بطولة لكرة السلة للكراسي المتحركة

نظم نادي "البسمة" للمعاقين واللجنة البارالمبية الفلسطينية مساء الاثنين ، بطولة كرة السلة للكراسي المتحركة على ملعب صالة سعد صايل وسط مدينة غزة، والتي تهدف لتطوير الأداء الرياضي للأشخاص ذوي الإعاقة.

ويعتبر معظم اللاعبين في هذه البطولة معاقين نتيجة الحروب والاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة.

وأكد رئيس نادي "البسمة" الرياضي وعضو الاتحاد الفلسطيني للصم عيد شقورة، أن هذه البطولة أقيمت من خلال مجموعة من الأنشطة التي يقدمها النادي من خلال مشروع مقدم من الرؤية العالمية لدمج المعاقين.

وأشار شقورة إلى أنه تم تسليط الضوء على رياضة كرة السلة لكراسي المتحركة لما فيها من أهمية لباقي الأندية المختصة بالأشخاص ذوي الإعاقة في قطاع غزة والنهوض بمستواهم الرياضي، لأنه سيتم تشكيل منتخب فلسطين الذي سيشارك في بطولة خورفكان في كانون الأول/ديسمبر 2015 في الإمارات العربية المتحدة .

ووجه رسالة إلى المجتمع الرياضي لضرورة دمج الرياضيين المعاقين في الحياة الرياضية، من اجل ضمان مشاركة فعالة الرياضيين المعاقين ودمجهم في المجتمع من خلال ممارسة الأنشطة الرياضية المتنوعة، وعلى رأسها رياضة الأشخاص ذوي الإعاقة في كرة السلة للكراسي المتحركة.

وأوضح عضو اللجنة البارالمبية الفلسطينية ظريف الغرة، أن اللجنة تعتبر مظلة لرياضة الأشخاص ذوي الإعاقة، مشيرًا إلى الاهتمام برياضة كرة السلة لأنها من أكثر الرياضات تفاعلية لدى الجمهور.

ولفت الغرة إلى أن اللجنة البارالمبية تعمل على التواصل مع الجرحى الجدد وتتواصل مع مركز الأطراف الصناعية ، ومع جمعية المعاقين ومستشفى الوفاء لكي نصل عن قرب للجرحى الجدد الذين أصيبوا بإعاقات خلال الحروب المختلفة .

وبيّن أن البطولة تحمل رسالتين أولها تحدي للاحتلال من خلال ممارسة المعاق لحياته بشكل طبيعي، وأن لديهم آمل وتفاؤل والحياة لن تنتهي عند الإعاقة .

وأضاف أن الثانية "هي محاولة دمجهم في المجتمع، ونعتبر الرياضة هي بوابة الدمج في المجتمع من خلال المشاركة في هكذا فريق في هكذا لعبة جماعية نعزز روح المنافسة نعزز روح العمل الجماعي ندمجه في المجتمع وكذلك نعزز ثقته بنفسه".

وأكد اللاعب محمد طوطح من سكان مدينة غزة والذي فقد ساقه اليمنى من أعلى الركبة بعد إصابة تعرض لها في حرب 2008 ، حيث قرر أن يتحدى الإعاقة وأصبح يمارس حياته بشكل طبيعي ويمارس رياضة كرة السلة .

وأوضح طوطح "قررت أن لا استسلم وأن أعيش الحياة وان أصبح من ضمن المجتمع وتحديت الإعاقة والإصابة واشتريت دراجة نارية بثلاثة عجلات كي أواصل الحياة وآتي بقوت يومي أنا وزوجتي وأبنائي الأربعة، وأيضا كي استطيع التنقل، والتحقت بنادي السلام في عام 2014-2015 وبحمد الله أنا الآن العب ومتفوق جدا في كرة السلة ومن ضمن فريق نادي السلام".

وتابع "نحن كفريق نادي السلام فزنا على نادي البسمة ونادي الجزيرة والآن ننتظر نادي الهلال، أما أن نكون الفائزين في المرتبة الأولى أو المرتبة الثانية ونتمنى أن نكون في المرتبة الأولى ".

ووجه طوطح رسالة لجميع الشباب في قطاع غزة أن من يصاب منهم عليه أن يكمل حياته ويندمج مع المجتمع لأنها ليست نهاية الحياة، وان ينضم إلى فريق تنس أو سلة أو الطائرة المقعدة وان لا يستسلم للإعاقة حتى يستطيع إكمال حياته بالصورة التي يريدها.

أما لاعب نادي البسمة محمود محمد عوض ، فأشار إلى أنه تعرض للإصابة في حرب 2014 وبترت ساقه اليمنى من أسفل الركبة والتحق بعدها بنادي البسمة لكرة السلة جلوس.
وأكد عوض أن الإعاقة لم تؤثر على طموحه، موضحًا "سأستمر إن شاء الله في ممارستي للعب كرة السلة ولن يوقفني شيء حتى نصل لإلى المنتخب ونصل إلى البطولة، واشعر إني أعيش حياة طبيعية وإصابتي لم تؤثر علي نفسيا، فهذا قدر الله وأنا سأستمر حتى أصل إلى هدفي ".

وشدد مدرب فريق نادي البسمة الرياضي فادي الديب، على أن هدف البطولة هو التطلع نحو مجتمع رياضي دامج نحن ننظر كنادي البسمة أن نكون فريق رياضي من ذوي الإعاقة ودون الإعاقة .

وأشار ديب إلى أن معظم اللاعبين هم من مصابين الحرب الجدد حيث أن 40% من أعضاء الفريق هم من ذوي الإعاقة مصابين الحروب الثلاث ، وأضاف " في خططتنا أن نقوم بعمل تجديد في دم رياضة في قطاع غزة ونفتح آفاق للمصابين الجدد حتى يبدءوا ببناء مستقبلهم ورسالة البطولة واضحة وجلية نحو مجتمع رياضي دامج هناك شخصيات اعتبارية ومؤسسات دولية وكلهم انبهروا لمستوى اللاعبين واليوم أثبتنا للجميع نحن رياضيين من الطراز الأول وعلى مستوى عالي جدا".