واشنطن ـ يوسف مكي
حذر عدد من العلماء من زيادة حجم ثقب طبقة الأوزون في المجال الجوي الذي يعلو القارة القطبية الجنوبية، بعد أن جرى اكتشافه قبل 30 عامًا عن طريق خبراء بريطانيين.
ويشكل الثقب خطرًا على حياة الملايين، إذ يسمح بارتفاع معدلات الإصابة بمرض السرطان بعد التعرض للإشعاعات التي تنتج عن الشمس لتصل إلى الأرض، وجرى الاتفاق على توقيع "بروتوكول مونتريال" لحظر استخدام المواد الكيميائية المصنوعة من قبل البشر المسؤولة عن زيادة حجم ثقب طبقة الأوزون في الغلاف الجوي العلوي.
وقبل أيام، بيّن العالم جون شانكلين من معهد القطب الجنوبي البريطاني، والذي كان ضمن ثلاثة علماء اكتشفوا الثقب عام 1985 أن العبرة التي يجب تعلمها من القصة لم يتعلمها المجتمع بعد، مشيرًا إلى أنه "جرى صياغة اتفاقية دولية للتعامل مع الثقب، لكن الهدف الرئيسي من وراء الاكتشاف كان لإظهار كيف لنا أن نضفي تغيرات على المناخ وكم يتطلب الأمر لإصلاح ما يحدث".
وأوضح شانكلين "من الواضح أننا لم نستوعب العواقب الوخيمة الكاملة لما كنا نفعله حينها لأننا لا نزال نتسبب في تغيرات جذرية للمناخ، حينها كانت المركبات واليوم الغازات المسببة للاحتباس الحراري".
ونجح العلماء في تحليل كميات من الأوزون في المجال الجوي الذي يعلو القارة القطبية الجنوبية عن طريق جهاز جرى تطويره في العشرينات يعرف باسم "دوبسون" وهو مقياس للطيف الضوئي داخل الأوزون.
وكشفت النتائج عن تغيرات جوهرية في مستويات الأوزون في المنطقة ذاتها، خلال وقت محدد من العام وأضاف شانكلين، "لكن في بداية الأمر اعتقدنا وجود تقلبات عشوائية، لكنني بعد ذلك أجريت معايرة دقيقة وتوصلت إلى نمط، خلال كل ربيع يظهر ثقب أساسي في طبقة الأوزون الواقع في المجال الجوي أعلى القارة القطبية ويزداد حجماً كل عام".
ونشر الفريق نتائجه في مجلة "الطبيعة" في آيار/ مايو من عام 1985، كما أيدت "ناسا" أبحاثه في وقت لاحق ليتمكن أفراده من استخدام الأقمار الصناعية لتأكيد وجود ثقب الأوزون.
وأكد باحثون آخرون في وقت لاحق أن مركبات الكربون الكلورية فلورية وكانت السبب الرئيسي خلال بضع سنوات من اتفاق مونتريال الذى إلى حظر إنتاج مركبات الكربون الكلورية الفلورية، واعتبره الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان، أنجح اتفاق دولي حتى الآن.