واشنطن ـ رولا عيسى
كشف العلماء، بعد أشهر من مراقبة مذنب "بي 67"، أن حرارة الشمس يمكنها تغيير تركيبة سطحه، وبيّنت الصور التي تبث من مركبة روزيتا الفضائية أن المذنب خضع أخيرًا لعملية تحول في اللون، وسجلت المركبة التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية على مدى ثلاثة أشهر تغير درجة سطوع المذنب بأكثر من الثلث. وانطلقت روزيتا العام 2004 ووصلت إلى مذنب "بي 67"، المعروف أيضًا باسم "شوري" في 6 أغسطس/ آب 2014، واستطاع نظام التصوير الحراري بالأشعة تحت الحمراء في مسبار روزيتا الكشف عن تغيرات في مذنب شوري في الأجزاء المضاءة بضوء الشمس، خلال أشهر بعد وصول المركبة الفضائية، ورصدت الكاميرا تغيرات في الضوء المنعكس من السطح على نطاق واسع من الأطوال الموجية المرئية والأشعة تحت الحمراء، وحاليًا تم الكشف عن هذه النتائج التي استخدمت بيانات بين شهري أغسطس/ آب ونوفمبر/ تشرين الثاني 2014، وفي خلال هذا الوقت كانت مركبة روزيتا تعمل بين 62 ميلاً إلى 6 أميال من نواة المذنب.
ويتحرك المذنب في الوقت ذاته على طول مداره بالقرب من الشمس من 337 مليون ميل إلى 272 مليون ميل، ويشير تغير اللون إلى وجود تغيرات طفيفة في تكوين الطبقة الخارجية للمذنب، وأوضح العالم في مشروع روزيتا، مات تايلور "لم تكن ملاحظة تطور خصائص السطح ضمن البعثات الخاصة بالمذنبات من قبل وهذا هو الهدف الرئيسي لبعثة روزيتا، إنه لأمر رائع أن نرى أوراق علمية منشورة في هذا الموضوع مباشرة ونتطلع إلى رؤية كيفية تغير الأمور خلال المهمة بالكامل".
ووجدت المركبة روزيتا عندما وصلت جسمًا معتمًا يعكس نحو 6% من الضوء المرئي الساقط عليه، ويغطي معظم السطح طبقات من الظلام والغبار والجفاف، وتميز معظم السطح باللون الأحمر بسبب غناه بالمواد العضوية في ما كان جزء صغير من السطح مغطى بالجليد ما أظهر لونًا أزرق، إلا أن حرارة الشمس عملت على تسخين الثلج أسفل سطح المذنب ما أدى إلى تغيير تركيبته ولونه، حيث خرجت طبقات الغبار ببطء وظهرت مواد أخرى أكثر نقاء.
وأصبح هذا السطح الجديد عاكسًا ما جعل المذنب أكثر سطوعًا وأكثر ثراءً بالجليد ما أدى إلى ظهور مساحات زرقاء، وتغيرت درجة سطوع المذنب بنسبة 34% بين شهري أغسطس/ آب ونوفمبر/ تشرين الثاني، وأضاف المؤلف الرئيسي للدراسة، جينيركو فيلاشيوني، بقوله "يبدو أن الاتجاه العام يشير إلى وجود وفرة من المياه والجليد في طبقات سطح المذنب ما أدى إلى تغير طفيف ملحوظ، وفي هذا الصدد يتغير لون المذنب أمام أعيننا، ويعد هذا التطور نتيجة مباشرة للنشاط الذي حدث على سطح المذنب، حيث أن الإزالة الجزئية لطبقة الغبار الناجم عن النشاط الغازي هي السبب المحتمل لوفرة جليد الماء على السطح".
وأفاد الباحث الرئيسي في "فيرتيز"، فابريزيو كاباشيوني قائلًا "خصائص السطح ديناميكية وتغيير وفقاً للمسافة من الشمس ووفقًا لمستويات نشاط المذنب، وبدأنا في تحليل البيانات اللاحقة ويمكن ملاحظة استمرار هذا الاتجاه لما بعد ملاحظات نوفمبر/ تشرين الثاني 2014".