لندن ـ ماريا طبراني
يبدأ المستثمرون قريبًا عطلة عيد الميلاد، على أمل الحصول على بعض الراحة من الأشهر القليلة السيئة، التي تراجعت فيها مؤشرات الأسهم في جميع أنحاء العالم، مع القليل من الإشارات إلى ارتفاع طفيف معتاد بمناسبة الأعياد في ديسمبر/ كانون الأول.
اقرا ايضا التزامات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تمتد حتى عام 2064
وتشير صحيفة "غارديان" البريطانية إلى أن مؤشر" FTSE 100" في المملكة المتحدة يسير في طريقه نحو أسوأ أداء له خلال عقد من الزمان في عام 2018 - باستثناء الارتفاع الطفيف الذي سيشهده في الأيام الثلاثة الأخيرة من السنة في التداول ببورصة لندن، بما في ذلك نصف يوم عشية عيد الميلاد وعشية رأس السنة الجديدة، أضافت أنه في يوم الجمعة، خسر مؤشر الأسهم الممتازة في لندن أكثر من 12٪ خلال العام حتى الآن، وهو ما يعادل أسوأ فترة خلال عام تقويمي منذ الأزمة المالية العالمية التي حدثت في عام 2008.
وإذا كان المستثمرون في الغالب يأخذون قسطًا من الراحة، فلن يكون هناك أي توقف لتجار التجزئة في الفترة الأكثر حرجًا، فقد عانى السوق المالية من عام مؤلم، في ظل التحول الأساسي إلى الإنترنت والضعف في الإنفاق الاستهلاكي الذي ألقى العديد من الاقتصاديين باللوم فيه على التضخم المتأثر على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مما زاد من المخاوف، كما أن العلامة التجارية ""Superdry في طريقها لتكون الأسوأ أداء في مؤشرات FTSE 350 لهذا العام، مع انخفاض الأسهم بنسبة تزيد عن 70 ٪، في حين أن القيمة السوقية لمالك مركز التسوق Intu Properties انخفضت إلى النصف.
وبعد تجارة عيد الميلاد الحاسمة في عطلة نهاية هذا الأسبوع، ستتجه عيون المحللين إلى مؤشرات الأسهم في الأيام الأخيرة من عام 2018، ولا يقتصر الأمر على تجار التجزئة الذي يعانون من ضعف إنفاق المستهلكين، بل يمتد إلى سوق العقارات الذي سيخضع للتدقيق يوم الجمعة لتجميع البيانات الاقتصادية البريطانية.
وستنشر هيئة التمويل البريطانية، هيئة الصناعة المصرفية، تحديثها الخاص بالإقراض العقاري في نوفمبر/تشرين الثاني، بعد هدنة قصيرة في عطلة عيد الميلاد في ظل النزاع السياسي على إتمام صفقة "بريكست" أو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأشارت البيانات الأخيرة إلى ضعف سوق الإسكان، مع رغبة عدد أقل من المستهلكين في الالتزام بأكبر عمليات شراء المنازل الكبيرة وسط مخاوف من تأثير خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.
وقد عانى المستثمرون في جميع أنحاء العالم من نهاية عصبية لهذا العام وقد شهدت الأسواق المعيارية في ألمانيا وإيطاليا وفرنسا انخفاضا كبيرا عن العام الماضي حتى الآن.
وعبر المحيط الأطلسي في الولايات المتحدة، شاركت الشركات الكبرى المدرجة في مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" في نفس الشعور بالخسارة، حيث فقد المؤشر القياسي 9.6 ٪ في العام حتى يوم الجمعة، وكتب الاقتصاديون في البنك الألماني "دويتشه بنك" في توقعاتهم لهذا العام "إن تقلبات السوق الأخيرة وتراجعها في بيانات الاقتصاد الكلي تشير إلى أن الانتعاش لن بحدث وإن الأسواق حساسة بشكل متزايد، مع الحوادث والتقلبات الحتمية."
قد يهمك ايضا خطة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بانتظار موافقة البرلمان عليها
سعيد أبو علي يبحث مع الاتحاد الأوروبي مستجدات القضية الفلسطينية