الدكتورة عبير ثابت

أكّدت الكاتبة والمحلّلة السياسية، الدكتورة عبير ثابت، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة، أنّ الانقسام الفلسطيني لا يمكن الانتهاء منه بسهولة، لأنّ جميع قطاعات مجتمعنا الفلسطيني تأثرت به على كافة المناحي والمستويات، واعتبرت أن الإرادة الحقيقية وتغليب المصالح الوطنية على المصالح الحزبية وضرب كل التدخلات الدولية والإقليمية سيساعد ويساهم في تحقيق وحدة حقيقة ، تجمع الكل الوطني الفلسطيني تحت مضلة واحدة وهي منظمة التحرير الفلسطيني.

وكشفت عبير ثابت، في حوار خاص مع "فلسطين اليوم"، أن مخرجات اجتماع الفصائل الأخير في القاهرة وما تلاه من بيان تناول القضايا الرئيسية بشكل عمومي لا يرتقي إلى المستوى الوطني والشعبي المطلوب، وأوضحت أن الملفات الرئيسية  لم تحل بالشكل التام، لأن هناك نقطة واحدة يتمرّس حولها المتحاورون وهي كيفية تمكين حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني من بسط سيطرتها على كافة المفاصل في قطاع غزة، و شددت على أهمية تحقيق المصالحة وتطبيق بنود الاتفاق كاملاً، مشيرةً بالقول، إلى أن الوحدة الوطنية هي صمام الأمان لإفشال كل المخططات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية .

وبيّنت ثابت، أن المصالحة الفلسطينية تمر بمجموعة من العراقيل والصعوبات، أبرزها المتغيرات الدولية والإقليمية وتأثيرها على المناخ السياسي والحياة السياسية في المجتمع الفلسطيني، مشيرة إلى أنّ هناك قرار أميركي في اتجاه  إتمام المصالحة ورأب الصدع بين غزة والضفة المحتلة ، معللة ذلك أن المصالحة جزء من صفقة القرن أو ما تسمى بصفقة ترامب لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي.

وأضافت أنّ غزة جزء هام من الحل السياسي الذي يطرحه الرئيس الأميركي ترامب في خطته لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي، وأشارت إلى أن الإدارة الأميركية وحلفائها تمارس ضغوطاً قوية على السلطة الفلسطينية ، وما حصل من رفض الإدارة الأميركية التجديد لمكتب منظمة التحرير في واشنطن دليل على الابتزاز،  وإحدى وسائل الضغط على القيادة الفلسطينية، من أجل انتزاع تنازلات سياسية وقبولها الدخول في عملية التسوية  السياسية التي تطرحها الإدارة الأميركية الجديدة، وأن الحكومة الإسرائيلية تمارس سياسة التضليل والخداع ، وذلك بفرض وقائع على الأرض على صعيد  التهويد والاستمرار في الاستيطان وترمي لذلك لعدم قيام دولة فلسطينية متواصلة جغرافيا.

وأكدت ثابت، أنّ كل القوى الدولية والإقليمية لا تستطيع فرض تسوية سياسية وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي دون الموافقة من قبل الجانب الفلسطيني، لان القضية الفلسطينية هي الحلقة الأقوى على الرغم من الضعف الداخلي التي نمر به ، قائلةً أن القضية الفلسطينية هي محور الصراع وهي القضية الأساسية والمحورية والمركزية لحل الصراع، ونوهت إلى أن القضية الفلسطينية تمر في مراحل صعبة وخطيرة، وان القيادة الفلسطينية ستكون قادرة على مواجهة التحديات بتماسكها بالثوابت الوطنية الفلسطينية ، والحصول على تأييد وإجماع من الكل الوطني على قرارتها ومواقفها، وان تكون هناك حاضنة شعبية لحماية المشروع الوطني الفلسطيني من أي تدخلات خارجية أو ابتزازات دولية أو إقليمية.