واشنطن ـ رولا عيسى
حدث اصطدام هائل بين كوكب يشبه "عطارد" و"الأرض"، منذ مليارات السنوات، وكان هذا الاصطدام ضروريًا لتهيئة الظروف الحياتية على الكوكب التي سمحت للحياة أن تزدهر، وفقًا لدراسة جديدة.
ويشير تحليل العناصر التي تشكل القشرة الأرضية إلى أنَّ مثل هذا الاصطدام في الماضي البعيد ساعد الحرارة الأساسية للكوكب. وتدفع هذه الحرارة حركة الحديد المنصهر في مركز الأرض، الأمر الذي يولد الدرع المغناطيسي لحماية كوكب الأرض من الإشعاع الكوني الضار.
وأوضح العلماء أنَّ القشرة والعباءة يحتويان على نسبة أعلى من "السماريوم" و"النيوديميوم" وهما اثنين من المعادن الأرضية النادرة التي توجد أيضاً النيازك. وهذا يوحي بأن شيئا آخر حدث خلال الاصطدام.
وأحد الاحتمالات المثيرة للاهتمام هي أن مادة مثيلة لـ"الزئبق"، التي كانت غنية بالكبريت، تم إدماجها في الأرض وقت الاصطدام الماضي. وأشار العلماء إلى أنَّ الكبريت ساعد على تفعيل الكيمياء التي أدت إلى توازن "السماريوم" إلى "النيوديميوم".
وتسبب الاصطدام وإضافة الكبريت لكوكب الأرض في إنشاء مصدر للحرارة المسؤولة عن خلق المجال المغناطيسي للكوكب، الذي يحمي من الأشعة الكونية، ويتيح الماء والحياة على الكوكب.
وبيَّن انكه فوهلرز وبرنارد وود، من جامعة أكسفورد، أنَّ الشذوذ الظاهر في نسبة "السماريوم" إلى "النيوديميوم" في القشرة الأرضية حدث بعد الاصطدام.
وأضاف: النواة الغنية بالكبريت، ساعدت علي إنتاج "اليورانيوم" و"الثوريوم" اللذان ولدا الحرارة اللازمة لدفع تيارات الحمل الحراري من الحديد المنصهر التي أقامت المجال المغناطيسي للأرض حسب دراستهما التي نُشرت في دورية الطبيعة.
وتثير الدراسة تساؤلات جديدة بشأن وصول الأرض إلي حالتها الراهنة، حسب تصريحات ريتشارد كارلسون من معهد كارنيجي للعلوم في واشنطن، الذي قال: مصدر الطاقة التي تحرك المجال المغناطيسي للأرض أصبحت موضوعا للنقاش منذ فترة طويلة.