غزة – حنان شبات
وصف رئيس بلدية خزاعة شحدة أبو روك، أنَّ ما حدث لقرية خزاعة خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة كارثة بكل ما تعنيه الكلمة، إذ بلغت الخسائر الاقتصادية حوالي 65 مليون دولار، فضلًا عن المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق السكان المدنيين والتي راح ضحيتها 85 شهيدًا.
وأوضح أبو روك في حوار خاص مع "فلسطين اليوم" أنَّ الاحتلال استهدف كل شيء في البلدة سواء كانت منازل سكنية أو دفيئات زراعية أو مساجد تم تدميرها بشكل كلي ولم يتبقَ في البلدة سوى مسجد واحد يُعتبر من أقدم المساجد في غزة.
وأكد أنَّ الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والنفسية لسكان القرية مأساوية، حيث أنَّ مساحة خزاعة تبلغ خمسة آلاف دونم نصفها تقريبًا أراضٍ زراعية تم تدميرها كلها، ما أدى إلى خسائر اقتصادية كبيرة وانتشار البطالة.
وأضاف "بعد مرور ثمانية أشهر على انتهاء الحرب إلا أنَّ الأطفال والنساء والرجال ما زالوا يعانون من آثار نفسية سلبية بسبب ما عاشوه من مجازر وأيام صعبة"، معتبرًا أنَّ تدمير قرية خزاعة يندرج تحت سياسة تجويع سكان قطاع غزة، لافتًا إلى أنَّ قرية خزاعة سلة غذائية تمد سكان القطاع بالكثير من المحاصيل الزراعية.
وأشار أبو روك أنَّ معظم سكان القرية يسكنون الآن في خيام بعد تدمير أكثر من 1120 منزل ما بين تدمير كلي أو جزئي، لافتًا إلى أنَّ "الكرفانات" التي قدمت لسكان القرية يوجد بها خلل؛ لأنها للمرة الأولى تصنع في قطاع غزة ولا توجد الخبرة الكافية لتصنيعها.
وأبرز أنَّ السكان لم يتعودوا على العيش فيها لغاية الآن بسبب مساحتها الصغيرة وعدم قدرتهم على التأقلم فيها، مشدّدًا على أنَّ الأوضاع في خزاعة ما زالت صعبة وكارثية، مطالبًا الحكومة والمؤسسات الأهلية بإعادة النظر والعمل على تقديم الدعم اللازم لتخفيف معاناة سكان القرية.
وتوجه أبو روك بالشكر إلى كل مؤسسة دعمت القرية وحاولت تخفيف معاناة سكانها ومنهم جمعية "الأمل" الخيرية التي قدمت المساكن المؤقتة لأهالي القرية بالإضافة إلى مصلحة مياه الساحل وصندوق تطوير البلديات التي ساهمت في مشاريع عدة للنهوض بقرية خزاعة مرة أخرى.