القاهرة - جهاد التوني
أكد رئيس مجلس الغرف السعودية رئيس مجلس إدارة مجموعة "الزامل" القابضة، الدكتور عبد الرحمن الزامل، أنَّه يسعى إلى ترجمة رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، بدعم مسيرة التنمية في جميع الدول العربية وتذليل العراقيل التي تعيق التعاون الاقتصادي والاستثماري فيها، لا سيما القطاع الخاص وأصحاب الأعمال.
وأوضح الزامل في حديث خاص مع "فلسطين اليوم"، أنَّ مصر تمتلك جميع المزايا الاستثمارية التي تؤهلها إلى أن تكون قاعدة انطلاق نحو العالمية من خلال إدارة سياسية واعية تدرك أهميتها على خريطة الاقتصاد العالمي وحكومة جادة قادرة على اتخاذ القرارات الصعبة لتهيئة المناخ العام المناسب لجذب الاستثمار.
وأبرز أنّ مصر كانت ولا تزال أحد أهم المقاصد الاستثمارية في منطقة الشرق الأوسط وعلى المستوى الدولي، خصوصًا في ظل ارتباطها بالعديد من الاتفاقات التجارية، سواء اتفاقات التجارة الحرة مثل الاتفاقية العربية والكوميسا والشراكة الأوروبية أو اتفاقات مع مختلف التكتلات التجارية العالمية التي تتيح لأي منتج داخل السوق المصري الدخول إلى عدد من الأسواق التي تتميز بقوة الشرائية تصل إلى مليار ونصف من المستهلكين.
وأضاف "إنَّ مجموعة الزامل وشركة الزامل للاستثمار الصناعي لديها مصنع للحديد في مصر، يعتبر الأكبر أفريقيًا ويصدر منتجاته إلى أوروبا"، موضحًا "مصانعنا للتكييف في إيطاليا والنمسا وغيرها جميعها لها علاقة بنقل التقنية وتملكها، واليوم أصبحت الصناعة السعودية عمومًا عالمية وخارجة عن حدودها الإقليمية والأمثلة كثيرة مثل اميانتيت والكابلات والبتروكيمائيات وغيرها".
وأشار الزامل إلى أنَّ رجال القطاع الخاص في مصر والمملكة العربية السعودية عليهم مهمة كبيرة تتمثل في تحقيق حلم التكامل العربي المشترك، خصوصًا في ظل دعم القيادة السياسية في البلدين ورؤيتهم لتحقيق هذا الحلم الذي طال انتظاره، مشيرًا إلى أنَّ الاستثمارات السعودية تمثل المرتبة الأولى ضمن قائمة الدول المستثمرة في مصر، من خلال تواجد أكثر من 2800 مشروع في مختلف المجالات الإنتاجية والخدمية باستثمارات تزيد على 27 مليار دولار.
وبيَّن أنَّ المملكة العربية السعودية هي ثاني مستثمر في مصر على مستوى العالم وأول دولة عربيةن حيث تبلغ قيمة إسهاماتها في المشاريع المنفذة في مصر أكثر من 5.7 مليار دولار حاليًا، بما يمثل نحو 27% من إجمالي استثمارات الدول العربية، تأتي بعدها دولة الإمارات العربية المتحدة بإسهامات تتجاوز 4.5 مليار دولار، بينما الكويت بإسهامات تتجاوز 2.7 مليار دولار وذلك من مجمل الاستثمارات العربية التي تتجاوز 20 مليار دولار لتشكل الدول الثلاث الشقيقة أكثر من 63% من جملة الاستثمارات العربية.
ونوَّه الزامل إلى أنَّ هناك أكثر من 100 ألف شقيق سعودي يقيمون إقامة شبه دائمة في مصر وجملة استثماراتهم العقارية كأفراد تتجاوز أضعاف الاستثمارات الاقتصادية، ما يضع المملكة السعودية على قمة دول العالم المستثمرة في مصر، وأضاف إنَّ هذا بخلاف التبادل التجاري المتنامي الذي تجاوز 5 مليار دولار.
واستدرك "إنَّ هناك تفاؤلًا وثقة كبيرة من نجاح منظومة الاستثمار التي تطرحها وتنفذها مصر حاليًا"، مشيرًا إلى نتائج إيجابية اتجهت نحو تحقيق شراكة وتعاون إستراتيجي بين البلدين، وأضاف إنَّ الصناعة السعودية في مختلف القطاعات حققت نجاحًا وتطورًا كبيرًا خلال المرحلة الماضية، لافتًا إلى أنَّ السوق المصري هو "مهد انطلاقتنا نحو مختلف الأسواق الخارجية والعالمية خلال المرحلة المقبلة".
وشدَّد الزامل في ختام حديثه، على أنَّ تعميق وتوسيع العلاقات الاقتصادية والتجارية وتقديم المساندة اللازمة لمصر جعل مجلس الأعمال المشترك يضع خطة عمل لدفع وتنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين، موضحًا أنَّ المستثمرين السعوديين عازمون على ضخ مزيد من الاستثمارات خلال المرحلة المقبلة داخل السوق المصري في مختلف القطاعات.