غزة ـ محمد مرتجى
أكّد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، طلال عوكل، أنّ تفاهمات "حماس-دحلان" تسير في قطاع غزة، مشيرًا إلى أنّ "حركة "حماس" مخلصة لهذا الخيار، وبالتالي علينا أن ننتظر قليلا لنفحص مدى القيمة العملية، والنتائج العملية التي تعكس نفسها على حياة الناس في القطاع، الوعود التي تقترح لفتح معبر رفح ، ربما بعد عيد الأضحى المقبل، ويُنتظر بعد ذلك خطوط التجارة بين مصر وقطاع غزة، فهذا الموضوع مرهون بقليل من الأسابيع المقبلة" .
وبيّن طلال عوكل، في مقابلة خاصّة مع "فلسطين اليوم"، أنّ ""حماس" تبحث لها عن موقع قدم بديل عن الدوحة، لوجود ضغط عربي عليها، وبالتالي تعرف دول المغرب العربي خصوصًا الجزائر غير منخرطة في الجهد العربي الرسمي، بالتالي بإمكانها أن تشكّل قاعدة مهمة لقيادة "حماس"، فمواقفها تساند الوطنية العامة الفلسطينية ولا تساند المواقف التي تعتبر "حماس" حركة "إرهابية"، وبالتالي لو حصل هذا لن يكون هناك أية ردود مهمة في الوطن العربي، أو أطراف الأزمة الخليجية، خصوصا أن "حماس" ذاهبة باتجاه الوطن العربي، فاتفاقها الأخير مع مصر يسير مع توجّهات العالم العربي والخليجي" .
من جانب آخر، بيّن عوكل أن أهل القدس لن يقبلوا بأية إجراءات إسرائيلية في الأقصى، مشيرًا إلى أنّ إسرائيل ستفعل كل ما تستطيع حتى تخرج من المعركة بدون أن يسجّل عليها أنها خسرت أمام الفلسطينيين، وبالتالي أزالت البوابات الإلكترونية أخيرًا من المنطقة، وإسرائيل بما تفعل الآن في القدس تضع قدمًا في المسجد الأقصى، لاحقا يمكن أن يتطوّر، ويتوسع ليشغل إجراءات أخرى.
وأفاد عوكل بأنّ حادث السفارة الإسرائيلية في الأردن، دخل على الخط في المفاوضات، وعدة مصادر أكّدت أنّ هناك "مساومة" جرت مقابل التنازل عن حق الأردن في مقاضاة واعتقال والتحقيق مع الضابط الإسرائيلي، تكون إسرائيل قدّمت هذه الخطوة "إزالة البوابات" لكن عمليا بالجوهر إسرائيل كانت ستفعل ذلك حتى لو لم تقع حادثة القتل في الأردن، هذا التفكير والاقتراح كان وارد قبل حادثة السفارة عمليا، وما حدث هناك تحصيل حاصل، فالمقدسيين ما كانوا سيوافقون على الإجراءات الإسرائيلية مهما كان الثمن .
وأشار عوكل إلى أنّ "ايران وجيش القدس وكل المؤسسات التي تحمل اسم القدس الدولية وغير الدولية ومنظمة التعاون الإسلامي، وكذلك الوطن العربي معروف لإسرائيل سلفا، هي تعرف أنّ خطواتها جاءت في ظروف وبيئة مناسبة بالنسبة لها، بالتالي الأهم في كل الموضوع، المواطن الفلسطيني، الفلسطينيون في القدس على المستوى الوطني، يمكن أن يطوّروا الوضع في المدينة إلى مستوى انتفاضة شاملة، حال استمرار إجراءات إسرائيل القمعية في المدينة المقدّسة، وما على القوى الفلسطينية والفصائل إلا الوحدة وهو العامل الأهم في هذه المعركة"