اكتشاف سلسلة ثانية من الجبال الجليدية على كوكب بلوتو

توصل علماء الفلك لدى وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، من اكتشاف سلسلة ثانية من جبال مثيرة للإعجاب على السطح الجليدي لكوكب بلوتو، في أقل من شهر.

وتمكن المسبار الفضائي التي أطلقته الوكالة الأميركية "New Horizons" بين الكواكب، من رصد سلسلة جديدة من الجبال أقل ارتفاعاً، على الحافة السفلية اليسرى من المنطقة التي تميز بلوتو الشهيرة "Tombaugh Regio"، التي تأخذ شكل قلب.

ويعتقد العلماء أن هذه القمم المجمدة المكتشفة حديثاً، يبلغ ارتفاعها نصف ميل إلى ميل واحد أو ما يعادل كيلو إلى 1.5 كيلو، أي تبلغ نفس ارتفاع جبال الأبلاش في الولايات المتحدة، وفي 15 تموز/يوليو تموز رصد المسبار الفضائي سلسلة أولى من الجبال على سطح بلوتو، أكثر ارتفاعًا من السلسة المكتشفة حديثاً، والتي تدعى "جبال نورجاي"، التي تعتبر في نفس ارتفاع سلسلة جبال روكي الشاهقة.

وتقع السلسلة الجديدة في غرب السهول الوسطى من كوكب "بلوتو"، والتي تدعى سهول "سبوتنيك بلانوم"، وتقع هذه القمم على بعج 68 ميل، شمال غرب "جبال نورجاي"، وتظهر أحدث الصورة، تضاريس الجبال بشكل ملحوظ واضح المعالم على طول الحافة الغربية من منطقة "Tombaugh Regio".

وذكر قائد الفريق الجيولوجي والجيوفيزيائي وفريق التصوير، الذي يتابع المسبار الفضائي "New Horizons"، جيف مور "هناك فرق واضح ملموس بين السهول المجمدة الأصغر سنا في الشرق، والتضاريس المظلمة التي تمتد عبر حفر عميقة إلى الغرب"، وتابع "هناك تفاعل معقد يدور بين المواد المظلمة و المشرقة، التي نسعى لفهمها".


وفي حين يعتقد العلماء أن سهول "سبوتنيك بلانوم" حديثة العهد نسبيًا من الناحية الجيولوجية - وربما أقل من 100 مليون سنة، يعود عمر المنطقة المظلمة إلى بلايين السنين، ويزعم أن السهول المشرقة التي تمتلئ بمواد طبيعية على شكل رواسب، يبدو أنها ملأت الحفر القديمة.

وتمكن مركز "Long Range Reconnaissance Imager" أو " الاستطلاع والتصوير عن بعد"، من التقاط الصور الحديثة لسلسلة الجبال المكتشفة حديثاً يوم 14 يوليو تموز، من مسافة 48 ألف ميل أي ما يعادل 77 ألف كم، وإرسالها إلى الأرض في 20 تموز/يوليو.

ويبلغ طول سلسلة الجبال الصغيرة نصف ميل عبر الوسائل المرئية، وأطلق فريق مسبار "نيو هوريزون" أسماء غير رسمية على المعالم المكتشفة في كوكب بلوتو، كما كشف الفريق النقاب عن صورة جديدة لقمرين جديدين لبلوتو، وهما "هيدرا" وهو قمر صناعي صغير، غير منتظم الشكل ويبلغ طوله 34 ميل اي 55 كم، وقمر "نيكس"، الذي يبلغ طوله 26 ميل أو 42 كم، و عرضه 22 ميل.

ويعتبر القمرين "نيكس" و"هيدرا"، هما الأقمار الثانية والثالثة التي تم اكتشافها، ويبلغان نفس الحجم، ويكمن هنا موضع التشابه فقط، وتظهر أول صورة ملونة التقطها المسبار لقمر نيكس، منطقة مثيرة للاهتمام على قمر صناعي هلامي يأخذ شكل الفاصولياء، والتي تشير التقديرات إلى أن طوله يبلغ 26 ميل، وعرضه 22 ميل.

وعلى الرغم من أن السطح الكلي للكوكب الجديد المكتشف يكسوه اللون الرمادي في الصورة، إلا أن هناك منطقة أخرى على سطح القمر تتميز باللون الأحمر الواضح، والتي تقود الى تكهنات العلماء بأنها فوهة بركان، وأكد العالم، كارلي هويت، من معهد بحوث "ساوث ويست" في بولدر، كولورادو أنه تم التوصل إلى بيانات تركيبية إضافية من نيكس ولكنها لم تصل الأرض حتى الآن، والتي ستفسر احمرار هذه المنطقة أكثر من المناطق المحيطة بها".

وأضاف "تبدو هذه الملاحظة محيرة، وجدت أنه من الصعب انتظار المزيد من البيانات الواردة عن نيكس"، وفي الوقت نفسه، تبين صور واضحة وصلت من المسبار، لقمر بلوتو الصناعي "هيدرا"، شكله غير المنتظم الذي يشبه ولاية ميشيغان.

والتقط مركز "Long Range Reconnaissance Imager" الصورة الجديدة في 14 تموز/يوليو من مسافة 143 ألف ميل، أو ما يعادل 231 ألف كيلومتر، ويبين معالم صغيرة تمتد عبر 1.2 كم، كما توضح وجود حفرتين كبيرتين على الأقل، واحدة منها هي في معظمها في الظل، ويبدو الجزء العلوي من قمر "هيدرا" أكثر إظلامًا، ما يشير إلى اختلاف محتمل في تكوين السطح