الدكتور حسن عبدو

أكّد الباحث السياسي الفلسطيني والمتخصّص في قضايا الشرق الأوسط، الدكتور حسن عبدو، أنّ الفصائل الفلسطينية اتّخذت قرارها بالرد على جريمة الاحتلال الإسرائيلي في خانيونس، والتي استشهد على إثرها في آخر حصيلة "7 مواطنين"، مشيرًا إلى أنّها اتّفقت على أنّ الرد لن يكون تقليديًا، أي أنّه لن يكون رشقة من الصواريخ وينتهي الأمر.

وأوضح حسن عبو في مقابلة خاصّة مع "فلسطين اليوم"، أنّ الجريمة كبيرة والحدث كبير، والرد سيكون من النوع الذي يتم التفكير به جيّدًا ودراسته بدقّة، فإسرائيل أعدّت كمينًا محكمًا أمنيًا وسياسيًا، لضرب الحالة الفلسطينية ببعضها البعض، وقطع إتمام المرحلة الأولى من الاتفاق الفلسطيني "المصالحة" والتي تنتهي بتسليم المعابر الأربعاء، منوّهًا إلى أنّ إسرائيل لا تري أن تصل المصالحة إلى مستوى تسليم القطاع وبسط الولاية القانونية والسياسية على غزة، فتحاول قطع الطريق باستجلاب رد من الجهاد الإسلامي ليضع "سرايا القدس" في وجه حماس وفتح ومصر، وإفشال المصالحة الفلسطينية.

وأضف الدكتور عبدو، أنّ إسرائيل تكذب في تصريحاتها بأنّها لم تقصد إيقاع هذا العدد من الشهداء، وأنّ استهدافها لم يكن لقيادات فلسطينية، هي قامت بإعداد هذا الكمين المحكم سواء من الغازات السامة في النفق، أو من خلال هذا النمط من الاعتداء الذي يودي بعدد كبير من الشهداء، حتى تستجلب رًا مؤكّدًا من الجهاد الإسلامي، ليصبح الجهاد الإسلامي في حالة مواجهة مع الراعي المصري وإفشال جهود الإسلامي، وتسعى أيضًا من خلال هذه الجريمة إلى إقناع السلطات الأميركية، بعودة الفوضى إلى قطاع غزة، وأنّ المصالحة لا تفيد على أي مستوى من المستويات .

وأفاد عبدو بأنّ، "إسرائيل تقول إنّ ما حدث هو حادث أمني دفاعي لم يقصد منه إيقاع هذا العدد من الشهداء، وتحاول أن تتبرأ من جريمتها، فهي قامت بعملية محاولة اغتيال مسؤول الأمن في غزة، إذا هي اتّبعت مسارًا لإفشال المصالحة بأي ثمن وأحد المسارات هو التصعيد وثني الفلسطينيين من إتمام الوحدة"، مختتمًا أنّ هذه رسالة جيّدة إلى الفصائل التي تجتمع في القاهرة لتدرك أنّ وحدة الشعب الفلسطيني مرفوضة، وأنّ الرد يجب أن يكون عليها من خلال السعي إلى تنفيذ الاتفاق رزمة كاملة، للنهوض في المشروع الوطني الفلسطيني"
.