بوكسبيرغ - وفا
قال رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية، رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، اللواء جبريل الرجوب، اليوم الجمعة، إن المكون الرياضي في فلسطين يعاني من استهداف احتلالي متعمد.
جاء ذلك في كلمته أمام مؤتمر القمة العالمي لمناهضة العنصرية في الرياضة، الذي تستضيفه جمهورية جنوب إفريقيا، وتنظمه مؤسسة 'غلوبال ووتش'، بالتعاون مع 'الفيفا'، والأمم المتحدة، ومنتدى الدوحة الرياضي.
وأضاف الرجوب 'إننا نتحاشى على الدوام ضمن حالة الفهم الإنساني للرياضة، الخلط بين السياسة والرياضة، بيد أن الواقع في فلسطين مختلف جدا، سيما إذا ما تحدثنا عن العنصرية والإقصائية التي تمارسها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، باستهدافها كافة شرائحه ومكوناته، وعلى رأسها المكون الرياضي، الذي يعاني من استهداف احتلالي متعمد'.
وتابع 'أن إسرائيل لم تدخر جهدا إلا وبذلته، من خلال سطوتها الاحتلالية على الأرض الفلسطينية، لعزل الشباب الفلسطيني من التواصل مع محيطه الإقليمي والعالمي، عبر الرياضة بكافة أنواعها، بوصفها اللغة التي تفهمها كل شعوب الأرض'.
وأردف مخاطبا المؤتمرين؛ 'إذا ما أردتم معرفة ماذا تعني العنصرية في الرياضة، التي هي موضوع مؤتمركم هذا، فعليكم أن تقرؤوا السيرة الذاتية للاحتلال الإسرائيلي وتقصده الفاشي للرياضة والرياضيين الفلسطينيين'.
وجدد تأكيده على أن 'العنصرية لها تفسير عملي واحد في القرن الحادي والعشرين، ونموذج لا ثاني له، عنوانه ما تفعله إسرائيل لقتل روح التواصل الإنساني والعالمي بين الشباب الفلسطيني ونظرائه في شتى بقاع الأرض، من خلال قمع الرياضة الفلسطينية، وعرقلة أية محاولة للارتقاء بها'.
واستشهد الرجوب أثناء مداخلته حول العنصرية في الرياضة، بفيلم تسجيلي قصير، يبين لقطات حية عن التدخل العسكري الإسرائيلي في حياة فتية فلسطينيين يلعبون كرة القدم في الأحياء الشعبية في مدن الضفة الغربية، قبل أن تداهمهم دورية عسكرية إسرائيلية، لتبدأ ملاحقتهم واعتقالهم.
كما تخلل الفيلم التسجيلي لقطات لرياضيين وفتية إسرائيليون يلعبون كرة القدم في أرقى الملاعب المجهزة لذلك، بحضور رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي بدا متحمسا للاعبين الإسرائيليين.
من جهته؛ أكد رئيس جمهورية جنوب إفريقيا جاكوب زوما، في كلمته خلال المؤتمر، أن 'ما يحدث في الرياضة هو انعكاس حقيقي، لما يحدث في المجتمعات في جميع أنحاء العالم'، مضيفا ' لأن الرياضة قد لعبت دورا في مختلف التأثيرات السياسية والاجتماعية، فإنه لا يمكن أن تكون معزولة عن مثل هذه الضغوط'.
ودعا زوما، انطلاقا من تجربة جنوب إفريقيا تحت نظام الفصل العنصري البائد، المجتمع الدولي لأن يأخذ بعين الاعتبار ويتأمل في البعد الأيديولوجي الذي ينتج العنصرية والتمييز في الرياضة.
كما عبر مؤسس 'غلوبال ووتش' توكيو سيكسويل، عن دعم منظمته المطلق للرياضة الفلسطينية، باعتبارها رافعة إنسانية وأداة تواصل حضاري تربط فلسطين بشعوب العالم، مشددا على ضرورة أن تتحرر الرياضة الفلسطينية من كافة القيود التي فرضها ويحاول أن يفرضها الاحتلال الإسرائيلي عليها، بأساليب عدة على مدار السنوات الماضية.
وأشاد متحدثون آخرون وناشطون رياضيون، بالرياضة الفلسطينية، التي استطاعت أن تصمد رغم كل ما تعانيه من ظروف استثنائية التعقيد، فيما عبر صحفيون عن توقعهم أن يخرج المؤتمر الذي يستمر ليومين، على ضوء مشاركة الرجوب في جدول أعماله، بتوصيات تتعلق بدعم القطاع الرياضي الفلسطيني.
وحضر المؤتمر رئيس لجنة حكماء إفريقيا تابو مبيكي، وشخصيات رياضية دولية، وأخرى اعتبارية.