غزة – محمد حبيب
أكّدت رئيس مجلس إدارة جمعية "الحق في الحياة" في غزة، عدالة أبو مدين، أن الهدف الرئيسي الذي أُنشئت من خلاله الجمعية في العام 1992 قد تم إنجازه بشكل واضح؛ حيث استطاعت الجمعية دمج عدد كبير من ذوى الحاجات الخاصة، من المصابين بالتوحد ومتلازمة داون، في المجتمع المحلي، سواء مهنيًّا أو أكاديميًّا، وتوفير عدد من فرص العمل بالتعاون مع مؤسسات وشركات محلية مرموقة.
وأشارت أبو مدين في مقابلة خاصة مع "فلسطين اليوم" إلى أنه تم توظيف 45 شاب وفتاة في مؤسسات عدة، وأثبتوا فاعليتهم وقدرتهم على العطاء في المجتمع، موضحةً بأن فلسفة الدمج التي اعتمدتها الجمعية منذ تأسيسها وسعت من أجلها قد تحققت على ارض الواقع.
وأعلنت أبو مدين أن أعداد المستفيدين من خدمات وبرامج الجمعية تتناسب طردياً مع العمر الزمني لها ، مؤكدةً أن ذلك دليل واضح على نجاح الجمعية في تحقيق الأهداف الموضوعة لبرامجها وخططها التاهيلية.
وأعلنت أبو مدين أن جمعيتها تطمح إلى تطوير وجودة الخدمات المقدمة للمستفيدين، وذلك بالاعتماد على التقنيات والنظريات التاهيلية الحديثة؛ من أجل خدمة شرائح جديدة من المجتمع الفلسطيني.
وأثنت أبو مدين على دور ومؤسسة الوليد بن طلال الخيرية، والأمير الوليد بن طلال، الذي له اليد الطولى في إرساء قواعد العمل الإنساني في جمعية "الحق في الحياة" في مختلف مراحل العمل بها، والمؤسسات المانحة التي قامت بدعم المشاريع الإنسانية والتنموية الخاصة بالجمعية، وعلى رأسهم مؤسسة التعاون الدولي الإسباني ، ومؤسسة الكونيمند الإسبانية ، وصندوق الأوبك للتنمية الدولية ، والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي ، ومؤسسة التعاون ، وغيرها من المؤسسات المانحة التي عملت مع الجمعية.
وأوضحت أبو مدين بأن العدوان الاسرائيلي أثر بشكل كبير على الجمعية ولكنه لم يؤثر على خدماتها موضحة أن خسائر المؤسسة تقدر بمليون ونصف مليون دولار جراء الحرب الاخيرة عوضاً عن شح المواد الأساسية بسبب الحصار الاسرائيلي المفروض على القطاع .
وأشارت أبو مدين أن المجتمع المحلي بمختلف أطيافه وتوزيعاته الديموغرافيه والطبقية والحزبية ، ومؤسساته وشركاته الوطنية، و الأسرة الدولية والعربية ممثلة في المؤسسات الصديقة المانحة ، قد ساهموا بشكل كبير في دعم مسيرة العمل الإنساني في جمعية الحق في الحياة على مدار السنوات السابقة وقدمت لها مختلف أنواع الدعم المادي والمعنوي والفني واللوجستي.
وبشأن فوز جمعية "الحق في الحياة" بجائزة "ستارز إيمباكت Stars Impact Award" كأفضل مؤسسة تقدم خدمات للأطفال في منطقة الشرق الأوسط خلال عام 2015م، أكّدت أبو مدين أن ذلك يُعتبر نقطة انطلاق جديدة للجمعية نحو العمل الدؤوب لتطوير جودة الخدمات المقدّمة للمستفيدين، وتعزيز الشراكات الدولية، مشيراً إلى دور طاقم الجمعية بكل تخصصاته في تحقيق هذا الإنجاز.
ووصفت أبو مدين "الجائزة" بأنها انجاز خارق في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها القطاع من حصار مٌر ودمار هائل في الممتلكات، وخاصة ما تعرضت له الجمعية من دمار كبير في مقرها خلال الحرب الأخيرة.
وأوضحت أبو مدين أن جمعيتها تمارس تحديا كبيرا على الرغم من شح الموارد المالية، وما نتعرض له من اساليب خنق.
ووجهت الشكر لرئيس مجلس إدارة مؤسسة "ستارز عمر" الدباغ على مبادرته الإنسانية؛ لتشجيع ودعم المؤسسات الإنسانية على مستوى العالم، مشيرةً إلى جهود الشركاء والممولين في تحقيق هذا الإنجاز العالمي الخاص بالجمعية.