللوبي الصهيوني المتحكم في السياسة الأميركية وتحديداً إدارة ترامب المكبلة بعشرات المستشارين اليهود المتطرفين وكوشنير نموذج واضح لذلك.

ونوه إلى أن لحظة توقيع ترامب على قرار نقل السفارة كان سلوك الرئيس الأميركي استفزازي وعنصري يهدف الى إرضاء اللوب الإسرائيلي والمتطرف نتنياهو وإدارته اليمينية المتطرفة، وعرضه صيغة القرار ورفعه أمام وسائل الإعلام أيضاً يعبر عن شخصيته المندفعة والمتهورة والتي لا تليق برئيس وإنما مصارع غير أخلاقي.

واعتبر الدكتور رمضان بركة، أن خطوة ترامب هذه ستكون سبباً في زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع  وهي خطوه غير مقبولة جملة وتفصيلا على المستوى الرسمي والشعبي من قبل اغلب دول العالم، وهي بمثابة دعم وإسناد للإرهاب اليهودي الذي يتزعمه نتانياهو وحكومته اليمينيه المتطرفة التي تمارس القتل وحرق الأطفال والقتل الجماعي ضد الفلسطينيين. وأكد أن الشعب الفلسطيني لن يستسلم لهذا القرار الجائر والظالم وسيستمر في المواجهة بشتي الوسائل المتاحة للدفاع عن القدس وتاريخها المقدس.

وقال الدكتور بركه إن المطلوب فلسطينياً التعامل باستراتيجيه وطنية جديدة تناسب الحدث وأهميته وتعزيز الوحدة الوطنية فوراً والتوافق على استراتيجية فورية لمواجهة فعالة على كل الصعد السياسية والدبلوماسية واستثمار الحراك الشعبي وإدارته بحكمه وإطالة أمده من خلال تعزيز صمود شعبنا وأن يتناغم الحراك السياسي مع طموح الجماهير الفلسطينية.

وتابع أن الإدارة الأميركية أصبحت جزء من الصراع ولا يمكنها رعاية أي حوار عربي فلسطيني إسرائيلي او أي عمليات تسوية سياسية، لأنها أصبحت منحازة جملة وتفصيلاً لإسرائيل وإرهابها المنظم سياسياً وعسكرياً واقتصادياً ونفسياً، بل وشريكة معها، وقرار ترامب يجب ان يكون له ما بعده برؤية مختلفة وتفعيل أدوات المواجهة المتنوعة.

وأشار إلى مسؤولية عدم الاستقرار في المنطقة يتحملها ترامب وادراته وهو المسئول المباشر عن ذلك،  وقال يجب على ترامب وادراته إن يقروا التاريخ ليعرفوا كيف كان على هذه الأرض منذ ملايين السنيين حيوان هائل ضخم كالجبل يتحكم في كل الحيوانات اسمه الديناصور، ثم انقرض وهلك، والسبب انه كان قوياً جداً ومغفلاً مثل ترامب ، لذلك غاب عن الوجود. قائلاً "إن ثقافة القوه والعنجهية والإرهاب التي تحكم فيها أميركيا لن تستمر طويلاً، عليكم تفحص حجم الكراهية في أوساط العالم بموضوعية ، ولن يضيع حق وراءه مطالب عادلة".