واشنطن ـ فلسطين اليوم
عندما يقوم الكثيرون بشراء أجهزة جديدة هذه الأيام، نادرًا ما يفترضون أنها ستدوم طويلًا، ويتوقعون أيضا أن استخدام الهاتف الذكي أو الكمبيوتر المحمول سيستمر لطالما أن الشركات تعمل على تطوير منتجاتها، بحسب ما نشرته "نيويورك تايمز".
كما أن هناك شريحة من المستهلكين ممن يشعرون، في مرحلة ما، بأنه يجب عليهم التخلص من الجهاز المستهلك والبحث عن بديل أكثر حداثة، إذ يجب أن يكون لديهم أحدث وأقوى كاميرا، على سبيل المثال. ويجب أن يكون لديهم تطبيقات تعمل بشكل أسرع وشاشات أكثر إشراقا.
ولكن يجب أن يؤخذ في الحسبان أن الكثير من هذه الحالات هي نتاج لمجهود وخطط يقوم بتنفيذها محترفو التسويق من أجل التسلل إلى اللاوعي للمستهلكين. ففي حقيقة الأمر إن الإلكترونيات الاستهلاكية، مثل الهاتف الذكي أو الكمبيوتر المحمول أو الكمبيوتر اللوحي، يمكن أن تستمر لسنوات عديدة. ويمكن تحقيق ذلك ببساطة من خلال بعض البحث للحصول على التكنولوجيا التي ستستمر. ومن المرجح أن عملية البحث ستكون ذات أهمية متزايدة في الركود الناجم عن أزمة جائحة كورونا، والتي ستجبر الكثيرين على ترشيد إنفاقهم.
شراء ما تحتاج له
تقول كارول مارس، مدير التطوير التقني والابتكار في اتحاد الاستدامة الأميركي، المعني بالاستدامة السلع الاستهلاكية وترشيد الاستهلاك: "إنها مسألة شراء ما تحتاج إليه فعليًا، وليس ما تقول الشركات إنك بحاجته".
وإنه من البديهي أن يتم اختيار التكنولوجيا بشكل استراتيجي مع عمر تخزين أطول، إذ ينطوي الأمر على تقييم مدى سهولة إصلاح منتج معين أو عدم الحاجة إلى إصلاحه وتحديد متى يكون من المنطقي أن يتم استثمار المزيد من المال.
وفيما يلي عدد من الأسئلة، التي يوصي الخبراء بضرورة طرحها، ووضع الإجابة عنها في الاعتبار على المدى الطويل:
1- هل الجهاز الجديد سهل الإصلاح؟
ويشدد الخبراء على أنه في المرات القادمة التي يتم فيها التسوق وشراء منتج إلكتروني، يجب أن يتم التأكد من سهولة إصلاحه وهل من الممكن إصلاحه بواسطة مراكز صيانة متخصصة. وإذا تبين وجود صعوبة في الإصلاح أو نقص في قطع الغيار أو عدم توافر مراكز صيانة فلابد من تجنب شراء هذا المنتج بشكل حاسم.
ويمكن، في هذا السياق، استشارة موقع "آيفيكسئت" الإلكتروني، الذي يقدم إرشادات حول إصلاحات الأدوات الذكية. كما يقدم الموقع تقييمات لبعض المنتجات ويقوم بتحليل مدى سهولة إصلاحها.
وعلى سبيل المثال، حصل جهاز هاتف ذكي شهير على درجة قابلية إصلاح تبلغ 6 من أصل 10 (10 هي الأسهل للإصلاح)، لذلك يمكن أن يكون جهازًا يستحق التفكير فيه على المدى الطويل. ولكن إذا كان المشتري يرغب في شراء هاتف ذكي من علامة تجارية أقل شهرة، فيجب عليه الاتصال بمراكز الصيانة القريبة أولاً لمعرفة ما إذا كان بإمكان أي شخص إصلاحه في حالة حدوث عطب ما.
هل البطارية قابلة للاستبدال؟
يعد أحد أوضح المؤشرات على جدارة ومتانة المنتج هو ما إذا كانت البطاريات قابلة للاستبدال. ويتم تشغيل الأدوات التي تعمل بدون أسلاك بواسطة بطارية ليثيوم أيون، والتي يمكن شحنها فقط لعدد محدود من المرات قبل أن تتدهور.
ولحسن الحظ، تحتوي معظم الهواتف وأجهزة الكمبيوتر المحمولة على بطاريات يمكن استبدالها بمحترفين. لكن يوجد بعض المنتجات الأكثر إحكاما، والتي تحتوي على مكونات ملتصقة ببعضها البعض ومغلقة بإحكام، مما يجعل استبدال بطارياتها مستحيلاً. وعلى سبيل المثال توجد بعض أنواع سماعات الأذن اللاسلكية التي تنتمي لعلامات تجارية شهيرة ولكن تحتوي على بطاريات لا يمكن استبدالها. وبمجرد نفاد البطاريات، يجب على المستخدم شراء زوج سماعات جديد تمامًا.
3- هل المنتج موثوق؟
يوجد للمنتجات التقنية، مثلها مثل الأجهزة المنزلية، معدلات فشل، أو نسبة القطع السليمة إلى الوحدات المعيبة. ويمكن أن تعطي الأسعار الخاصة ببعض المنتجات فكرة عن مدى الثقة بالعلامة التجارية.
إن موقع "كونسيومر ريبورتس"، الذي يقوم بنشر تقييمات الموثوقية للأجهزة المنزلية، يعتمد على جمع بيانات موثوقية مماثلة للهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة اللوحية وأجهزة التلفزيون والطابعات من خلال استطلاع لآراء المشتركين، الذين يمتلكون تلك المنتجات.
يقول جيري بيلينسون، محرر التكنولوجيا في "كونسيومر ريبورتس"، إن الأشخاص يصادفون مشاكل أكثر مع المنتجات، التي تحتوي على أجزاء متحركة أو تحتاج للفك والتركيب، مثل الطابعات المزودة بخراطيش حبر، مقارنة بالإلكترونيات الأخرى مثل أجهزة التليفزيون أو الأجهزة اللوحية.
قد يهمك أيضًا:
هاتف "آيفون" يمكنك من إنشاء تنبيهات مخصصة لأشخاص مختلفين
جهاز "ووكمان" ياباني يحتفظ بمكانته بعد مرور 40 عامًا على طرحه