الرباط -رشيدة لملاحي
أكّد الأمين العام للاتحاد البرلماني العربي، فايز علي الشوابكة، أن ميثاق الاتحاد نصّ على عقد مؤتمر سنوي في دورة عادية، إلا أن تقدم أعضاء البرلمان الكويتي والأردني لعقد دورة طارئة لبحث موضوع الاعتداءات الإسرائيلية على القدس وتأييدها من برلمانيي فلسطين والإمارات العربية المتحدة، استجاب على إثرها رئيس الاتحاد لهذه الدعوة، وتم اختيار المغرب مقرًا لعقد المؤتمر 25 الطارئ للاتحاد البرلماني العربي بشأن "الانتهاكات الإسرائيلية الصارخة لحرمة المسجد الأقصى المبارك".
وبيّن فايز علي الشوابكة، في حديث خاص إلى "فلسطين اليوم"، أن الدورة شهدت مناقشة وإثارة كل القضايا المتعلقة بالاعتداءات الإسرائيلية على القدس الشريف، حيث صدر بيان ختامي تمت من خلاله إدانة الممارسات الإسرائيلية وحث المجتمع الدولي لوضع حد لها، لأن استمرارها سيولد المزيد من العنف في المنطقة والعنف المضاد.
وبيّن الشوابكة، أنّه "لنكن واقعيين وصرحاء نحن لسنا في مركز القوة الذي يؤهلنا للتعامل مع خصومنا بنفس مفهوم القوة الذي يستغلونه معنا في معاملاتهم على مستوى القرارات القوية"، مضيفا "صحيح أننا نتوفر قدرات وثروات طبيعية لكن للأسف لم يتم توظيفها واستغلالها كعنصر قوي من أجل خدمة الأمن القومي العربي وتعدد الكيانات العربية نحن نتحدث عن 22 دولة عربية مقابل كيان الإسرائيلي واحد لديه أهداف توسعية، بالإضافة إلى الدعم المنقطع النظير الذي تقدمه الولايات المتحدة الأميركية لها"، ومشددًا على أنه "إذا لم تتكون قوة عربية واحدة من الصعب أن نكون في الوضع الصحيح الذي سيمكننا كعرب، من التخلي عن موضوع الاستنكار والإدانة، في ظلّ غياب مقاربة استراتيجية تلجأ لها الدول النافذة على مستوى التحكم في القرار لاسترداد حقوقيها بالقوة".
وتحدّث الشوابكة عن تأثير الخلافات العربية الأخيرة بين السعودية وحلفائها ضد قطر على جوهر القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أنّه "إذا استمرت الخلافات والصرعات العربية التي ظهرت أخير، سيكون هناك تأثير كبير على القضية فلسطينية"، مذكرًا بالخلافات التاريخية بين العرب والتي كان لها تأثير على القضية منذ حرب حزيران1967سنة"، مستدركًا "أتمنى أن تتغلب غيرة وحدة العرب لنصرة القدس الشريف على الخلافات مستقبلا بوضع حد لها والتفكير في مستقبل الأجيال المقبلة، وهو مطلب جماهيري لكل الشعوب العربية التي تتوق للسلام والحرية والديمقراطية".
وأشار الشوابكة إلى أنّه "عقب مناقشة الظروف الدقيقة التي تمر منها القضية الفلسطينية في سياق إقليمي مضطرب، تستفيد منه بالأساس الحكومة الإسرائيلية لتنفيذ مخططاتها الاستيطانية القمعية، وانطلاقا من واجبنا كممثلين للشعوب، فإن توصيات المؤتمر 25 الطارئ للاتحاد البرلماني العربي في الرباط، يرفضون الإجراءات التي اتخذتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى ومحيطه وفي مجموع القدس الشريف، من محاولة تثبيت آليات تقنية وأمنية ورقابية لعرقلة الدخول إلى المسجد الأقصى، ويعتبرونها عدوانا واستفزازا من جانب سلطات الاحتلال وحلقة جديدة في مسلسل القمع ومصادرة حقوق الشعب الفلسطيني".
وكشف الشوابكة، أن لجنة دعم صمود الشعب الفلسطيني المنبثقة عن الاتحاد البرلماني العربي ستتكلف برئاسة مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتي ورؤساء برلمانات كل من المغرب والأردن وفلسطين والجزائر، بالقيام بزيارات لعدد من الدول النافذة في القرار الدولي للقاء قادتها وبرلماناتها وذلك من أجل طرح موضوع الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للمقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، منوّها بدور المملكة المغربية ملكا وشعبا وحكومة في توفير نجاح الدورة الطارئة للاتحاد.