لندن -كاتيا حداد
أنشأ العلماء آلة فائقة الحساسية، والتي يمكنها كشف المادة المظلمة، وتعد الآلة الجديدة أكثر حساسية 17 مرة عن سابقتها والتي يمكن أن تلقي ضوء جديد على التفاعلات بين المادة المظلمة والمادة العادية، وبينما تعد المادة المظلمة غير مرئية للتليسكوبات، إلا أنه يتم الكشف عن وجودها على أساس التفاعل مع المواد الأخرى، ويساعد الجهاز الجديد العلماء على العثور على واحد من أشكال المادة المظلمة العديدة الممكنة، وتحذر الآلة الجديدة العلماء عندما تصطدم بها المادة المظلمة، حيث تصدر إنذار الإحساس بالحركة وفقا لمختبر "Pacific Northwest National Laboratory".
ويعد الجهاز الجديد أكثر حساسية عن غيره في الاستخدام، ويقول كبير العلماء في فيزياء الجسيمات في "PNNL" وعضو "PICO Collaboration"، ديفيد أنسر، "هذه الحساسية تعني أنه يمكننا بناء جهاز أكبر للكشف مع تشغيله لفترة أطول مع عدم وجود أي خلفية لأي أنواع أخرى من الإشعاع"، ويمتليء الجهاز الجديد الغرفة الفقاعة، بسائل عند نقطة الغليان وعندما تصطدم الجسيمات الصغيرة الممتلئة بالطاقة بالفقاعة فإنها تنفجر، وتمتليء الغرفة بسائل يحتوي على الفلور الذي يشكل فقاعة عندما يصطدم به نيوترون من نوع معين من الإشعاع، ويعتمد الجهاز على درجة الحرارة والصوت للعثور على جسيمات المادة المظلمة، ويؤمل أن يساعد الجهاز العلماء على إيجاد نوع معين من المادة المظلمة "WIMPS"، وعند مرور جزء من هذه المادة هلال الغرفة الفقاعة يتوقع العلماء أن الجهاز سيكتشف جسيمات المادة المظلمة.
وتابع أنسر "نحن لا نعرف طبيعة تفاعلات المادة المظلمة مع الماد العادية، ويوفر مسبار PICO فرصة فريدة للاكتشاف"، وأشارت وكالة ناسا الأسبوع الماضي إلى رصد إشارة غامضة في مركز مجرة "Andromeda" والتي ربما تكون دليل على المادة المظلمة، وتشبه الإشارة التي التقطها تليسكوب "Fermi Gamma" التابع لناسا الأشعة الملتقطة من مركز مجرة درب التبانة ويعد انتشارها غير مستقر، وبدلا من الانتشار في جميع أنحاء المجرة تتركز الأشعة في المركز.
وتعتبر هذه الأشعة أعلى شكل طاقة من الضوء، ويتم إنتاجها عند تفاعل الأشعة الكونية مع سحب الغاز والنجوم، ولا يعرف الباحثون ما ينتج هذه الأشعة تماما لكنهم يقولون أن هناك تفسيرات محتملة بما في ذلك المادة المظلمة، ويعتقد أن هذه المادة المظلمة تشكل 27% من الكون، وأوضح العالم بيريك مارتن، عالم الفيزياء الفلكية، في المركز الوطني للبحوث العلمية، ومعهد بحوث في الفيزياء الفلكية والكواكب، في تولوز، في فرنسا: "نتوقع أن تتراكم المادة المظلمة في مناطق أعمق في مجرة درب التبانة والمجرات الأخرى وهذا هو السبب في كون العثور على مثل هذه الإشارة مثيرة للغاية، وسيكون M3 مفتاحا لفهم ما يعنيه ذلك بالنسبة لكل من "Andromeda" و "Milky Way".