غزة_ عبد القادر محمود
أكد القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة، ان اتفاقية أوسلو زادت من الهيمنة الاستعمارية الاسرائيلية وأطلقت العنان للتوسع الاستيطاني، وفشلت في شق طريق نحو حل يضمن حقوق شعبنا في الاستقلال والعودة.
وأضاف أبو ظريفة في مقابلة خاصة مع "فلسطين اليوم" في الذكرى الـ 23 لاتفاق أوسلو، "أن اتفاق اوسلو لم يحقق أي انجاز على صعيد القضية الفلسطينية بل على العكس من ذلك كان هناك محاولة لتكبيل الشعب الفلسطيني، ومحاولة تيئيس الشعب "، مشيرًا الى أنه منذ توقيع اتفاق أوسلو تغول الاحتلال الاسرائيلي بكل حكوماته المتعاقبة على شعبنا الفلسطيني وعلى أرضه من أجل محاولة شطب حقوق الشعب الفلسطيني وفرض وقائع على الأرض من خلال استيطان استعماري ومحاولة تصفية الشعب الفلسطيني، ومحاولة فرض الواقع على الأرض وعزل مدينة القدس، وبناء جدار الفصل العنصري".
واستطرد قائلاً :" حتى الآن لم نصل الى إقامة الدولة الفلسطينية على ترابنا الوطني وحتى الآن لم تنسحب إسرائيل من مدن الضفة الغربية ولازالت تعود بحملات يوميه وتعتقل الفلسطينيين دون احترام لسيادة السلطة ولازالت إسرائيل تستهدف عناصر الأمن الوطني والشرطة وتطالب بالتنسيق الأمني ولازالت إسرائيل تنتهك حرمة الأراضي الفلسطينية في قطاع غزه وتغير وتقتل كل من تريده بدون أي تخوف او احترام للاتفاقيات "، وأشار الى أنه "كان هناك أخطاء في اتفاق اوسلو، تمثلت في عدم الوضوح فيما يتعلق بالموقف الكامل للاستيطان، ولم يكن هناك وضوح ماذا سيحدث في القدس، وأن جميع الصيغ كانت عبارات تخطاها الاسرائيليون بدعم من الامريكان، وتهاون من الأشقاء العرب".
وتابع أبو ظريفة :" ومن التقصيرات المدمرة أننا اعترفنا بإسرائيل ثم عدلنا الميثاق الوطني مقابل اعتراف اسرائيل بمنظمة التحرير، دون أن يتطرق الاتفاق الى حدود اسرائيل التي اعترفنا بها ولا إلى اقامة الدولة الفلسطينية في حدود عام ١٩٦٧"، وأضاف أن اتفاقية أوسلو قدّمت الاحتلال الإسرائيلي بصفة الشريك الحريص على السلام، وبالتالي ساهمت في تخفيض الحصار والإدانة الدولية للاحتلال وجرائمه بحق شعبنا، كما وفرت غطاءا للاحتلال من أجل تنفيذ مخططاته الاستيطانية.
وأبرز أبو ظريفة إلى أن تجاوز افرازات أوسلو تتطلب وضع قرار المجلس المركزي الفلسطيني اذار 2015 موضع تطبيق بدءاً من التحلل من الالتزامات التي أملتها الاتفاقية وإلغاء اتفاق باريس الاقتصادي ووقف التنسيق الأمني والاتفاق على استراتيجية وطنية كفاحية قادرة على رفع كلفة الاحتلال، وشدد على ضرورة أن يكون الموقف الفلسطيني الواضح والمعلن هو إعلان انتهاء هذه الاتفاقية وتحميل الاحتلال المسئولية لأنه ينتهكها كل يوم، لافتاً إلى أنه من المؤسف أن من يعلن تمسكه بها في كل مناسبة فقط هو الطرف الفلسطيني.
يشار إلى أن اتفاقية أوسلو هى عبارة عن اتفاق سلام وقعه الاحتلال الإسرائيلي مع منظمة التحرير الفلسطينية في مدينة واشنطن الأمريكية في 13 سبتمبر 1993، وسمي الاتفاق بذلك الاسم نسبة إلى مدينة أوسلو النرويجية التي تمت فيها المحادثات السرّية التي تمت في وقت سابق من ذاك العام والتى جاءت بعد ما عرف بمؤتمر مدريد للسلام عام 1991م، وتعتبر اتفاقية أوسلو، أول اتفاقية رسمية مباشرة بين الاحتلال الاسرائيلي ممثلًا بوزير خارجيتها آنذاك شمعون بيريز، ومنظمة التحرير الفلسطينية ممثلة بأمين سر اللجنة التنفيذية محمود عباس، ورغم أن التفاوض بشأن الاتفاقية تم في أوسلو؛ إلا أن التوقيع تم في واشنطن بحضور الرئيس الأميركي وقتها بيل كلينتون وياسر عرفات ورئيس وزراء الاحتلال اسحق رابين.