الروبوتات

بدأت شركة الأبحاث "ديب مايند" المملوكة لغوغل، بابتكار الذكاء الاصطناعي الجديد الذي يتعلّم فهم أفكار الآخرين، وهذا البرنامج قادر على التنبؤ بما ستقوم به برامج الذكاء الاصطناعي الأخرى، وحتى يمكن أن نفهم ما إذا كانوا يحملون معتقدات كاذبة حول العالم من حولهم، وتذكر "ديب مايند" أنه يمكن لإنسانها الآلي الآن احراز النجاح في اختبار نفسي هام والذي يستطيع معظم الأطفال تطوير المهارات اللازمة لإكماله في حوالي سن الرابعة، وقد يؤدي إتقانها في اختبار نظرية العقل هذا إلى روبوتات يمكن أن تفكر أكثر مثل البشر.

ويفكر معظم البشر، بشكل مستمر، في معتقدات ونوايا الآخرين، وهي مهارة مجردة يتقاسمها جزء صغير من مملكة الحيوان، بما في ذلك الشمبانزي والأورانجوتان، فعلى سبيل المثال، إذا كان شخص ما يشرب كوب من الماء، نفترض أن لديه الرغبة في إرواء عطشه، وكان لديه اعتقاد بأن شرب المياه سيحقق ذلك، ف"نظرية العقل" هذه هي مفتاح التفاعلات الاجتماعية المعقدة لدينا، وهو أمر لا بد منه لأي برنامج ذكاء اصطناعي يأمل تقليد الإنسان.
وأنشأت شركة "ديب مايند" وهي مجموعة من الباحثين في الذكاء الاصطناعي، مقرها في لندن، إنسان آلي بهدف تطوير نظرية أساسية للعقل، وفقا لعلماء جديدين، والمعروفة باسم نظرية شبكة العقل، أو ToM-net، حيث يكون الإنسان الآلي قادر على التنبؤ بما سيفعله وكلاء الذكاء الاصطناعي الأخرين في المحيط الافتراضي، كما يمكن أن يفهموا أنهم قد يحملون معتقدات كاذبة حول هذا العالم - أي الأشياء غير الموضوعية التي يعتقد شخص ما أنها صحيحة، فالبشر لا يستطيعون فهم أن شخصا ما قد يحمل معتقدات كاذبة حتى سن الرابعة، كما هو مبين في الدراسات السابقة باستخدام اختبار سالي - آن، فالاختبارات تصف شخصين، واحد منهم، وهي آن، تشاهد الآخر، سالي، وهو يقوم بإخفاء الكرة في مكان ما في الغرفة، ثم يأتي شخص ما ينقل الكرة إلى مكان مختلف دون أن تراه سالي، وبعد ذلك تُسأل آن، التي شهد هذه الخطوة، أين ستبحث سالي عن الكرة أولًا.

ولاجتياز الاختبار، تحتاج آن إلى إظهار أنها يمكن أن تميز بين مكان الكرة وأين تعتقد سالي أنه موجود - وهذا يعني أنها يجب أن تفهم أن سالي تحمل اعتقادًا كاذبًا حول مكان وجوده، ولاختبار ذكائهم الاصطناعي الجديد، قام الباحثين في "ديب مايند" بمحاكاة هذه التجربة النفسية في محيط افتراضي، وقال المهندس نيل رابينويتز من "ديب مايند": "يمكن أن يتعلم البرنامج الجديد الاختلافات بين الوكلاء، ويتوقع كيف يمكن أن يتصرف بشكل مختلف، ومعرفة متى سيكون لدى الوكلاء معتقدات خاطئة في العالم".

ويجدر بالذكر أنه هذه هي المرة الأولى التي أظهرت الذكاء الاصطناعي نظرية أساسية من العقل، ويمكن أن تساعد العلماء على فهم أفضل للدماغ من البشر والحيوانات الأخرى، وقد يساعد أيضا الباحثين على جعل الذكاء الاصطناعي أكثر تشبهًا للإنسان، وقال السيد رابينويتز: "كلما ازدادت قدرة أجهزتنا على فهم الآخرين، كلما كان بإمكانهم تفسير الطلبات بشكل أفضل، والمساعدة في العثور على المعلومات، وشرح ما يقومون به، وتعليمنا أشياء جديدة، وتكييف استجاباتهم للأفراد".